قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه بعد صعود الإسلاميين وهيمنتهم على المشهد السياسى، أصبحوا يواجهون اختبارا حقيقيا يتمثل فى تلبية أبرز أولويات المجتمع المصرى الآن وهى توفير وظائف عمل، وهى المهمة التى لن تكون سهلة بالنظر إلى وضع الاقتصاد المصرى الهش. ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الربيع العربى ترك الاقتصاد فى وضع يرثى له، فمع امتلاء ميدان التحرير بالمتظاهرين، ابتعد المستثمرون الأجانب، وتجنب السياح الحضور إلى مصر، وأغلقت الأعمال، وارتفعت نسبة البطالة خاصة بين الشباب، ولم يشهد الاقتصاد أى نمو يذكر، ووفقا لبعض المعايير، انزلق أكثر من نصف المصريين تحت خط الفقر. وذهبت الصحيفة إلى أن التوقعات التى ينتظرها المصريون من أول رئيس منتخب فى تاريخ البلاد الذى يمتد إلى الفراعنة مرتفعة للغاية. وأضافت أن مرسى يواجه موقفا صعبا فالبلاد تكافح لدفع ديونها الخارجية، وسيراقب الجميع أداء الرئيس الجديد لاختبار ما إذا كان صعود الإسلاميين سيتمحور حول الإيديولوجية أم الكفاءة. ونقلت "واشنطن بوست" عن محمد صلاح، يبلغ من العمر 28 عاما ويعمل صائغ ولكنه بلا عمل وصوت للإخوان المسلمين قوله "مرسى سيحل مشكلة البطالة، ويعزز الأمن ويحسن المعاشات، الله معه". وقالت الصحيفة إن مرسى ومستشاريه يدركون جيدا أن المصريين يتوقعون منهم الكثير وأن يجعلوا توفير الوظائف عملهم الأول.. "الأزمة الاقتصادية على رأس أولوياتنا، فمع نفاد احتياطى العملة الأجنبية، وفقدان المستثمرين الأجانب للثقة فى مصر، بات الوضع ملحا للغاية"، على حد قول جهاد الحداد، أحد أعضاء اللجنة الاقتصادية فى حزب الحرية والعدالة. وعلى المدى القصير، يحاول مرسى جاهدا أن يتجنب أزمة فى المدفوعات التى قد تؤدى إلى انخفاض قيمة الجنية، إلا أن القرض بقيمة مليار دولار من بنك سعودى منح مصر بعض الوقت، كما أن هناك بعض المؤشرات على أن مرسى وصندوق النقد الدولى أوشكا على الاتفاق على منح البلاد 3.2 مليار دولار. وقبول هذا القرض، رأت الصحيفة، سيكون بمثابة طمأنة لهؤلاء القلقون من عدم قبول الجماعة الإسلامية للقيود التى يفرضها الصندوق.