أحدث اكتشاف حديث في أستراليا ضجة كبيرة بين العلماء والاقتصاديين حول العالم، ليصبح محطة بارزة سواء من الناحية الجيولوجية أو الاقتصادية. ووفقا لصحيفة الكرونيستا ، ففى مقاطعة هاميرسلي الواقعة في أسترالياالغربية، تم العثور على منجم للحديد هائل الحجم، يُقدّر قيمته بحوالي 5,6 تريليون يورو. هذا الاكتشاف يعزز موقع أستراليا كأحد أبرز المنتجين العالميين للحديد، ويُحدث تحولًا كبيرًا في فهمنا للعمليات الجيولوجية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، مما يجعله اكتشاف القرن. كمية ضخمة وتأثير اقتصادي هائل يحتوي المنجم المكتشف على نحو 55 مليار طن من الحديد، ما يجعله واحدًا من أكبر المناجم المعدنية في التاريخ الحديث. من المتوقع أن يؤثر هذا الاكتشاف على الأسعار العالمية للحديد وسلاسل التوريد في صناعات البناء والتصنيع والسيارات، ما يرسخ أستراليا كلاعب رئيسي في سوق الموارد الأساسية عالميًا. أهمية علمية كبرى بعيدًا عن الفوائد الاقتصادية، يحمل منجم هاميرسلي قيمة علمية لا تُقدّر بثمن. فقد كشفت تحليلات المعادن عن عمليات جيولوجية قد تُعيد صياغة فهمنا لكيفية تكون رواسب الحديد عبر دورات القارات العملاقة. وأوضحت الدكتورة ليام كورتني ديفيس، المشاركة في الدراسة، أن هذا الاكتشاف قد يكون مفتاحًا لتحسين قدرات التنبؤ في الاستكشافات الجيولوجية المستقبلية. وقالت إن ربط هذه الرواسب الضخمة بالتغيرات في دورات القارات العملاقة يعزز فهمنا للعمليات الجيولوجية القديمة، ويوفر أدوات لتحديد أماكن وجود رواسب جديدة في المستقبل. تغييرات في الفهم الجيولوجي سمح استخدام تقنيات علمية مبتكرة بتحليل دقيق للمعادن، بما في ذلك دراسة نظائر اليورانيوم والرصاص، لتحديد عمر الرواسب بشكل أدق. وأظهرت النتائج أن الحديد في هذا المنجم تشكل قبل نحو 1,4 مليار سنة، وليس قبل 2,2 مليار سنة كما كان يُعتقد سابقًا. هذا التحديث في الجدول الزمني يغير بشكل كامل طريقة فهم العلماء للعمليات التكتونية التي شكلت بعض أكبر رواسب الحديد في العالم، بحسب البروفسور مارتن دانيسيك، الذي أوضح أن هذه المعلومات حاسمة لفهم تطور التكوينات الجيولوجية وتحويل تركيز الحديد من 30% إلى أكثر من 60% في شكله الحالي. فرص مستقبلية للتعدين والعلوم يسهم هذا الاكتشاف في فتح آفاق جديدة لاستكشاف المعادن، خصوصًا في مناطق كانت تعتبر غير صالحة أو صعبة للاستكشاف سابقًا. كما يعزز تطوير تقنيات وأساليب جديدة لدراسة تطور الأرض والحركات التكتونية الكبرى في تاريخ الكوكب.