"الله يكون فى عونه.. بس هو اللى قال بابى مفتوح"، بهذه الكلمات علق أحد المواطنين من أهالى منطقة مصر الجديدة على مشهد حصار أصحاب المطالب الفئوية قصر العروبة لليوم الرابع على التوالى، عقب تولى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية مهام رئاسة الجمهورية السبت الماضى، المشهد الذى لم يعتده أهالى المنطقة الهادئة خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث تحولت المنطقة كانت تنعم بهدوء إجبارى لوجود آل مبارك فيها، والتى كان يخشى أصحابها من إحداث أى ضجة، خوفا من بطش زبانية المخلوع بين عشية وضحاها إلى "هيدبارك" جديد للمخنوقين من أفراد الشعب عقب دخول الوافد الجديد لقصر الرئاسة. الجار الجديد أو رئيس الجمهورية الثانية، لم يتعلم من أخطاء الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء السابق والذى تولى رئاسة الوزراء عقب رحيل المخلوع من الإفراط فى التطمينات والوعود للشعب الذى طالما عانى من ظلم وجبروت زبانية المخلوع وأبنائه، ليتكرر سيناريو الوقفات الاحتجاجية ويحاصر أصحاب المطالب الفئوية جنبات قصر العروبة فى أولى أيام رئيس الثورة. صراخ وعويل وطرق عنيف للبوابة، وطريق تارة مفتوح للسيارات وتارة أخرى مغلق بأوامر المتظاهرين، مطالب هنا وهناك تعددت بين المطالبة بالتعيين والإفراج عن السجناء المعتقلين بالسجون السعودية والعلاج على نفقة الدولة، وصرف مستحقات متأخرة للعاملين لدى مستثمرين أجانب، وزحف مكثف لباعة المشروبات، هكذا هو المشهد أمام بوابة رقم 3 بقصر العروبة بشارع الأهرام بمنطقة مصر الجديدة. عناصر المشهد أمام قصر العروبة تبدأ فى الظهور منذ الصباح الباكر، حيث يتوافد عدد من أصحاب المطالب الفئوية والذى يتزايد عددهم بمرور الوقت، يحدوهم الأمل فى الدكتور مرسى والذى يمتلك على حد اعتقادهم عصا سحرية يطلقون عليها "عصا مرسى" تنهى أى أزمة مهما بلغ الأمر، يتنافسون فى الوصول إلى باب القصر الرئاسى لتقديم مطالبهم، وهنا يظهر العنصر الثانى داخل المشهد وهى قوات الأمن والتى ترفض فتح البوابة رقم 3 بقصر العروبة، وتكتفى فقط بفتح باب صغير تتلقى منه أوراق المواطنين وتنظم صفوفهم، كما تسمح فقط بدخول 5 أفراد لمقابلة العنصر الثالث فى المشهد وهم العاملون بمكتب شكاوى مؤسسة الرئاسة، والذين يكتفون بتلقى أوراق المتظاهرين مع وعدهم بفحصها، بالإضافة إلى إعطائهم رقم الهاتف الأرضى ليتصل به صاحب الشكوى للاستفسار عن طلبه، ولكن مع تزايد الأعداد يتسابق أصحاب المطالب لتقديم أوراقهم، مما يضطر قوات الأمن إلى إغلاق الباب، الأمر الذى يثير غضب المتظاهرين أمام بوابة القصر ويختلف رد فعلهم، حيث تقوم السيدات بالصراخ والعويل على باب القصر وأحيانا قطع الطريق، وهو الأمر الذى يشاركهن فيه الشباب الذين لا يكتفون بذلك فقط، بل يتسلق عدد منهم بوابة القصر لتوصيل أوراقهم أو الطرق العنيف للبوابة والذى يصل فى بعض الأحيان إلى محاولة تحطيمها، ومع سطوع الشمس وإرتفاع درجة الحرارة يحضر سريعا العنصر الرابع والأخير وهم باعة المشروبات الباردة، والذين لم يكن يحلموا بالمرور فقط بالشارع وليس اتخاذه مقرا لعرض منتجاتهم من مياه معدنية باردة و"تمر وعرقسوس". "المفروض يعين نوابه يقابلونا ويحلوا مشاكلنا" هكذا طالب خليفة حسن البالغ من العمر 42 عاما والذى حضر من قريته أبو تشت بمحافظة قنا للمطالبة بالعودة للعمل بشركة الألمومنيوم والتى فصل منها تعسفيا . وتابع خليفة: "مكالمة واحدة فقط من نائب له كفيلة بتغيير مسار حياتى"، وبنبرة ممتزجة بغضب عارم صاح أحمد يحيى المنسق العام لائتلاف خريجى الحقوق والشريعة والقانون عند سؤال حول تعامل قوات الأمن معه عقب تكرار محاولته تسلق بوابة قصر العروبة للمرة الثانية، قائلا: "تسلقت بوابة القصر لتوصيل مطالبى ومطالب الناس"، مضيفا أن سكرتارية الرئاسة تكتفى بالحصول على أوراقنا وتمنحنا رقم هاتف أرضى لا يجيب للاتصال به للاستفسار عن شكوتنا". وتابع أحمد: "أعلم جيدا أن مشكلتنا من الصعب حلها، فالدكتور مرسى لا يريد الصدام مبكرا مع القضاة"، لافتا إلى أن تعيينات دفعة النيابة التى يرفضها الائتلاف ويطالب بوقف تعيينها مقسمة إلى 75 % لأبناء القضاة و25 % لأبناء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والتى يبدو أنها ستحل محل الحزب الوطنى".