سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلطات مطار القاهرة تحبط محاولات تهريب العملة المصرية لدول الخليج..ضبطت2 مليون جنيه بحوزة 4 ركاب على رحلات مختلفة..ومليون دولار مزيفة قادمة من غزة متجهة إلى ماليزيا.. ورصد خروج ملايين الدولارات يومياً
رغم ما تعانيه البلاد خلال الأيام الجارية من اضطرابات على المستوى الأمنى والسياسى، إلا أن المتربصين بها لم يغفلوا الجانب الاقتصادى، حيث شهدت الفترة القليلة الماضية عدداً من المحاولات الفاشلة للمتاجرة بالعملة المصرية وتهريبها إلى بعض الدول المجاورة، وعلماً بأن ضبط بعض عمليات التهريب لا يعنى بالأساس إحباط كافة المحاولات، حيث يعجز أى جهاز أمنى مهما بلغت قوته وكفاءته على محاربة الجريمة بنسبة 100%، إلا أن مجرد كشف بعضها قد يكشف لنا خيوط مترابطة لازدهار تلك التجارة التى تعمل فى الأساس على ضرب الاقتصاد المصرى فى مقتل. أولى عمليات التهريب التى تم كشفها خلال الفترة الماضية كانت بمبلغ 520 ألف جنيه مصرى، حاول أحد الركاب المصريين تهريبها داخل حقيبة إلى دبى، بعدما وضع الأموال متراصة داخل أوراق معدنية، ثم وضعهم جميعاً داخل "بطانية"، اعتقاداً منه أن تلك الحيلة قد تنقذه من أجهزة كشف الأمتعة، لتتلوها بعد ذلك عدد من العمليات المشابهة، مثل ضبط راكب آخر بحوزته 460 ألف جنيه مصرى كان متجهاً هو الآخر إلى دبى، إلا أن طريقة تهريب هذا الراكب للأموال جاءت مختلفة عمن سبقه، حيث خبأ الأموال داخل أطباق بسبوسة، اعتقاداً منه أن ضباط إدارة تأمين الركاب لن يشكوا فى الطعام، وغالباً ما يلجأ تجار العملة إلى تهريب الجنية المصرى للمصريين العاملين بالخارج، واستبداله بعملة البلد الذى يعيش هؤلاء المصريون فيه، ويحدث ذلك تحديداً قبيل الإجازات التى يقوم بها المصريون المغتربون فى الخارج إلى القاهرة، حيث يحتاجون فى ذلك التوقيت إلى العملة المصرية، لسهولة التعامل بها داخل القاهرة عقب وصولهم. تلت تلك المحاولات، محاولة راكب آخر تهريب مبلغ 730 ألف جنيه داخل حقائبه وبالطريقة ذاتها التى تعتمد على تغليف الأموال بالأوراق المعدنية، اعتقاداً منهم بأنها ستخدع أجهزة كشف الأمتعة، وكان هذا الراكب فى طريقه إلى السعودية، والغريب فى هذه الواقعة تحديداً أن الراكب وفور كشف أمره حاول تمزيق الأموال، وبعدها تم الكشف عن تنازله عن المبلغ لصالح خزينة الدولة، مثلما فعل سابقوه، للهروب من عقوبة محاولة تهريب أموال مصرية إلى الخارج، مما يساهم فى الإضرار باقتصاد البلاد. عمليات تهريب الأموال والتجارة فى العملة لم تقتصر على العملة المصرية فقط، حيث ظهر مؤخراً اتجاه جديد لتلك التجارة، وهى العملة الأجنبية المزورة والتى كانت بوابتها الأولى إلى البلاد عبر الأنفاق السرية التى تربط مصر بغزة، حيث تمكنت سلطات تأمين الركاب بمطار القاهرة، برئاسة اللواء علاء سعد، من ضبط مليون دولار مزورة بحوزة راكب مصرى الجنسية يحمل وثيقة سفر فلسطينية وفى طريقه إلى ماليزيا، وبمناقشته اعترف أنه جلب تلك الأموال المزورة عبر الأنفاق التى تربط مصر بغزة، ولا يعلم ما الهدف من تهريبها، وإنما يقتصر دوره على الوساطة فقط. عقب تلك المحاولة الفاشلة، رصدت سلطات جمارك مطار القاهرة، خروج كميات كبيرة من الدولارات السليمة والعملات الأجنبية لخارج البلاد، وتحديداً إلى دول الخليج والصين دون سبب واضح، ورغم قانونية خروج تلك الأموال مادامت عملات أجنبية لا تؤثر على قيمة الجنية المصرى، إلا أن حجم الأموال الخارجة من البلاد والتى وصلت إلى 5 ملايين دولار يومياً خلال شهر مايو الماضى كانت ملفتة للانتباه، وتدعو للتساؤل والدهشة. من جانبه، ناشد اللواء صلاح زيادة، مدير أمن مطار القاهرة الدولى، عبر "اليوم السابع" المسئولين المصريين، بضرورة وضع حد لخروج العملات الأجنبية من البلاد، حيث يشهد مطار القاهرة خروج كميات كبيرة منها دون رادع، كما تحدث عن عمليات تهريب العملات المصرية، مشيراً إلى أنها شهدت طفرة فى أساليب التهريب خلال الفترة الماضية، حيث بدأ المهربون حالياً فى اللجوء لاستخدام صور "الأشعة" الطبية ووضعها داخل الحقائب وحول الأموال، حتى يصعب على جهاز كشف الحقائب توضيحها، وهو ما يتطلب مجهود أكبر من الضباط فى عمليات التفتيش. وعلم "اليوم السابع" أن "زيادة" عقد عدد من الاجتماعات الطارئة مع مساعديه، وعلى رأسهم اللواء علاء سعد مدير إدارة تأمين الركاب، لإطلاعهم على الوسائل الجديدة فى تهريب الأموال بنوعيها، حيث كشفت سلطات المطار، أن هناك طريقه جديدة لتهريب تلك الأموال عبر أجهزة كشف الأمتعة دون ضبطها، وهى تفريق الأموال وتوزيعها توزيعا صحيحا بمستوى أفقى بين طيات الملابس دون تغليفها بأوراق معدنية، وهنا قد يتعذر على الجهاز كشفها، إلا أن إدارة تأمين الركاب تعتمد فى تلك الحالة على تفتيش الحقائب تفتيشا يدويا، اعتمادا على المعلومات التى توفرها إدارة البحث الجنائى عن تجار العملة ورجالهم الذين اعتادوا على التهريب عبر الحدود. وبدوره، شكل اللواء علاء سعد مدير إدارة تأمين الركاب، فريقا من رجاله المتخصصين فى كشف عمليات تهريب الأموال، برئاسة العميد أيمن عبد الفتاح رئيس قسم التأمين بالمطار الجديد، والمقدم محمد مصطفى لتجديد الخطط الأمنية المتبعة لضبط عصابات تهريب الأموال، وإطلاع صغار الضباط وأمناء الشرطة على كل جديد فى وسائل التهريب، للحد منها ومحاولة القضاء عليها.