قالت الدكتورة سهير رمضان، عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، إن مرض الفايبروميالجيا أو الألم الليفي العضلي يُعد من الأمراض المزمنة والمعقدة، حيث يصاحبه ألم شديد خاصة في العضلات الهيكلية. وأوضحت أن العضلات في جسم الإنسان نوعان: عضلات إرادية يستطيع الإنسان التحكم فيها مثل تحريك اليد أو القدم، وعضلات لا إرادية توجد في القناة الهضمية أو القلب ولا يمكن التحكم بها. دور الميتوكوندريا في تطور المرض وأكدت الدكتورة سهير رمضان، عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، خلال مداخلة هاتفية لقناة اكسترا نيوز، أن الخلايا العضلية، خصوصًا في العضلات الهيكلية، تعتمد على وجود الميتوكوندريا التي تُعد بيت الطاقة داخل الخلية، وأن نقص الميتوكوندريا في هذه الخلايا هو العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض الفايبروميالجيا. وأضافت أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنة بالرجال، نتيجة ارتباط إحساس الألم بهرمون الإستروجين، الذي يؤدي انخفاضه إلى زيادة الإحساس بالألم، بالإضافة إلى وجود عوامل وراثية تؤثر أيضًا. الانتشار الواسع للألم وتأثيره على الحياة وأشارت الدكتورة سهير رمضان، عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، إلى أن المرض يظهر عادة في نحو 14 منطقة متفرقة في الجسم، مؤكدة أن شدته قد تصل إلى حد تعطيل الحياة اليومية، نظرًا لتأثيره على الحالة الجسدية والنفسية والمزاجية للمريض. المقاربة العلاجية التجريبية الجديدة وكشفت الدكتورة سهير رمضان، عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، أن الفريق البحثي بالكلية اتجه إلى منهج غير تقليدي، حيث اعتمد على الحصول على خلايا من أجنة الجرذان واستخلاص الميتوكوندريا منها، وهي ميتوكوندريا خارجية "Exogenous" يتم الاحتفاظ بها حية داخل بيئة خاصة. وبعد ذلك تم إنتاج نموذج فئران مصابة بالمرض من خلال حقن مادة "Reserpine" لتصبح مشابهة للحالة البشرية، ثم حقنها في الدم بالميتوكوندريا الحية.
نتائج الدمج بين الميتوكوندريا الخارجية والداخلية وأضافت الدكتورة سهير رمضان، عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، أن الفريق تأكد باستخدام تقنيات متقدمة من حدوث التحام بين الميتوكوندريا الخارجية والداخلية الموجودة داخل العضلات، كما أثبتت التحاليل المختلفة سواء في الدم أو السلوك الحركي للفئران انخفاض الإحساس بالألم وتحسن الحالة، مما يؤكد نجاح التجربة. هل العلاج نهائي أم يحتاج تكراراً؟ وأوضحت الدكتورة سهير رمضان، عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، أن التجربة ما زالت في مراحلها المبدئية ضمن الدراسات ما قبل الإكلينيكية Preclinical studies، مشيرة إلى أنه لم يتم بعد الوصول إلى المرحلة التجريبية على البشر. لكنها أكدت أن ما تحقق يمثل إنجازًا علميًا كبيرًا يفتح آفاقًا واسعة لإيجاد علاج فعال لهذا المرض في المستقبل، وفق ما أعلنه الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة.
الفريق البحثي وراء الإنجاز وأشادت الدكتورة سهير رمضان، عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، بالفريق البحثي الذي ضم كلاً من: الدكتور هيثم شرف الدين، الدكتور أيمن صابر، الدكتور عبده كمال، الدكتور أحمد العبد، بالإضافة إلى الباحثة نورهان الخولي صاحبة رسالة الدكتوراه التي اعتمدت على هذا الابتكار العلمي. وأكدت أن هذا الإنجاز يأتي بالتزامن مع احتفالات كلية العلوم بمرور مئة عام على تأسيسها.