شهد اليوم الثاني من فعاليات منتدى الدوحة 2025 مشاركة أكثر من 160 دولة، وحضور أكثر من 6 آلاف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمشاركة وزير الخارجية بدر عبد العاطي، وكبار المسؤولين الدوليين. وشملت الجلسات الاولي ثلاث حوارت منفصلة بدأت بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، والتي اكدت خلال منتدى الدوحة 2025، أن هناك تركيزًا متزايدًا على الابتعاد عن القيم الأمريكية الأساسية في السياسات الدولية، مشيرة إلى ضرورة دعم القانون الدولي والالتزام بالمعايير العالمية لمواجهة العدوان. وأضافت خلال جلسته الخاصة بمنتدي الدوحة اليوم والذي ينهي جلساته غدا ،أن دعم روسيالأوكرانيا كان محدودًا، وأن الولاياتالمتحدة بحاجة لمراجعة سياساتها لضمان عدم ترك الأوكرانيين عرضة للتحركات الروسية، مشددة على أهمية التفكير في العواقب طويلة المدى لكل قرار دبلوماسي.
خطة السلام وأهمية العمل الدبلوماسي أوضحت كلينتون أن خطة السلام المؤلفة من 20 نقطة تحتاج إلى جهد هائل ومفاوضات دقيقة، بالإضافة إلى استخدام الحوافز والضغوط لضمان جمع جميع الأطراف حول طاولة واحدة. وأشارت إلى أن نجاح أي خطة يعتمد على العمل الميداني والتخطيط الاستراتيجي، مستشهدة بخبرتها في اتفاقيات السلام السابقة مثل "الجمعة العظيمة" في أيرلندا الشمالية واتفاق دايتون في البلقان، حيث كان العمل الشاق والمتواصل وراء نجاح أي تسوية. روسياوأوكرانيا قالت كلينتون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على توسيع نفوذه في أوكرانيا، وأن الولاياتالمتحدة كان بإمكانها القيام بدور أكثر حزمًا لمساندة أوكرانيا في دفاعها عن نفسها، مؤكدة أن السياسات الأمريكية الحالية بحاجة لمراجعة لضمان استجابة فعّالة للعدوان المستمر منذ عام 2014. الصين وأفريقيا أشارت وزيرة الخارجية السابقة إلى أن الصين تملأ الفراغ الدبلوماسي في إفريقيا، مستفيدة من ضعف استخدام الولاياتالمتحدة للقوة الناعمة والتطوير، مثل برامج التنمية والمساعدات الاقتصادية. ولفتت إلى أن التعامل مع الصين يتطلب مقاربة متوازنة تجمع بين المنافسة الاقتصادية واستخدام أدوات القوة الناعمة بفعالية. الدروس المستفادة من الماضي أكدت كلينتون أن التغيير لا يعني تجاهل التجارب السابقة، بل الاستفادة من الدروس الماضية وتطبيق ما ينجح في المستقبل. وأضافت: "لا تدخل إلى المنصب وتقول: كل ما تم فعله منذ تأسيس الدولة كان خطأ. بل تقول: لدي أسلوب مختلف، سأتعلم من الماضي، وسأطبق ما ينجح ثم نمضي من هناك." دور وسائل التواصل الاجتماعي والشباب لفتت كلينتون إلى أن أغلب الأمريكيين، خاصة الشباب، يحصلون على الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذه المنصات غير مكتملة، وأن الحصول على معلومات دقيقة يتطلب التوازن بين وسائل التواصل والصحفيين المحترفين، بما في ذلك الصحفيين الفلسطينيين في غزة، لضمان فهم أفضل للأحداث العالمية. حقوق الإنسان والانتهاكات العالمية أعربت كلينتون عن غضبها من انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم، مشيرة إلى الأحداث في إسرائيل وغزةوروسياوأوكرانيا والسودان والكونغو الشرقية، مؤكدة على ضرورة تدخل الولاياتالمتحدة لمحاولة تخفيف المعاناة ومنح الناس فرصة لحياة سلمية ومزدهرة، معتبرة أن التركيز على مأساة واحدة يظلم حجم التحديات العالمية. أهمية المؤسسات والرقابة انتقدت كلينتون تقاعس الكونغرس عن أداء دوره الرقابي، معتبرة أن هذا الفشل أساسه الحزب الجمهوري الذي يحاول تجنب مساءلة الإدارة، مشددة على أهمية الفصل بين السلطات وضوابطها لتحقيق التوازن في اتخاذ القرارات، مستشهدة بالمبادئ الدستورية للأبوين المؤسسين وضرورة مساءلة الرؤساء. الانتكاسات في حقوق المرأة أوضحت كلينتون أن هناك تراجعًا في حقوق النساء عالميًا، متأثرًا بجائحة كورونا والوضع الاقتصادي، حيث عاد زواج الأطفال والعنف الأسري للارتفاع حتى في الدول المتقدمة، مع مقاومة الشركات لتوظيف النساء في مواقع قيادية. وأشارت إلى أمثلة عالمية تشمل طالبان في أفغانستان، إيران بفرض الحجاب الإجباري، والممارسات في هنغارياوروسيا وتركيا، مؤكدة أن الاستبداد غالبًا ما يستهدف النساء أولًا. أهمية الأسواق وفهم الواقع واستشهدت كلينتون بتجربتها في مجلس إدارة وولمارت، حيث كان قرار إدخال النساء إلى مجلس الإدارة قائمًا على المنطق التجاري، لضمان فهم توجهات المستهلكين، وليس من باب الثورة، مؤكدة أن الممارسة العملية والمناهج الواقعية في التعامل مع الأسواق والمجتمع ضرورية لتحقيق العدالة والتمثيل الفعّال للنساء والأقليات. وفي الجلسه الثانيه الخاصه لمناقشه ابن دونالد ترامب حول الاوضاع الامريكيه والاحداث الاخيره حول العالم ،أكد ابن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الشعب الأمريكي لم يعد مستعدًا لتحمل مسؤولية كل الأزمات العالمية بمفرده، مشددًا على ضرورة مساهمة جميع الأطراف في حل المشكلات الدولية. وأشار إلى أن قطر قدمت نموذجًا فاعلًا للشراكة الدولية في جهود الوساطة، حيث استضافت أطرافًا للمشاركة في عملية السلام دون الانجرار خلف الدعاية الإعلامية، بهدف تحقيق النتائج العملية. وانتقد ترامب الابن سياسات البيت الأبيض السابقة في السماح للجهات العدوانية بالتحرك بحرية، مشيرًا إلى أن الصين تركت آثارًا سلبية في إفريقيا بعد مشاريع غير ناجحة، فيما فتحت الفرصة أمام الشركات الأمريكية للعمل في بيئة عادلة. كما أشاد ترامب الابن بدور إيلون ماسك في تعزيز حرية التعبير والتقدم العلمي، مؤكدًا أن والده شخصية غير متوقعة وقد يكون القادر الوحيد على جمع الأطراف لتحقيق السلام، لكنه أضاف: "لا أحد يعرف إذا كان والدي سيخوض الانتخابات الأمريكية مرة أخرى، فهو شخص غير متوقع." فيما اكد رئيس وزراء قطر اسمه محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثان خلال جلسة الثالثه والخاصه بمناقشات حول الحرب في أوكرانيا والعلاقات الدولية، ان الحرب أصبحت مدمرة للعالم وتفاقم الانقسامات العالمية، مشددًا على أن الحلول الدبلوماسية ممكنة وأن بلاده تدعم أي جهود للوصول إلى تسوية سلمية. وأضاف رئيس الوزراء أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة قائمة على الشراكة الاستراتيجية المتبادلة والمصلحة المشتركة، موضحًا أن قطر لا تتلقى مساعدات، بل تستثمر وتشارك في شراكات متبادلة، وأن الأموال المخصصة لحماية هذه العلاقة تهدف لتعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية.