سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراكز الأبحاث الإسرائيلية والمحللون: الموساد يواجه سيناريو الرعب المطلق.. نائب رئيس الموساد السابق يدعو قادة تل أبيب للنوم بعين مفتوحة بعد وصول مرسى للرئاسة
منذ هذه اللحظة التى تم فيها انتخاب مرسى، بدأ الخوف لدى قادة جهاز الاستخبارات العسكرية «أمان»، وجهاز المخابرات الخارجية «الموساد»، وتجسد أمام هذين الجهازين بتل أبيب سيناريو الرعب المطلق، هكذا وصف الخبير والمحلل الاستراتيجى الإسرائيلى «بن كاسبيت»، حالة القلق التى تعيشها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وخاصة الموساد منذ إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز الدكتور محمد مرسى، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين برئاسة مصر. بن كاسبيت تنبأ بأن يكون فوز مرسى انتهاءً لعصر العلاقات الإسرائيلية - المصرية، قائلاً: فى مقال نشره بصحيفة معاريف أن «فوز مرسى يعد بقعة من الواقع البشع بالنسبة لإسرائيل، وستشرق الشمس كل يوم على أحداث جديدة لم تتعودها القيادة فى تل أبيب». الرعب المطلق عبر عنه نائب رئيس الموساد السابق آيلان مزراحى بقوله إن صعود الإسلام السياسى فى مصر يحتم على قادة إسرائيل أن تنام بعين مفتوحة، مشيرا إلى أن بلاده لا تتوقع أن يلغى أحد فى مصر اتفاق السلام حتى اذا استطاعت جماعة الإخوان تعزيز سلطتها فى مواجهة الجيش المصرى الذى يسعى الى تأكيد هيمنته. النوم بعيون مفتوحة سببه كما يقول الكاتب الإسرائيلى «عاموس شافيت» إن التطورات التى شهدتها مصر لا تصب فى مصلحة إسرائيل، مؤكدا أن مرسى سيكون كارثة حقيقية لبلادهم، وهو ما أيده الكاتب الإسرائيلى، مايكل فريند، الذى أكد فى مقال بصحيفة معاريف أن وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة فى مصر يعد تحولا كبيرا نحو الأسوأ ليس فقط لإسرائيل، وإنما للولايات المتحدةالأمريكية، موضحًا أن طموحات الجماعة لا تتوقف على السيطرة السياسية والاجتماعية فى مصر، وإنما تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود المصرية. وأكد الكاتب أن فوز مرسى سوف يعطى الحركات الراديكالية بالمنطقة -ومن بينها حماس- قوة أكبر خلال المرحلة المقبلة.. وتوقع فى نهاية مقاله أن الأمور سوف تتطور خلال السنوات المقبلة حتى أنه لم يستبعد قيام مواجهة عسكرية بين البلدين ربما خلال عقد من الزمان. المحلل السياسى الإسرائيلى أليكس فيشمان من جانبه أكد أن على حكومة بنيامين نتانياهو أن تكون مستعدة لجميع المستجدات التى قد تطرأ على الساحة فى ظل المتغيرات الأخيرة، موضحا أنه ليس من المقبول أن تعتمد إسرائيل على نفوذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقدرته على تحريك الأمور خلال المستقبل، مؤكدا أن القادة العسكريين سوف يفقدون قدرتهم على السيطرة ربما خلال أقل من عام ونصف من الزمان، لذلك عليه الاستعداد للأسوأ. وطالب فيشمان جهاز الاستخبارات الإسرائيلى أن يعيد النظر فى مسألة العلاقات المصرية الإسرائيلية من نقطة الصفر، موضحا أن مصر غالبا لم تصبح فجأة عدوا يهدد إسرائيل، ولكنها صديق قديم ينبغى أن تراجع إسرائيل علاقاتها معها فى ظل المتغيرات الجديدة التى طرأت على الساحة المصرية مؤخراً. من جهتها قالت صحيفة هاآرتس إن فرص نشوب حرب بين مصر وإسرائيل أصبحت ضئيلة للغاية فى ظل تدخل المجلس العسكرى فى الشؤون السياسية بعد الإعلان الدستورى المكمل، بالرغم من بعض التصريحات التى أدلى بها بعض القيادات فى الإخوان المسلمين برغبتهم فى تحرير القدس. وشبهت الصحيفة تولى محمد مرسى بوجود التعديلات الدستورية ب«الإمبراطورية الرومانية» فى ظل حكم الإمبراطور أغسطس، حيث تولى الجيش أمور السياسة الخارجية، بينما تضمن الإعلان الدستورى المكمل لمرسى بعض الاستقلالية فيما يتعلق بالشؤون الداخلية حتى فى ظل تحكم الجيش فى صياغة الدستور. من جهته قام مركز «ديان» لدراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، بإعداد دراسة عن مستقبل المنطقة فى ظل حكم الإخوان، وقال رئيس المركز «عوزى رابى»، إن الإخوان المسلمين لن تقوم بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد للسلام، نظرا لانشغال الرئيس بقضايا أخرى تمس المواطن المصرى، والأمن القومى مثل إنعاش الاقتصاد المصرى الذى شهد اضطرابات كثيرة بعد ثورة يناير. ولم يخف رابى أن هناك دعوات خرجت من البرلمان «المنحل»، والعديد من القوى الإسلامية والثورية السياسية بضرورة إلغاء المعاهدة، إلا أنه أكد أن الرئيس المصرى ستكون له أولويات ومنها عدم المجازفة بالتطرق لهذا الأمر حفاظا على العلاقات مع الولاياتالمتحدةالامريكية التى لن تقبل أن تمس اتفاقية السلام مع إسرائيل. موقع «ديبكا»، القريب من الموساد، قال فى تقرير نشره على موقعه الإلكترونى إن فوز مرسى بالرئاسة سيقود إلى تحول الثورة المصرية إلى حجر الزاوية فى تأسيس دولة إسلامية فى مصر، على غرار النظام الإسلامى الذى شهدته إيران فى أعقاب الثورة الإيرانية التى أطاحت بالشاه عام 1979، على عكس توجهات الثوار الذين قادوا ثورة 25 يناير والذين كانوا يتطلعون لإرساء دولة ديمقراطية ليبرالية. وأشار الموقع إلى أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التى تم إبرامها منذ ثلاثة عقود من الزمان، تعد مهددة بشكل كبير خاصة فى ظل سيطرة الإسلاميين، سواء على مؤسسة الرئاسة من ناحية، أو على اللجنة التأسيسية من ناحية أخرى، وهو ما قد يفتح الباب لدستور إسلامى لمصر خلال المرحلة المقبلة.