تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لإطلاق احتفالية كبرى في الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر الجاري بمناسبة مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، تحت شعار «نيقية.. إيمان حي»، وذلك في ختام عام كامل من الفعاليات التاريخية والروحية والفنية التي نظمتها الكنيسة على مدار 2025، احتفاءً بهذا الحدث الكنسي الفريد الذي ترك بصمته في مسيرة الإيمان المسيحي العالمي. تخليد لإرث مجمع نيقية وأكدت الكنيسة في بيانها أن الاحتفالية الختامية تأتي تخليدًا لإرث مجمع نيقية الذي تحتفظ به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حيًّا في وجدان أبنائها، وتنقله من جيل إلى جيل كجزء أصيل من هويتها الإيمانية واللاهوتية. وكانت الكنيسة دشنت احتفالاتها بذكرى نيقية في شهر مايو الماضي على المستوى الإقليمي، من خلال لقاء ضم بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الثلاثة في منطقة الشرق الأوسط، كما نظّمت على المستوى الدولي المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي، الذي دار حول محاور تتعلق بمجمع نيقية وأثره في صياغة العقيدة المسيحية الجامعة. مشاركة 500 شخصية وشهد المؤتمر مشاركة واسعة ضمت 500 شخصية من 100 دولة، وسط إشادة تنظيمية كبيرة من الحضور، مؤكدين أن الكنيسة القبطية نجحت في إبراز شهادتها التاريخية ل«الإيمان المستقيم»، الذي أقرّه مجمع نيقية عام 325 ميلاديًا. وخلال العام الجاري، نظّمت الإيبارشيات والقطاعات الرعوية في مصر والخارج سلسلة من الفعاليات الدراسية والفنية حول مجمع نيقية، تضمنت عروضًا مسرحية وندوات بحثية ومعارض فنية، كان آخرها احتفالية اللجنة المجمعية للطفولة التي أقيمت في 9 نوفمبر الجاري. ومن المنتظر أن تتضمن الاحتفالية الختامية عددًا من الفعاليات الكبرى، عروض فنية متميزة تشمل المسرح والأوبريت والكورال والعمل الموسيقي والفيلم الدرامي القصير. مؤتمر علمي تُقدَّم خلاله الأوراق البحثية الفائزة في مسابقة شباب الباحثين التي أعلنت عنها الكنيسة في سبتمبر الماضي. موكب احتفالي مهيب للقديس أثناسيوس الرسولي يتقدمه قداسة البابا تواضروس الثاني وأعضاء المجمع المقدس، بمشاركة الآباء الكهنة والرهبان ومختلف فئات الشعب من داخل مصر وخارجها، يعقبه صلاة عشية وتطييب رفات القديس أثناسيوس داخل الكاتدرائية المرقسية، مع كلمات لأساقفة المهجر بعشر لغات مختلفة حول مجمع نيقية وأبطاله الإيمانيين. كما ستقوم المنصات الرسمية للكنيسة بنشر عدد من الأعمال الفنية التي أنتجتها إيبارشيات الكرازة المرقسية بهذه المناسبة، فيما ستُذاع جميع الفعاليات على القنوات القبطية، مع بث مباشر عبر الصفحات الرسمية للكنيسة والأديرة والإيبارشيات في مصر وبلاد المهجر، بما يتيح متابعة الحدث عالميًا. وتعد هذه الاحتفالية ختامًا لرحلة روحية وثقافية فريدة خاضتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طوال العام، لتؤكد أن إيمان نيقية لا يزال حيًّا في ضمير الكنيسة وشعبها، حارسًا للعقيدة وموحّدًا للإيمان المسيحي عبر القرون.