وقعت تايلاندوكمبوديا اليوم الأحد، إعلانا مشتركا بشأن اتفاق سلام، يمثل خطوة رسمية نحو وقف الأعمال العدائية وإعادة الاستقرار إلى المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، فماذا نعرف عن هذا النزاع؟ شهدت العلاقات بين تايلاندوكمبوديا خلال العقود الأخيرة تعقيدا جمع بين التعاون والتنافس، وتتقاسم الدولتان حدودا برية تمتد ل(817 كيلومترا) - والتي رسمت معظم خرائطها من قبل الفرنسيين عندما كانوا يسيطرون على كمبوديا كمستعمرة - والتي شهدت بشكل دوري اشتباكات عسكرية وكانت مصدرا للتوترات السياسية. وفي عام 2011، اندلعت اشتباكات بين القوات التايلاندية والكمبودية في منطقة قريبة تحيط بمعبد "برياه فيهير" الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، مما أدى إلى نزوح الآلاف من الجانبين ومقتل ما لا يقل عن 20 شخصا. تجدد النزاع بين كمبودياوتايلاند
وتجدد النزاع الحدود بين كمبودياوتايلاند، وتفاقمت التوترات العسكرية بين البلدين في مايو الماضي، عندما قُتل جندي كمبودي خلال اشتباك قصير بين القوات التايلاندية والكمبودية في منطقة المثلث الزمردي. وفي 16 يوليو الماضي، فقد جندي ساقه إثر انفجار لغم أرضي، كما أدى انفجار آخر إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين، وطردت تايلاند السفير الكمبودي واستدعت مبعوثها، وقالت القوات التايلاندية والكمبودية إنها كانت تتصرف دفاعا عن النفس وألقت اللوم على بعضها البعض في الاشتباك، ورغم أن القادة العسكريين من تايلاندوكمبوديا قالوا إنهم يرغبون في خفض التصعيد، فقد انخرط الجانبان منذ ذلك الحين في تهديدات عسكرية وعززا القوات على طول الحدود. وفي جولة جديدة من الاشتباكات في المنطقة الحدودية المتنازع عليها، الخميس الموافق 24 يوليو الماضي، تبادلت القوات الكمبودية والتايلاندية إطلاق النار مما أدى إلى إحياء نزاع طويل الأمد ولكن غير معروف إلى حد كبير. ونشرت تايلاند طائرات مقاتلة ضد أهداف عسكرية كمبودية، وعلى الفور تدهورت العلاقات الدبلوماسية مع احتمال اندلاع صراع شامل، حيث يتهم كل جانب الآخر بالعدوان. وأعلنت وزارة الصحة التايلاندية، في يوليو الماضي، مقتل 12 شخصًا، بينهم 11 مدنيًا وجندي تايلاندي واحد، في اشتباكات مع القوات الكمبودية، وأضافت الوزارة أن 31 شخصًا آخرين أصيبوا، وبحسب وسائل إعلام تايلاندية، قُتل 6 أشخاص بهجوم قرب محطة وقود في محافظة سيساكيت واثنان في محافظة سورين وواحد في مقاطعة أوبون راتشاثاني، وكلها في شمال شرق البلاد، فيما لم تُبلغ السلطات الكمبودية عن أي وفيات في صفوفها. اتفاق السلام بين تايلاندوكمبوديا
على هامش القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي انطلقت أعمالها الأحد الموافق 26 أكتوبر 2025 في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وقعت تايلاندوكمبوديا إعلانا مشتركا بشأن اتفاق سلام، وجرى التوقيع على الاتفاق من قبل رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول ونظيره الكمبودي هون مانيت. ويعزز الإعلان الجديد تفاهم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي عقب المحادثات الثنائية بين البلدين، كما ينص على تشكيل فريق مراقبة تابع لآسيان لمتابعة تنفيذ الاتفاق وضمان عدم تجدد الاشتباكات في المناطق الحدودية. ويُعد هذا الاتفاق إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا لآسيان، يعكس التزامها بالوقاية من النزاعات وتعزيز الاستقرار والتعاون الإقليمي، تماشيًا مع شعار رئاسة ماليزيا لعام 2025: "الاندماج والاستدامة".