شريف عرفة: عاطف سالم نقل روح البيوت المصرية بصدق وبساطة لا تُنسى

تحدث المخرج شريف عرفة عن بداياته الفنية وتأثره بعدد من كبار المخرجين الذين عمل معهم في مشواره، وذلك خلال حواره المفتوح ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائى، مؤكدًا أن كل واحد منهم ترك بداخله بصمة وروحًا مختلفة ساهمت في تشكيل أسلوبه السينمائي.
وقال عرفة: "تشرفت بالعمل مع أسماء كبيرة في تاريخ السينما المصرية، زي حسن الإمام، عاطف سالم، صلاح أبو سيف، فاضل صالح، محمد فارس، وسعد عرفة. كل واحد منهم كان له روح خاصة اتعلمت منها كتير جدًا، وده كان أوضح بالنسبة لي وأنا لسه مساعد مخرج".
وأشار إلى أن كل مخرج من هؤلاء كان يمتلك بصمة إنسانية وفنية واضحة تظهر في أعماله، موضحًا أن المخرج عاطف سالم مثلاً كان يتميز بقدرته على نقل روح البيوت المصرية ببساطة وصدق شديدين، بينما حسن الإمام كان يملك حسًّا بصريًا مميزًا في إدارة المشاهد والدراما الاجتماعية رغم الانتقادات التى وجهت له في بداياته".
ووجه شريف عرفة رسالة إلى الجيل الجديد من المخرجين، مؤكدًا أن على كل صانع أفلام أن يعرف نفسه جيدًا قبل أن يبدأ، قائلاً: "أي حد داخل المهنة لازم يسأل نفسه: أنا مين؟ هل أنا موهوب ولا مقلّد؟ لأن في فرق كبير بين الاتنين. الموهوب بيقدّم حاجة جديدة مبتكرة، أما المقلّد فبيتعلم وبيطور من اللي شافه، وده كمان مهم، لأن الصناعة محتاجة الاتنين."
وأكد شريف عرفة، أن الابتكار في السينما يعتمد على خيال الفنان وقدرته على التنفيذ، مضيفاً "التخيل وحده مش كفاية، لازم كمان تعرف تنفذ اللي في خيالك. وهنا بيبان الفرق بين الفنان العادي والمبدع الحقيقي."
وعن الفرق بين الإبداع الحقيقي والتقليد في السينما، أوضح فكرته من خلال مثال طريف عن أحد المشاهد التي ألهمتهحيث قال عرفة إن هناك فيلمًا أجنبياً كان يتناول قصة شاب ثري يقع في حب فتاة فقيرة، وكان من بين مشاهده مشهد ساخر يظهر فيه الشاب وهو يحاول الاقتراب من الفتاة، لكنه كلما يرفع قطعة من ملابسها يجد تحتها أخرى، في مشهد كوميدي متكرر.
وأوضح أنه أعجب بالفكرة البصرية للمشهد لكنه لم يرغب في نسخها كما هي، بل استلهمها بأسلوب مختلف في فيلمه الشهير الإرهاب والكباب، حيث جعل مجدي زكي في مشهد من الفيلم كلما حاول كشف الغطاء عن أحد الأشخاص، يجد لحافًا آخر تحته، لتتحول الفكرة إلى لمسة جديدة تحمل روح شريف عرفة وليس تقليدًا للمشهد الأصلى"
وأضاف المخرج أن هذا المثال يوضح الفارق بين الموهوب والمقلّد قائلاً: "الموهوب بيستلهم وبيخلق حاجة جديدة بروحه، لكن المقلّد بيكرر نفس المشهد بنفس الشكل. وده الفرق بين الإبداع والتقليد".
يحضر ندوة شريف عرفة من نجوم الفن كلُ من: يسرا، حسين فهمى، نور النبوى، مى سليم، ميس حمدان، أحمد السعدنى، بسنت شوقى، ندا أكرم، الناقد طارق الشناوى، أشرف عبد الباقى وزوجته وابنته المخرجة زينة أشرف عبد الباقي، طه دسوقى، صدقى صخر، رشا بن معاوية، ياسمين رحمى، عفاف مصطفى.
مهرجان الجونة السينمائي، وتحت شعار "سينما من أجل الإنسانية" يعد منصة فنية رائدة في الشرق الأوسط، تعزز الحوار بين الثقافات من خلال صناعة الأفلام، وتجذب دعمًا عالميًّا قويا
وتضم دورة هذا العام أكثر من 80 فيلمًا استثنائيًّا، تتراوح بين الروائي الطويل والوثائقي والقصير، وقد اختيرت جميعها لقيمتها الفنية، ويقدم المهرجان جوائز تزيد قيمتها الإجمالية على 230,000 دولار، إلى جانب جوائز تقديرية خاصة مثل جائزة الجمهور لسينما من أجل الإنسانية وجائزة نجمة الجونة الخضراء، التي تُسلط الضوء على الأفلام التي تُناصر القضايا الإنسانية والتوعية البيئية.