في مداخلة هاتفية ببرنامج اليوم المذاع على قناة dmc، حلل الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية، التحديات التي تواجه المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ التاريخي لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن سلوك دولة الاحتلال يهدف إلى تقويض الهدنة رغم الإرادة الدولية الواضحة لوقف الحرب. وأوضح الدكتور سنجر أن حدوث بعض الخروقات في اتفاقيات وقف إطلاق النار بين أطراف متحاربة أمر متوقع ويمكن اعتباره "مقبولاً" إلى حد ما. ولكنه شدد على أن ما تقوم به إسرائيل "غير مقبول على الإطلاق"، حيث إن هدفها الأساسي هو البحث عن أي ذريعة أو موقف لإعادة فتح النار على الفلسطينيين في غزة. ووصف سنجر سياسات حكومة نتنياهو ب "الرديئة"، مشيراً إلى أنها لا تزال تستخدم ورقة التجويع وتعرقل دخول المساعدات الإنسانية كأداة ضغط، وهو ما يتنافى مع روح الاتفاق. وقال: "ما زال في عقل نتنياهو فكرة تجويع الشعب الفلسطيني رداً على أي خطأ غير مقصود". وأكد الدكتور سنجر أن "قمة شرم الشيخ للسلام" لم تكن مجرد اجتماع عادي، بل كانت تعبيراً عن إرادة دولية حاسمة لوقف "آلة القتل الممنهج للأطفال والنساء". وأضاف: "المجتمع الدولي بكامله، ممثلاً في نخبة وقوة العالم العسكرية والاقتصادية، جاء إلى أرض السلام في شرم الشيخ ليوجه رسالة واضحة لنتنياهو مفادها: 'Enough is enough'، كفى، لقد فاض الكيل بما تقوم به". وسلط سنجر الضوء على التناقض الصارخ في الموقف الإسرائيلي، الذي يبحث عن جثث محتجزيه تحت أنقاض مدينة دمرها بنفسه بقنابل تعادل في قوتها القنابل النووية. وأشار إلى أن هذا القصف العشوائي أدى إلى مقتل محتجزين إسرائيليين أيضاً، مما يضعف المبررات التي تسوقها إسرائيل لاستمرار عدوانها. وفي ختام مداخلته، أشاد الدكتور سنجر بالجهود المخلصة التي بذلها الوسطاء، وعلى رأسهم مصر وقطر وتركيا، على مدى عامين للوصول إلى هذا الاتفاق. وأشار إلى أن حركة حماس التزمت بتعهداتها التي قطعتها خلال مفاوضات شرم الشيخ، لكن التحدي الأكبر يكمن في كيفية التعامل مع الذرائع الإسرائيلية المستمرة التي تهدف إلى إفشال الاتفاق وعرقلة استمرار تدفق المساعدات الإنسانية وعودة النازحين.