أكدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان ورئيس المجلس القومي للسكان، أن مرحلة الألف يوم الذهبية، والتي تشمل فترة الحمل 270 يومًا وأول سنتين من عمر الطفل 730 يومًا، تمثل أهم فترة في تكوين الإنسان جسديًا وذهنيًا ونفسيًا، إذ تتشكل خلالها نحو 85% من قدراته الأساسية. وأوضحت الألفي، خلال لقائها ببرنامج "مصر تستطيع"، أن العوامل المؤثرة في هذه المرحلة تبدأ قبل الحمل وأثناءه وبعد الولادة، مؤكدة ضرورة استعداد الزوجين نفسيًا وصحيًا لتحمل مسؤولية تكوين أسرة متوازنة ومستقرة، لما لذلك من أثر مباشر على الطفل وتكوينه النفسي والاجتماعي. وأضافت أن الهوية الجنسية للطفل تتشكل خلال السنوات الثلاث الأولى من حياته، مشيرة إلى أن الطفل يُولد بميل فطري نحو الأنوثة لارتباطه بالأم في البداية، ثم يبدأ تدريجيًا في اكتساب صفاته الذكورية أو الأنثوية وفقًا لطريقة تعامل الأسرة والمجتمع من حوله. وأشارت إلى أن سلوك الوالدين يلعب دورًا حاسمًا في هذا التكوين، موضحة أن بعض الممارسات الشائعة مثل إلباس الذكور ملابس بنات، أو إطالة شعرهم، أو تقبيل الطفل من فمه، أو استحمام الأطفال معًا، قد تؤثر سلبًا على نمو الهوية الجنسية السليمة. وأكدت الألفي أنه لا يوجد ما يسمى ب"الهوية الجنسية الموروثة"، موضحة أن السلوك الجنسي يُكتسب من البيئة والتربية والتجارب المبكرة، وأن غياب التوازن بين دور الأب والأم داخل الأسرة قد يؤدي إلى اضطرابات سلوكية لاحقة. كما حذرت من تأثير المحتوى غير المنضبط على السوشيال ميديا وأفلام الكرتون الأجنبية، التي قد تروّج لأفكار منحرفة أو مشوهة للأطفال في سن مبكرة، لافتة إلى أن الطفل يسمع ويخزن ويحلل منذ وجوده في رحم الأم، وأن ما يتعرض له خلال أول سنتين من حياته يبقى مؤثرًا في تكوينه النفسي مدى الحياة. واختتمت الألفي حديثها بالتأكيد على أن 30% من أطفال العالم معرضون لمخاطر السلوكيات المنحرفة، داعية الأسر المصرية إلى الوعي والانتباه والتعامل الجاد مع ما يشاهده الأطفال، حفاظًا على صحتهم النفسية وتوازنهم السلوكي منذ السنوات الأولى.