سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المصريون والسعوديون.. أخوة جسدتها المواقف وسجلها التاريخ.. احتضان أكثر من 2 مليون مصرى يعملون بالمملكة.. محللون: علاقات النسب والمصاهرة نسجت روابط متفردة بين الشعبين.. والطلاب تغمرهم الألفة بين أهلهم بالمحروسة
* محلل سياسى سعودى لليوم السابع: علاقات تاريخية ممهورة بالدم والمصير المشترك.. مصر بها أكبر جالية سعودية * التراث الثقافى والإنسانى المشترك للشعبى البلدين واحدًا من أهم أركان التقارب بعيدًا عن السياسة والاقتصاد والعلاقات الاستراتيجية.. يعزف المصريون والسعوديون معزوفة الحب فى مسار علاقات غير رسمية أسستها علاقات النسب والمصاهرة التى مزجت الشعبين فى نسيج واحد لا يمكن فصل عناصره، متجاوزة العلاقات التقليدية التى تبنى على تنسيق المواقف السياسية والتعاون الاقتصادى والأمنى وغيره من المجالات المتعددة. إنها علاقات ضاربة بجذورها فى التاريخ منذ عهد الملك عبد العزيز، وكانت الدولة العربية الوحيدة التى زارها؛ مما يؤكد أهمية مكانة مصر بالنسبة للمملكة، لذا فإن العلاقات التى تجمع البلدين منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، علاقات أخوية مترابطة، فهى علاقات المصير الواحد. فى هذا الصدد يقول المحلل السياسى السعودى الدكتور على العنزى، إن العلاقات المصرية السعودية تتجاوز البعد السياسى والاستراتيجى إلى ما هو أقوى وأعمق؛ حيث إنها تمتد إلى العلاقات الاجتماعية المتمثلة فى النسب والمصاهرة، وأيضا الصداقات التى تجمع أبناء الشعبين المصرى والسعودى؛ فهى علاقات تاريخية ممهورة بالدم والدين والعروبة والمصير المشترك؛ فالسعودى والمصرى يشعران بأنهما بين أهلهم عندما يكون أحدهما فى بلده الثانى، ويحتضن أهل المحروسة إخوانهم من الطلاب السعوديين المقيمين فى مصر وكذلك يعيش أكثر من مليون سعودى على أرض مصر كمواطنين وهى أكبر جالية سعودية فى الخارج، فالمواطن السعودى فى بلده الثانى مصر يحظى بكل الود وتوفر له التسهيلات، سواءً من حيث إجراءات الإقامة أو غيرها من الإجراءات التى يتطلبها فى حياته اليومية. وفى المقابل يحظى المصريون الذين يعملون فى كافة مدن المملكة بكل الإحترام والتقدير وتوفير فرص العمل جنبًا إلى جنب مع أشقائهم السعوديين، فقد كفلت لهم الأنظمة والقوانين السعودية الحصول على كافة حقوقهم؛ فقد بلغ عدد المصريين المتواجدين بالسعودية أكثر من 2 مليون مصرى حتى نهاية عام 2023؛ لذا تعتبر العلاقات المصرية السعودية نموذج للعلاقات الأخوية الاستراتيجية القائمة بين بلدين شقيقين، ومهما حاول الأعداء تعكير صفو هذه العلاقات لم ولن ينجحوا. فى السياق نفسه، يقول الدكتور محمد الأحمد، امتزجت دماء المصريين والسعوديين لتصنع نسيحا واحدا يصعب التمييز بين عناصره، فمالعلاقات الاجتماعية أساس البنيان الراسخ للبلدين، وعدد كبير من أبناء المملكة تتلمذوا على أيدى أساتذة مصريين، كما نشعر جميعنا بالألفة فى أرض المحروسة، وأبناؤنا الطلاب لا يشعرون بالغربة بل تحتضنهم ألفة وعفوية الشعب المصرى فى أرض الكنانة، هذا ما يميز العلاقات المصرية السعودية.
العلاقات الثقافية ومن العوامل التى ساعدت على التقارب الفريد بين البلدين، هو التراث الثقافى والإنسانى المشترك لشعبى مصر والسعودية؛ فالتعاون على المستوى التراثى والثقافى والإعلامى بين البلدين لا يتوقف، فالمملكة حريصة على الحضور الدائم فى الفعاليات الثقافية المصرية مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب وغيره من الفعاليات الفنية، سواء فى دار الأوبرا أو المسارح أو المناسبات الموسيقية والغنائية والمعارض التشكيلية والأمسيات الشعرية، بينما تصدح أصوات فنانى ومطربى مصر فى سماء المملكة خلال الفعاليات التى تنظمها الهيئة العامة للترفيه، كما تشارك الفرق الفنية المصرية فى المهرجانات التى تستضيفها المملكة، فضلًا عن الإسهامات فى المعارض الفنية والتراثية وسباقات الهجن ومهرجانات التمور التى تنظمها المملكة بشكل دوري. وفى يناير الماضى، شاركت المملكة فى فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب بتمثيل قوى من هيئة الأدب والنشر والترجمة وعدة جهات حكومية وثقافية أخرى، ضمن جناح مميز نال إقبالًا واسعًا من الزوار، وقد عرضت المملكة من خلاله برامج ومبادرات تطوير قطاع النشر والترجمة، فى إطار جهود تعزيز حضورها الثقافى فى المنطقة. فى المقابل فقد نظم المكتب الثقافى والتعليمى المصرى بالرياض أمسية بعنوان "لقاء الأشقاء" فى الرابع والعشرين من فبراير الماضى، بحضور شخصيات دبلوماسية وثقافية من البلدين، إلى جانب مشاركة أدبية وشعرية من مصر والسعودية، ما يعزز التواصل الثقافى الشعبى الرسمي. وفى نهاية العام الماضى استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ومن الجانب السعودى الدكتور عصام بن سعيد وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء لشئون مجلس الشورى وصالح بن عيد الحصينى سفير المملكة بالقاهرة. وتجلت الروابط المصرية السعودية فى عدة مجالات من بين أهمها المجال الثقافى فقد شهدت مسيرة العلاقات كان أبرزها توقيع وزيرى الأوقاف فى جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم بشأن التعاون فى مجال الأوقاف والشؤون الإسلامية أثناء زيارة وزير الأوقاف لجدة يومى 29 و30 مارس 2005. توقيع مفتى الديار المصرية ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية اتفاقًا بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الشؤون الإسلامية حول نهج الفتوى واعتبار أن الاختلاف فى وجهات النظر يعتبر اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد. توقيع وزيرى التربية والتعليم فى كل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية البرنامج التنفيذى للتعاون فى مجال التربية والتعليم للأعوام من 2005 حتى 2007.