كان كلامك بسيطا، نبرته منخفضة، لا تكرره لتؤكده، كأنك واثق أننا سنصدقه، كأنك نعتقد أننا جميعا في خندق واحد، ولسنا متنوعي الأيديولوجيات والفكر، ونسيت أننا عانينا من الخطاب الدعائي، وتشبعنا به، حتى بتنا نحتاج لتكرار مزعج كي نصدق، فحدثتنا بقدر كبير من البساطة والانسيابية كأننا أفراد اسرتك اللذين يعرفون طبيعتك، بعضنا صدق وبعضنا لم يصدق، والأشرار سخروا، كارهي الوطن سخروا شككوا في وعودك وتطميناتك. كنت دائما سيدى الزعيم عبد الفتاح السيسي واثقا في الله، مصرا على السير نحو الأمام، تحملت كثيرا، وظن البعض تحملك رغبة في السلطة، واكتشفوا واكتشفنا أنك حين قلت بأنك لن تتركها كنت حقا تخاف على مصر التي أنقذتها من الدمار والانهيار والضياع. سيدى الرئيس أنت منقذ مصر وشعبها، لتثق أننا بتنا اليوم نعرف ذلك تماما، وبتنا نيقن أنك صادق، حتى إذا طلبت منا اليوم أي شيء فعلناه، لو قلت لنا لا تأكلوا سمعنا وأطعنا، أنت اكتسبت ثقتنا جميعا، جميعا، حتى الخونة خدمة أجهزة المخابرات المعادية، لهجتهم انخفضت، لأن حجتهم باتت ضعيفة ومهترئة. كيف لك ان تعرف مالا نعرف؟ وكيف ترى مالا نرى، كيف كنت تتوقع المستقبل، كيف تأهبت لمخاطر ما وردت حتى في أذهان الساسة والمسئولين؟ أسئلة كثيرة لا أجد لها تفسير منطقي سوى أن السماء تحدثك، إيمانك بالله يكشف لك مالا نراه، صدقني سيبدى الرئيس حين أقول لك: أنت هدية السماء إلى مصر؟ وكيف لا وقد حباها الله وقدر حفظها أبد الدهر. إنجازاتك سيدى الرئيس أكبر من أن يحتويها مقال وربما كتاب، لكن سأذكر منها ثلاثة أمور فقط هي: 1. الأمر الأول هو توقعك للمخاطر الخارجية التي داهمتنا من الاتجاهات الأربعة في وقت واحد، من الغرب في ليبيا ومن الجنوب في السودان، ومن الشرق في الأراضي العربية المحتلة، ومن البحرين الأحمر والمتوسط، توقعت سيدى الرئيس المخاطر ورحت تستعد لها، تجدد الترسانة العسكرية، تعيد النشاط إلى قواتنا المسلحة، تشترى الأسلحة وتطور الصناعات العسكرية، تؤمن احتياجات الجيش بما يمكنه من الحرب شهورا، وتؤمن الجبهة الداخلية. 2. الأمر الثاني سد الخراب الأثيوبي، الذى أرادوا به ابتزانا جرنا إلى معرك صفرية مدمرة، بينما انت اتسمت بالصبر، حتى إذا احتدم الخطر واجهت ومعك أدواتك، كيف لم تخضع للابتزاز سيدى الرئيس، وعبرت بنا دون خسائر، حتى إذا حدث ما توقعت من فيضانات أرسلتها السماء كنت مستعدا بما يحفظ مصر من الغرق، ويضمن لها مخزونا مائيا لمدة 10 سنوات أو أكثر. 3. الأمر الثالث وهو عظيم سيدى ويتمثل في ملف القضية الفلسطينية عموما وغزة خصوصا، كنت مبهرا سيدى الرئيس في التعامل مع هذا الملف، أدرته بصبر وحسم، ابتعدت مصر عن المهاترات السياسية، وقل كلامها حتى إذا تحدثت أخافت، وإذا تحركت أرعبت، عظيما أنت سيدى الرئيس حين وأدت التهجير إلى سيناء، وعظيما عندما تعاليت على دونالد ترامب الذى يدمن الصفقات المشبوهة، وهنا أظهرت قوة مصر ووضعتها في مكانتها وتجاهلت كل التفاهات والتافهين، اللذين حاولوا جرك لما هو ضد مصر، حققت الهدف وشعرنا بقيادتك أننا دولة عظيمة. سيدى الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنا أصدقك القول، حين أقول لك، بأن شعب مصر اليوم كله خلفك، يحبك ويثق فيك، وبات بعدما تأكد صدق ما وعدت يعرف أنك تعرف مالا نعرف، وهو على استعداد لآن يلقى بنفسه في النار إذا فقط أمرت، فسر يا سيادة الرئيس على بركة الله لا تخشى في الحق لومة لائم لأننا نعلم أن الله معك وأن السماء تحدثك ولأنها تحدثك أعرف إن قرأت مقالي بأنك ستصدقه.. حفظك الله سيدى الرئيس وحفظ مصر وشعبها وفقك وسدد خطاك من أجلنا والله من وراء القصد.