في عام 1946 ولد الدكتور أحمد زويل في مدينة دمنهور وفي سن 4 سنوات ينتقل مع اسرته الى مدينة دسوق، حيث نشأ وعاش على ضفاف النيل سنوات طفولته وصباه وشبابه وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي حتى التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدًا بالكلية، ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء. في أحاديثه وحواراته الصحفية والتليفزيونية يتذكر عالمنا الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 99 عن مسيرة حياته منذ الطفولة ويتذكر بفخر واعتزاز تلك المرحلة التي تفتح فيها وعيه على ثورة يوليو وقائدها وزعيمها جمال عبد الناصر. في طفولته كان زويل شاهدا على ثورة 23 يوليو 1952 .كان يبلغ من العمر 6 سنوات، ولكنه كان يتذكّر جيدًا ما فعله جمال عبدالناصر، كما روى ذلك في مذكراته: «أعلن الرئيس جمال عبدالناصر، قائد الثورة، أن كل المصريين سواسية وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات، مما يعنى أن لكُل مواطن، ابن الفلاح وابن رئيس الجمهورية، الحق في دخول نفس الجامعة، وقد أدركنا في ذلك الوقت أننا قد دخلنا بالفعل في عصر جديد مُفعم بالآمال المشرقة». وفي كتابه " عصر العلم.. في القرن العشرين" الذي صدر عام 2005 وقدمه الأديب العالمي نجيب محفوظ وحرره الصديق أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية حاليا ويستعرض فيه رحلته من الطفولة وحتى تتويجه بالجائزة العالمية، يكشف الدكتور زويل عن عشقه وحبه للزعيم جمال عبد الناصر منذ الصغر، فبدأ مسيرته التعليمية في عهد ناصر. الدكتور أحمد زويل كان يرى عبد الناصر زعيما وطنيا عربيا مخلصا، ويجمع الشعب على حلم وطني حقيقي وقتذاك ويصنع الحلم ويعمل من أجل بلاده ، بداية من بناء السد العالي حتى الشروع فى الطاقة النووية، وأنه كان زعيم للأمة العربية، فهو أول من قال عبارة "ارفع راسك يا أخي لقد مضى عصر الاستبداد".، "أنا اتعلمت في عهد عبدالناصر وروحت مدارسه وكان فيه تعليم بحق، وصحة وعدالة اجتماعية ومساواه والحاجة الوحيدة اللي كانت نقصاه أنه يعمل ديموقراطية." يقول الدكتور زويل في حواره التليفزيوني:" التعليم المجاني الذى تعلمت فيه كان أفضل من التعليم الخاص الذى لم يكن يفكر أحد في الالتحاق به وقتئذ، ليس هذا فحسب، بل إن الالتحاق بالجامعات المصرية ومنها جامعة الإسكندرية التي تعلمت فيها كان أفضل من الجامعة الأمريكية" "كان عبد الناصر زعيما وطنيا نزيها عظيما، يدافع عن مشروع الاستقلال الوطني، وقدم إنجازات عظيمة مثل السد العالي والمصانع، وشهد زمنه الحلم والعلم وهما كفيلان بالقدرة على بناء الأهرامات" "لأول مرة قفز مجموع الالتحاق بكليات الهندسة على مجموع الالتحاق بكليات الطب في عهد عبد الناصر ، لأن المجتمع كان في حالة بناء" في سن العاشرة وأثناء دراسته في الصف الخامس الابتدائي كان يستمع الى خطب عبد الناصر وحلمه الأكبر أن يرى الرئيس فقرر ارسال خطاب اليه- وكان أمرا طبيعيا أن يرسل أي فرد من الشعب خطابا أو تلغرافا الى الرئيس- يعرب فيه عن حبه ويدعو للرئيس أن يوفقه الله في خطاه تمر الأيام على ارسال الصبي أحمد زويل خطابه الى عبد الناصر ولم يتوقع أنه سيتلقى خطابا من ناصر و تحديد في 11 يناير 1956 حيث تسلم من عبد الناصر ردا على خطابه، مكتوبا بخط يد الزعيم، الذى كانت كلماته تعبر عن المسيرة التي سيسير عليها العالم الجليل، و كأنه يتنبأ بمستقبل هذا الطفل. حكى عالمنا الكبير الدكتور أحمد زويل أن المفاجأة والحلم هزت وجدانه وجسده الصغير وهزت مشاعره هزا عنيفا لدى رؤيته لاسمه و قد خطته يد الزعيم ، حيث جاء في نص الخطاب الذى أرسله "ناصر" لزويل: "ولدى العزيز أحمد ، تلقيت رسالتك الرقيقة المعبرة عن شعورك النبيل فكان لها أجمل الأثر في نفسى و أدعو الله أن يحفظكم لتكونوا عدة الوطن في مستقبله الزاهر أوصيكم بالمثابرة على تحصيل العلم مسلحين بالأخلاق الكريمة لتساهموا في بناء مصر الخالدة فى ظل الحرية و المجد .. و الله أكبر و العزة لمصر ". الامضاء :جمال عبد الناصر ظل الدكتور زويل محتفظا بالخطاب حتى وفاته، و سجّل ذلك في مذكراته، قائلاً: «ما زلت أحتفظ بخطاب الرئيس حتى اليوم، وأتذكر مدى الإثارة والرجفة التي سرت في بدنى وهزّت مشاعري هزًا عنيفًا لدى رؤيتي لأسمى وقد خطته يد الرئيس، وكأنّه كان يتوقع مستقبلي العلمي ويحثني عليه». رحم الله العالم الدكتور ابن دسوق أحمد زويل ..ورحم الله الزعيم جمال عبد الناصر في ذكرى رحيله ال55