دوت عبارة "الحرية أو الموت" فى قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما أعاد الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو ترديدها، مستلهماً كلمات بطل التحرر فى أمريكا الجنوبية سيمون بوليفار قبل أكثر من قرنين، هذه المرة لم يكن الهدف استقلال أمريكا اللاتينية، بل الدعوة إلى تحرير فلسطين. بيترو شدد فى خطابه على أن القصف على غزة ليس مجرد اعتداء على أرض بعينها، بل هو هجوم على الإنسانية، وقال: "كفانا كلاماً، أدعو جيوش آسيا، وشعوب السلاف الذين هزموا هتلر، وجيوش أمريكا اللاتينية، ليتحدوا جميعاً من أجل تحرير فلسطين". وأكد أن فكرة "الشعب المختار" ليست إلا وهماً، وأن الرب اختار البشرية كلها، وأضاف أنه سيواصل رفع صوته ضد المذابح طالما أن صواريخ الاحتلال تمزق أجساد الأطفال والرضع في غزة. هجوم على واشنطن وترامب لم يكتف الرئيس الكولومبى بالدعوة، بل وجه انتقادات مباشرة للولايات المتحدة وحلف الناتو، متهما إياهم بقتل الديمقراطية وصناعة نظام استبدادي عالمي جديد، كما هاجم الرئيس دونالد ترامب، قائلا إنه يتغاضى عن قصف غزة ويترك النساء والأطفال والشيوخ يواجهون الموت، معتبراً ذلك مشاركة صريحة في جريمة الإبادة. من جوستافو بيترو؟ بحسب تقرير لبي بي سي، فإن بيترو هو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، في شبابه انضم إلى حركة مسلحة تعرف باسم "إم–19"، قبل أن ينتقل إلى العمل السياسي ضمن التيار التقدمي والديمقراطي، وهى التجربة التي شكلت وعيه السياسي وربطت خطابه الدائم بقضايا التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار. منذ توليه الحكم عام 2022، سعى بيترو إلى إبعاد كولومبيا عن الهيمنة الأمريكية، وجعل القضية الفلسطينية في صدارة خطابه السياسي. وبعد اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، طرد السفير الإسرائيلي من بلاده، ما أدى إلى انهيار العلاقات بين بوغوتا وتل أبيب، ليصبح بذلك أحد أبرز الأصوات المدافعة عن فلسطين في أمريكا اللاتينية. أزمات دبلوماسية متواصلة في أكتوبر 2023، ردت إسرائيل على مواقفه بوقف صادراتها الأمنية إلى كولومبيا، بعدما شبه جيشها بالنازيين، وهو ما أشعل أزمة دبلوماسية حادة دفعت بوغوتا إلى استدعاء سفيرها من تل أبيب. وفي يوليو الماضي، نشر بيترو مقالاً في صحيفة "الجارديان" البريطانية، أكد فيه أن الحكومات العالمية لديها واجب أخلاقي وقانوني لمواجهة سياسات إسرائيل في غزة، مشدداً على أن الصمت يجعل المجتمع الدولي شريكاً في الجرائم ويهدد النظام العالمي. اختتم الرئيس الكولومبي مواقفه برسالة واضحة، قائلاً إن الفلسطينيين يستحقون العدالة، وإن التاريخ سيحاسب كل من يتقاعس أو يصمت أمام الجرائم المرتكبة بحقهم.