واحدًا تلو الآخر، وهم مغطون بالطين، خرج عمال المناجم ال23 من منجم الذهب "لا ريليكيا" الواقع في بلدية سيجوفيا، شمال غرب كولومبيا، بعد أن كانوا عالقين منذ يوم الإثنين الماضى . وأشادت "الوكالة الوطنية للمناجم" (ANM) بجهود فريق الأمن والإنقاذ، والفرق التطوعية، وهيئات الإنقاذ، الذين عملوا على مدار يومين متواصلين. وقالت صحيفة باخينا 12 الأرجنتينية إلى أن العمال عادوا إلى السطح وهم يبتسمون، و خرجوا من أحد الآبار التي تقع على عمق 80 مترًا على ثلاث دفعات، أولاً سبعة عمال، ثم ثلاثة عشر، وأخيرًا ثلاثة، وكانوا قد تعرضوا لانهيار أرضي مساء الإثنين، على بعد 15 مترًا فقط من مدخل المنجم، مما منعهم تمامًا من الخروج.
لحظات مؤثرة لخروج عمال منجم أحياء بعد انهيار أرضي بالأرجنتين ومنذ الحادثة، ظل العمال على اتصال مع عائلاتهم ومع الخارج عبر هاتف أرضي تم تركيبه داخل المنجم ، وكان بحوزتهم طعام وماء وأوكسجين وبطانيات حرارية وإمدادات أخرى، مشيرة إلى أن بعد 50 ساعة من العمليات المتواصلة داخل المنجم، تم إجلاء العمال ال23 أحياء". وقالت الصحيفة "نجدد التزامنا بحماية أرواح العاملين في هذا المجال، وضمان الامتثال لمعايير السلامة التي تضمن تعدينًا مسؤولًا"، وبعد إنقاذ المجموعة الأولى، أكدت الوكالة أن "عمليات الإنقاذ مستمرة"، وبعد ثلاث ساعات، كان الجميع قد خرجوا بسلام. من على السطح، شجّعهم من تم إنقاذهم سابقًا ومعهم العائلات قائلين: "هيا، تستطيع أن تفعلها".
برامج تدريب تنقذ حياة عمال المناجم في كولومبيا ويقع المنجم على بُعد أربع ساعات من مدينة ميديين، ثاني أكبر مدن البلاد، وتديره شركة محلية نيابة عن شركة "أريس ماينينج كوربوريشن" الكندية متعددة الجنسيات، وقد أوضحت السلطات الكولومبية أن فرقة الإنقاذ التابعة للشركة لعبت دورًا محوريًا في عملية الإنقاذ الناجحة في منطقة أنطيوكيا. كما شددت وكالة المناجم على دور برامج التدريب والتأهب للطوارئ التي استفاد منها أكثر من ألفي شخص هذا العام، تحت شعار "سيجوفيا تحتفل بالحياة"، مؤكدة أن "التعدين النظامي يرد على الحوادث بالأمان والاستجابة الفعالة". وتحاول كولومبيا منذ سنوات الحد من التعدين غير الشرعي، من خلال التدخل في مواقع الاستخراج غير القانوني ومصادرة معداته ومنتجاته. وأوضح وزارة المناجم أن إدارة الرئيس جوستافو بيترو تسعى لتغيير صورة القطاع: "لم تعد التعدين مرادفًا للاستغلال. نحن نخطط لتطويره برؤية للعدالة الاجتماعية والبيئية"، ولهذا السبب، لم يتم السماح بفتح مناجم جديدة في مناطق محمية، وتم تبني نهج يقوم على الاستدامة والسيادة الغذائية والسلام الإقليمي، وإجراء دراسات تقييم الأثر البيئي. وتتكرر الكوارث في المناجم الكولومبية، وغالبًا ما تكون مميتة، خاصة في مناجم الفحم والمواقع غير القانونية أو اليدوية. ووفقًا لأرقام الوكالة الوطنية للمناجم، فقد توفي العام الماضي 124 عامل منجم، بينما وصل عدد الضحايا هذا العام إلى 60 حتى الآن.