مفاجاة كشفت عنها وزارة الداخلية عن تفاصيل واقعة اختفاء قطعة أثرية عبارة عن "أسورة" تعود ملكيتها للملك الملك بسوسنس الأول أحد ملوك الأسرة ال21، داخل المتحف المصري، بعدما تلقت بلاغاً في الثالث عشر من الشهر الجاري من كل من وكيل المتحف وأخصائي ترميم، يفيد باكتشاف غياب أسورة ذهبية تعود للعصر المتأخر من داخل خزينة حديدية بمعمل الترميم بالمتحف. وأسفرت التحريات عن أن وراء الواقعة إحدى أخصائيات الترميم بالمتحف، حيث استغلت وجودها في العمل يوم التاسع من الشهر الجاري، وتمكنت من سرقة الأسورة باستخدام أسلوب المغافلة. واكتشف اختفاء الأسورة ذهبية النادرة، أثناء إجراء أعمال الجرد وإعداد وتغليف الآثار المقررة المشاركة في المعرض الدولي "كنوز الفراعنة" في روما، المقرر إقامته بين 24 أكتوبر 2025 و3 مايو 2026. من هو الملك بسوسنس الأول؟ ** الملك بسوسنس الأولهو ثالث ملوك الأسرة ال21 في مصر القديمة، ولد عام 1039 قبل الميلاد، وتوفى عام 990 حكم عاصمة الشمال "تانيس" (صان الحجر حاليًا بالشرقية) بالدلتان وقام بحماية الحدود المصرية ضد كل هجوم أجنبي. ** عرف بسوسنس الأول بلقب "النجم الذي يظهر في طيبة"، وهو ما يعكس مكانته الدينية والسياسية. ** أبرز ما ارتبط باسم بسوسنس الأول هو مقبرته الملكية التي اكتشفها عالم المصريات الفرنسي بيير مونتيه عام 1940 في تانيس. ** يعد اكتشاف مقبرته من أعظم الاكتشافات الأثرية بعد مقبرة توت عنخ آمون لما احتوته من كنوز فريدة أبرزها القناع الجنائزي المصنوع من الذهب والفضة، وهو التحفة الوحيدة من نوعها التي وصلتنا من عصر قدماء المصريين. ** رحل بسوسنس الأول تاركًا إرثًا يجمع بين الغموض والعظمة في عصر سمى بالعصر المظلم، ليثبت أن حضارة مصر القديمة، حتى في عصورها الصعبة، لم تتوقف عن إنتاج الملوك الذين يخلدهم التاريخ. وأظهرت التحقيقات أنها تواصلت لاحقاً مع أحد معارفها، صاحب محل فضيات بمنطقة السيدة زينب، والذي قام ببيع الأسورة لمالك ورشة ذهب بمنطقة الصاغة مقابل 180 ألف جنيه، وقام الأخير بدوره ببيعها لعامل في مسبك ذهب مقابل 194 ألف جنيه، حيث أقدم الأخير على صهرها وإعادة تشكيلها ضمن مصوغات أخرى. وبعد تقنين الإجراءات، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين الثلاثة، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، وتم ضبط المبالغ المالية الناتجة عن بيع الأسورة بحوزتهم، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم.