إعلام الفتنة… هو ذاك الإعلام الذي يتاجر بدماء الشعوب ويحوّل الأزمات إلى مشاهد استعراض على شاشاته. يرفع شعار الدفاع عن الناس، بينما يبني أرباحه على تضليل العقول، وزرع الشكوك والانقسام، وتحويل المعاناة إلى سلعة تُباع وتُشترى في سوق المصالح الرخيصة. لم يعد غريبًا أن تطل علينا قنوات معارضة تبث من الخارج حبث تُقدّم نفسها كحامية للشعوب، بينما حقيقتها أنها منصات مأجورة تخدم أجندات خارجية. لم ننسَ كيف ضخّموا أزمة كورونا وزعموا انهيار المنظومة الصحية في مصر، وكيف حاولوا تشويه مشروعات الدولة القومية مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية، بل وصوّروا حملات تطوير العشوائيات وكأنها تهجير قسري. وحتى وقت الأزمات الطبيعية، مثل السيول أو الحرائق، يحاولون تحويل المعاناة الإنسانية إلى مادة دعائية ضد الدولة. لكن عزيزي القارئ، الشعب المصري لم ولن يُهزم بسهولة. لقد حاولوا التشكيك في كل إنجاز، لكن الواقع كان أقوى من التضليل، والشعب كان أذكى من أن يُباع في سوق الشائعات. مصر التي شيدت مشروعات البنية التحتية، ووسّعت شبكة الطرق والكباري، وبنت مدنًا جديدة، لم تتوقف رغم حملات التشكيك والتزييف. العبور الآمن من هذه الحرب الإعلامية يبدأ بتعزيز الوعي النقدي لدى المواطنين ليميزوا بين الإعلام الصادق والمزيّف، والتمسك بالوحدة الوطنية كخط دفاع أول ضد دعاة الفتنة، والاعتماد على المصادر الوطنية الموثوقة في الحصول على المعلومات، ثم إشراك الشباب الواعي في الحوار الوطني ليكونوا جزءًا من صناعة المستقبل، لا مجرد ضحايا لمخططات الإعلام المأجور. وهنا يبرز دور الإعلام الوطني كدرع واقٍ وبوصلة هادية. لا يكفي أن يقتصر دوره على نفي الشائعات، بل يجب أن يكون إعلامًا استباقيًا، يطرح القضايا بشفافية، يناقش هموم الناس بجرأة، ويقدم حلولًا واقعية. إعلام وطني صادق يعزز الثقة بين المواطن ودولته، ويفتح الباب أمام النقد البنّاء بدلًا من ترك الساحة للمضللين. لقد أكدت القيادة السياسية المصرية مرارًا أن المعركة الحقيقية التي نواجهها اليوم هي معركة وعي، وإن الإعلام شريك أساسي في بناء وعي المواطن وحماية الدولة من محاولات التشكيك والإسقاط. الخيانة لا تبدأ بالبندقية، بل بالكلمة المسمومة التي تُبث عبر الشاشات. ومع ذلك، لا سلطان لهذه القنوات على وطن يملك شعبًا يقظًا وإعلامًا مسؤولًا. الإعلام الوطني الصادق هو البوصلة التي تنير الطريق، والسلاح الذي يحمي العقول، والدرع الذي يصون دماء أبنائه. عزيزي القارئ، الإعلام المضلل قد يسقط دولًا قبل أن تسقطها الجيوش، بينما الإعلام الوطني الواعي يصون الشعوب ويبني الأوطان. وهنا يبقى الاختيار دائمًا في يدك: أن تفتح أذنك لخونة الخارج، أو أن تصون نفسك بالوعي، وتكون شريكًا في حماية وطنك وصناعة مستقبله. ولشبابنا الذين هم الأكثر عرضة للتأثر، أوصيكم بخطوات بسيطة تحميكم من فخ التضليل تحقق قبل أن تصدّق: لا تأخذ أي خبر من عنوان صاخب أو فيديو مقطوع، بل ابحث عن المصدر الأصلي.ولا تعيد النشر قبل التأكد فالمعلومة الكاذبة تفقد قوتها إذا لم تجد من يشاركها.والاهم الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة وما اكثر بيانات الدولة، القنوات الوطنية، والجهات المعتمدة هي المرجع الأول. وكلمتي الأخيرة: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة … وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام. وإيماني أن الإعلام الوطني الصادق قادر على أن يُطفئ نار الفتنة، ويحوّلها إلى نور يضيء درب الوطن.