نعم، الشعب المصرى العظيم يؤمن بأهداف ومبادئ ثورته السلمية العظيمة لدرجة أن الشارع المصرى والشعب المصرى لا يتكلمان إلا لغة الثورة، بل أستطيع أن أقولها: إننا فى مصر نستنشق عبير الثورة، وأملنا كله هو انتصار كامل للثورة بتحقيق مبادئها وأهدافها العظيمة فى بساطتها "عيش، حرية، عدالة، كرامة". اليوم فقط هو أول أيام النصر للثورة المصرية العظيمة، حيث استطاع الشعب أن يختار أول رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة ليبدأ طريقًا طويلاً مليئًا بالألغام والأشواك لتحقيق أحلام الشعب. اليوم فقط استطاع الشعب فى انتخابات أبهرت العالم أن ينتصر على من ظلموه ونهبوا ثرواته، ويعزلهم بطريقة حضارية، ويقول لهم: لا للاستبداد والطغيان، لا للاستعباد، لا للفساد، لا للسلب والنهب، لا للمعتقلات، لا للتعذيب والقتل، لا للتشويه الإعلامى المضلل. فى معركة ديمقراطية شرسة وفاصلة انتصر الشعب على آليات النظام البائد المخلوع وسياساته وأساليبه. انتصر الشعب لثورته وتغلب على كل الشائعات والترويع والتهديد والتلفيق والبلطجة واستخدام المال السياسى القذر المنهوب من جيوب الشعب، واستعمال المرتشين والعملاء واللاهثين وراء المناصب والمكاسب، بل وأسوأ من ذلك استعمال سلاح الطائفية القذر الذى عودونا عليه على مدى عقود، وسلاح التخويف من كل من يحلم بالهوية والمرجعية الإسلامية. بعد فوز الرئيس محمد مرسى - الأستاذ الجامعى المتخصص فى علوم الفلزات والمعادن، هذا الرجل الذى تحمل السجن والاعتقال فى سبيل حبه لمصر وللشعب المصرى الواعى – أطالبه وهو الذى توسم المصريون فيه الخير - وهو الذى خاطبنا ذات يوم بآيات القرآن: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" – أطالبه الآن من على هذا المنبر الحر قائلاً: سيادة الرئيس، أول طلباتنا أن تتقى الله فينا وفى كل الشعب المصرى. أقول للرئيس: كما وعدتنا فعليك فورًا خلع رداء الحزبية والتزين بزى خادم المصريين جميعًا بلا استثناء، وبلا إقصاء. أنت الآن رئيس لكل المصريين بكل تنوعاتهم العرقية والدينية، فالهدف الأول هو تحقيق الوعد فى التوافق والائتلاف الوطنى والقضاء على مشاريع الانقسام والاستقطاب والتقسيم. سيادة الرئيس نطالب برفع المعاناة عن كاهل هذا الشعب الذى يئن معظمه تحت ضغوط الفقر والجهل والمرض، وبتحقيق العدالة والمساواة ورفع المعاناة عن سكان القبور والعشوائيات، وصيانة حق الشعب الأصيل فى لقمة عيش كريمة ومسكن إنسانى، ودواء لما أصابه من أمراض نتجت عن تلوث كل شىء. سيادة الرئيس، مطلوب منك إعادة الحقوق وإعلاء كلمة القانون وإرساء مبادئ دولة القانون. سيادة الرئيس، مطلوب منك الحفاظ على حريات الشعب، كل أبناء الشعب الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارًا ودفعوا الغالى والنفيس فى سبيل الحصول على حرياتهم، وأقسموا على ألاَّ يستعبدوا بعد اليوم. سيادة الرئيس، نطالبكم ببث الطمأنينة فى قلوب كل المصريين ونشر ثقافة الحب والوحدة والمساواة والعدالة، والحفاظ على الهوية، والانتصار للحق، وبأن تأخذنا إلى طريق النهضة والقوة والريادة والخروج من هذه المتاهة الخطيرة التى أوقعنا فيها المفسدون فى الأرض. أخيرًا، نقول ألف مبروك لرئيسنا الأول فى مصر الجديدة والحديثة والديمقراطية، وندعو له بالتوفيق والسداد، مع علمنا بأن الطريق طويل وملىء بأشواك النظام البائد وألغام الثورة المضادة. نعلم أن المهمة عظيمة وأكبر من أى حزب أو تيار أو جماعة أو فكر. وثقتنا فى الله كبيرة لأن مصر أم الدنيا، أم البلاد، وستبقى لنا جميعًا، لجميع المصريين. والله ولى التوفيق، والله مع الصابرين، وما النصر إلا من عند الله.