الجميع أصبح مهتما بالسياسة، الجميع ينتظر الأخبار، الكل يتابع ويحلل ويحاول السبق بخبر أو معلومة أو حتى فتوى سياسية تتعلق بمصير مصر، انتخابات الرئاسة ومحاكمة مبارك ومرضه ومصير الثورة، كلها موضوعات فتحت الباب أمام الشائعات لتنفجر فى المجتمع القابل بطبيعته لهذا النوع من السلوكيات، وهو ما اتضح مؤخرا فى الأخبار التى انتشرت عن فوز كل من مرشحى الرئاسة الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق ووفاة مبارك وعدم وفاته وغيرها من الشائعات التى نواجهها منذ فترة طويلة. فى كتاب "أساليب مواجهة الشائعات"، الذى قام على إعداده نخبة من رجال الأمن بالوطن العربى يحاولون إيجاد حلول لعمليات انتشار الشائعات للحد من تأثيرها السلبى فى المجتمعات، ويعرف الكتاب الشائعة بأنها سلوك غير سوى ناتج عن الحاجة والرغبة الشديدة لمعرفة الأخبار وعندما يقل تدفق الأخبار الصحيحة ومن مصادرها الموثوق بها أو تحجب تستفحل الشائعات ويصبح الجو مناسبا لإطلاقها وترويجها فتسرى فى المجتمعات مسرى الهواء الذى يستنشقونه لا تحدها حدود ولا يحجزها جدار، ويؤثر فى سرعة انتقالها عوامل أساسية مثل وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة والعادات والتقاليد والأوضاع الحلية والإقليمية والدولية. ويقول الكتاب: إن الإسلام يحرم الشائعات وترديد الأراجيف، كما يوجه إلى أساليب التحصين والوقاية ضدها والحق أن القضاء على أسبابها مسؤولية القيادة والأفراد والأسرة والمسجد وكافة الأنشطة التربوية والإعلامية ومؤسسات المجتمع، قال تعالى فى محكم التنزيل: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). ويتطرق الكتاب فى بدايته إلى تاريخ الشائعات فى الإسلام وكيف استغلت ضد دعوة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن الشائعات خطر يهدد ويفتك بالمسلمين من الداخل بدون معرفة المصدر الذى يقوم بها أو إحساسه على أرض الواقع. ويعرض الكتاب التقنيات الحديثة فى نشر الشائعات مثل وسائل الاتصال والانترنت والتلفزيون التى تندرج ضمن البناء التقنى للمجتمع وهى التى يتم اختراق الرسالة من خلاله، مشيرا إلى خطر التقنيات فى سرعة نشر الإشاعات وإرباك المجتمعات، موضحا أن التحصين النفسى والاجتماعى ضد الشائعات من خلال التوعية وإيجاد برامج مضادة للشائعات ونشر الوعى المضاد لها. وفى التوصيات دعا الكتاب إلى توجيه المعلومات ووسائل الإعلام إلى نشر المعلومات المتعلقة بالشائعات فى وقتها حرصا على عدم انتشارها، بالإضافة إلى نشر الوعى وتعزيز دور المؤسسات الاجتماعية فى مجال التحصين الاجتماعى.