نشر أحد المواقع الإلكترونية الشهيرة يوم السبت الموافق 14/5 خبراً زعم فية , نشوب معركة كبيرة بين عائلتين بشارع الورشة بمنطقة ميدان فيكتوريا، بحي شبرا وحسب ما قيل في الخبر , أن كل عائلة قامت بتبادل الرشق بزجاجات المولوتوف وإطلاق النار بالأسلحة الآلية , و إشعال أنابيب الغاز , ومن اللافت للنظر أن المواطنين بشبرا سكان هذة المنطقة قامو بتكذيب هذا الخبر من خلال تعليقاتهم على نفس الموقع متهمين الموقع بعدم المصداقية . ولعل هذا الخبر يضعنا أمام تحد كبير , وهو أن نقف موقفا حاسما أمام مؤامرة خطيرة تحركها الشائعات هنا وهناك, فالشائعة ظاهرة اجتماعية عالمية لها خطورتها البالغة على البشر,هذا السلاح الفتاك يكثر انتشاره في مناخ يتسم بالفلتان الأمني , الذي يعتبر فرصة جيدة لأعداء الوطن لضرب استقرار الأمة في مقتل , والوصول بة لحافة الهاوية , فالظروف والأطماع السياسية أو الاجتماعية هي التي تعمل على تشكيلها ، و غياب الثقافة والوعي , وسوء الأحوال الاقتصادية والنفسية للمجتمع يساعد على نموها , و يجعل أرضها خصبة للنمو , كما الحال في مصر هذة الأيام نتيجة العصبية القائمة والتشدد الديني بين المسلمين والأقباط . وأخطر الشائعات تلك التي يروجها البعض لإحداث التوتر والبلبلة بين صفوف المجتمع, ولهذا حذر الله تعالي منها وبيَّن مدى خطورتها في قوله تعالي في منزل كتابه العزيز" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " صدق الله العظيم ( الحجرات :6) وكم فرقت الشائعات من علاقات وصفوف , حتى الأنبياء والرسل لم يسلموا منها , فها هي حادثة الإفك تلك الشائعة التي أطلقها المنافقون في عرض ( رسول الله صلى الله عليه وسلم) , و أهل بيته المعروف عنهم الطهر و العفاف ,وهذة الشائعة لم تهز فقط بيت النبوة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقط بل هزت أيضا المسلمين كلهم ، للنيل من تماسكهم ووحدتهم . ومن الشائعة ما قتل فالتاريخ يذكر أن "نيرون" أحد طغاة التاريخ وأخر إمبراطور للرومان , أصدر حكم الإعدام على زوجتة "أوكتافيا" نتيجة شائعة أطلقتها ضدها عشيقتة "بوبيه" بسبب غيرتها الشديدة منها عندما ادعت أنها تمارس الرزيلة . ويكمن عظيم خطرها في أنها تساعد على نشر الخصومة والفتن بين أفراد المجتمع , لتدمير استقراره النفسي من خلال نشر الكراهية وتفكك وحدة المجتمع ليصبح ممزقا , فانتشار الشائعة وراء تضخيم أي مشكلة كما حدث في كارثة إمبابة الأخيرة . ومع تزايد المشاكل التي تسببها الشائعات في مصر , أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات رادعة لمكافحتها , بل من الممكن تجريمها , كما نادى البعض فيما سبق, من أجل التصدي لأعداء الأمة الذين يستخدمونها كسلاح في ضرب الوحدة , مع ضرورة تنمية الوعي العام لدى الجماهير في هذا الشأن , وعرض الحقيقة في وقتها ، في المرحلة الراهنة الدقيقة عن طريق مؤسسة إعلامية رسمية أهلية تكتسب المصداقية , ترتبط بخط ساخن للوقوف على حقيقة الخبر , حتى يتم القضاء على الشائعة قبل انتشارها , ووأد الفتنة في أوساط الجماهير , خصوصا وأن المواطنين الآن يعيشون في أجواء من الترقب والشك ، وعدم الاستقرار !