دارت وتدور حالة من اللغط حول معبر رفح البرى "ميناء رفح البرى" تحديدا حول دوره والوظيفة التي يؤديها ومسؤولية مصر عن تشغيله، وصاحب ذلك حالة من اللغط، والأكاذيب المقصودة، اتهامات لمصر لا محل لها من الإعراب فما القصة من بدايتها؟ وما دور ميناء رفح أو منفذ رفح؟ فهو يحمل 3 أسماء: المعبر، والمنفذ، والميناء.. ويمكن التعامل مع ما تشاء من تلك الأسماء. بداية القصة عندما أصبح معبر رفح البري حقيقة عام 1982 ليفصل بين مدينة رفح المصرية ومدينة رفح الفلسطينية، على جانبيه سور من الأسلاك فقط لا غير وعبرها كان يتواصل الأقارب على جانبي الحدود . أساس بناء معبر رفح البري هو انتقال الأفراد في المقام الأول، وحركة تجارية خفيفة مصاحبة لهم، وكانت تتم إدارته من الجانب الفلسطيني عبر إسرائيل، واستمر هذا الدور حتى عام 2005 .
ماذا يعني ذلك ؟ يعني أن أي فلسطيني كان يريد الدخول إلي غزة، أو الخروج منها لابد أن توافق عليه إسرائيل المسيطرة على المعبر بصورة كاملة من الجانب الفلسطيني. ومع انسحاب إسرائيل رغم أنفها من قطاع غزة تركت المعبر عام 2005 باتفاقية ثلاثية بينها وبين مصر والاتحاد الأوروبي للإشراف على المعبر وخروج ودخول الأفراد، وكانت إسرائيل المتحكمة فيه من الجانب الفلسطيني عبر إرسال كشوف العابرين لها، وصور تنقل لها بصورة مباشرة. هذا الكلام معناه إن إسرائيل كانت المتحكم في المعبر حتى مع سيطرة حركة حماس لاحقا عليه عبر اتفاقية عام 2005. خلال السنوات التالية تعرض المعبر لتوقفات كثيرة، وكان البديل هو معبر كرم أبو سالم ومنفذ العوجة البري بوسط سيناء، وهما الأقرب لعبور الشاحنات التجارية، وفحصها عكس معبر رفح المخصص للأفراد. عانى الفلسطينيون طويلا من عملية توقف المعبر، سواء من جانب إسرائيل أو نتيجة سيطرة حركة حماس أو نتيجة ضغوط دولية لاستمرار اغلاقه، أو نتيجة الانفلات الأمني والإرهاب الذي انتشر في سيناء لفترات سابقة. لكن المعبر الذى يقف قريبا من معبر كرم أبو سالم، كان مفتوحا طوال السنوات الماضية؛ لإدخال الأفراد من وإلى قطاع غزة، ومن زاره سيعرف أن طبيعته تقتضي موافقة الأطراف المعنية على دخول أو خروج أي فرد، فلا يمكن لمصر أن تسمح بدخول أفراد دون الحصول على تأشيرة وتنسيق دخول، وكذلك تأشيرة وتنسيق خروج. فالمعبر يبدأ من البوابة المصرية، ثم ساحة تمتد لنحو 500 متر، ثم البوابة الفلسطينية، ثم الخروج إلى مدينة رفح الفلسطينية، ومنها إلى بقية مدن قطاع غزة. حاليا الجانب الفلسطيني من المعبر تسيطر عليه تماما إسرائيل، وتحاصره تقريبا، بل ويكاد يكون الجانب الفلسطيني للمعبر مدمرا بصورة كاملة. فى الوضع الراهن: من يملك دخول أو خروج الأفراد؟.. مصر بطبيعة الحال لا تملك هذا الأمر منفردة، وبالتالي فإن مسؤلية ما يحدث في المعبر حاليا لا يمكن بأي حال أن تُسأل مصر عنه، وهى من أصرت على فتحه حتى مع إغلاقه من قبل قوات الاحتلال من الجانب الفلسطيني. خلاصة القول إن معبر أو ميناء رفح البري هو دائرة جمركية وميناء بين دولتين، لا يمكن التعامل معه إلا بتأشيرات دولية، وفق كافة الاتفاقيات وليس مجرد ممر يمكن لكل من هب ودب أن يخرج أو يدخل منه.