خرج الآلاف من السودانيين للشوارع الرئيسية بالعاصمة السودانية الخرطوم تنديدا بالنظام السودانى لحاكم برئاسة الرئيس عمر حسن البشير، حيث أغلق المتظاهرون تقاطع شارع النفق بالقرب من وزارة الدفاع السودانية ظهر اليوم احتجاجاً على الخطط التقشفية الجديدة منددين بالنظام الحاكم ومطالبين بإسقاط البشير. وبرزت دعوات كبيرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الانترنت تطالب السودانيين بالنزول فى كل الميادين والشوارع لإسقاط النظام الحاكم وعدم الاكتفاء بتداول الأنباء عن المظاهرات على صفحات "الفيس بوك" والمشاركة بقوة حتى إسقاط البشير. وأكد النشطاء السودانيين أن ما يحدث فى الخرطوم وفى ولايات السودان الأخرى لا يعنى بالضرورة نقل الأخبار فقط بل الإقدام فعلياً فى المشاركة الحقيقية فى الشارع ورفع كل الخطابات السياسية المطالبة بإسقاط النظام. وقال أحد النشطاء يدعى نور صالح على شبكة "رصد" لسودانية على موقع ال "الفيس بوك" : "علينا فعلياً تنظيم التظاهرات المدنية والثورية مساءً وصباحاً حتى اسقاط هذا النظام بشكله الكامل.. فقد أصبح حقيقة أن يصبح هذا النظام من الماضى وأن يصبح منسوبا فى السجون، وعلية ومن منطلق المسئولية الثورية لابد أن ينطلق الشباب من مختلف قطاعاتهم ليسو بالضرورة أن ينتمو الى المجموعات الشبابية بل عليهم الخروج الى أحيائهم وإحيائها بغناء الثوار". وطالب المتظاهرون بالشوارع السودانية الذين خرجوا منذ أمس الأحد فى مظااهرات ضخمة وحتى اليوم الاثنين بعدم التراجع عن الحركة الثورية ضد البشير. وجاء فى بيان لأحد النشطاء " التحية لكل طلاب الجامعات وهذا ما تحتاجه الثورة حقاً سنداً جماهيرياً طلابياً شعبياً وإجماعاً قومياً لإسقاط هذا النظام.. وختاماً لسنا مجموعاتٍ بأسامينا بل نحن افراداً توافقنا على اسقاط هذا النظام ومن هنا نحن جميعاً نمثل الشعب السودانى.. ويحيا الشعب والتحيا الأرض وليسقط نظام المؤتمر الوطنى وليذهب إلى الجحيم". وفى المقابل، شنت الشرطة السودانية حملة اعتقالات واسعة فى حق طلاب جامعة السودان خلال تنظيمهم لمظاهرة سلميه داخل لحرم الجامعى ، حيث ضرب الشرطة المتظاهرين واعتقلت عدد كبير منهم. وقامت شرطة مكافحة الشغب السودانية أمس باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق مظاهرات طلابية فى الخرطوم، تندد بالنظام وارتفاع الأسعار. ونادرا ما تندلع مثل هذه الاحتجاجات فى السودان، لكن الغضب يتزايد بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وخطط الحكومة لإلغاء الدعم على الوقود، لسد العجز المتزايد فى الميزانية الخطوة التى ستضر بالفقراء، وتصل بنسبة التضخم إلى 30 فى المائة. وتواصل قوات من الشرطة وضباط الأمن مسلحين بقضبان حديدية اعتقال العشرات من الطلاب ويقتادونهم إلى العربات المصفحة فى ظل تواجد أمنى كثيف فى جميع أنحاء وسط المدينة. ويعانى السودان من أزمة اقتصادية منذ أن فقد ثلاثة أرباع إنتاجه من النفط - المصدر الرئيسى للدخل القومى والعملة الصعبة- عندما استقل جنوب السودان عن السودان قبل عام، وتريد الحكومة إلغاء الدعم على الوقود لسد العجز البالغ 2.4 مليار دولار. وشهدت الخرطوم ومدن أخرى احتجاجات كبيرة بسبب زيادة التضخم فى الفترة الأخيرة، لكن أحزاب المعارضة لم تتمكن من الاستفادة منها، وأغلقت السلطات لفترة مؤقتة جامعة الخرطوم فى ديسمبر، بعد أكثر من أسبوع من الاحتجاجات ضد الحكومة. وفى المقابل، أعلن الرئيس عمر البشير حزمة من الإجراءات للإصلاحات الاقتصادية أمام البرلمان السودانى اليوم، الاثنين، من بينها إعادة هيكلة الدولة وتخفيض عدد الدستوريين بالمركز والولايات إضافة إلى حزمة من الإجراءات الاقتصادية الأخرى بتوسيع شبكة الضمان الاجتماعى. وتضمنت هذه الإجراءات إجراء إصلاح هيكلى فى أجهزة الحكم والإدارة بتقليص عدد المناصب الدستورية على مستوى رئاسة الجمهورية والمؤسسات التى تشرف عليها، والهيئة التشريعية القومية، كما يشمل التقليص عددا من الوزارات الاتحادية والوزراء ووزراء الدولة، والخبراء والمتعاقدين الذين يعملون فى إطار رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء بما يزيد على المائة موقع. ورفض المتظاهرون تلك الإصلاحات التى أعلنها البشير اليوم، معتبرين آياها بأنها أسوء إجراءات اقتصادية فى تاريخ السودان. ووصف المتظاهرون تلك الإصلاحات بأنها خطة تقشفية تتضمن مضاعفة الضرائب المختلفة و زيادة تعريفية الجمارك و تقليص الإنفاق الحكومى ورفع الدعم عن المحروقات و إيقاف تمويل إنشاء أى مبانى حكومية بالإضافة إلى محاولة تثبيت سعر الصرف فى حدود 4 جنية للدولار.