فرقت الشرطة السودانية الأحد مظاهرة شارك فيها مئات الطلاب والمواطنين احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسط أنباء عن توجه الحكومة السودانية إلى رفع الدعم عن الوقود مما ينذر بتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد. واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع في مواجهة الطلاب الذين خرجوا في مظاهرة من جامعة الخرطوم، رددوا خلالها شعارات تندد بغلاء المعيشة، كما ردد آخرون شعار "الشعب يريد إسقاط النظام". وعقب تفريق المظاهرة طالبت الشرطة جميع الطلاب بإخلاء الحرم الجامعي. وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن بعض رجال الأمن الذين كانوا يرتدون الزي المدني قاموا بإيقاف السيارات في المنطقة التي شهدت المظاهرة، وأخرجوا من يشتبهون في مشاركتهم في التظاهر من مركباتهم وأوسعوهم ضربا. وتأتي هذه المظاهرات بالتزامن مع أنباء عن نية الحكومة رفع الدعم عن الوقود ووصول التضخم إلى مستويات غير مسبوقة. وتقول مصادر حكومية إن من شان هذا الإجراء جسر هوة مقدارها 2.4 مليار دولار. في هذه الاثناء ذكرت وكالة السودان للأنباء أن الرئيس السوداني عمر البشير سيخاطب البرلمان صباح الاثنين من دون كشف المزيد من التفاصيل، لكن وكالة رويترز نقلت عن مصدر دبلوماسي أن البشير سيعلن في خطابه تفاصيل رفع الدعم وتبني سياسة تقشفية في البلاد. ووفقا لمجلس الإحصاء الحكومي، بلغ التضخم 28.5 في ابريل الماضي و30.4 في المئة في مايو. يذكر أن السودان واجه أزمة اقتصادية منذ انفصال جنوب السودان في يوليو من العام الماضي، حيث فقدت الحكومة السودانية بذلك ثلاثة أرباع انتاجها النفطي الذي صار من نصيب الدولة الجديدة.