ستأتى الحرب الكبرى في غضون أسابيع أو شهور، وتوقيت مجيئها هو الذى يمكن أن نختلف حوله ، لكن لا يجب أن نختلف عن حدوثها من عدمه، فإسرائيل بشهوتها المتصاعدة في عهد الضعف الأمريكي، ستذهب لتكسير الجميع، لتسيد المنطقة بأسرها، غير عابئة بأي رد فعل، وفى تلك الحرب الكبرى بموجاتها، ستواجه إسرائيل إيران مرة أخرى، وستضرب كل الكيانات والجماعات ذات الصلة بإيران دفعة واحدة، وهى الموجة الأولى التي يجب أن يليها استهداف القوى الكبرى في المنطقة في موجة تالية لتلك الحرب، وفى ظن الإسرائليين بأنهم يستطيعون فعل ذلك في تلك المرحلة بالتحديد، غير أنهم يفرطون في وضع سيناريوهات الانتصار، ولا يدركون الحقيقة بأن مستقبلهم الجغرافى والتاريخى على حافة الهاوية تماما. فى الموجة الأولى للحرب الكبرى، سيدفع نتنياهو دفعا كافة القوى المواجهة له للانهيار، فسيحاول سحب لبنان لحرب أهلية، يكون هدفها القضاء على حزب الله، وسيدفع سوريا للانهيار كليا، وجعل دولة للدروز تزاحم تركيا في شمال سوريا وجنوبها، وستكون تلك الدولة منفا توسعيا للفلسطنيين خارج الأراضى المحتلة، وسيحاول فعل ذلك في اليمن مع الحوثيين، ولدى يقينا كاملا بأن هناك سرايا بأكملها تتبع الاستخبارات الإسرائيلية تتواجد في مناطق الحوثيين، وتقوم حاليا بتطوير خططها لتوجيه الضربة القاضية للحوثيين من وجهة نظرهم، كذلك تتواجد عناصر للاستخبارات الإسرائيلية في كل منطقة سيوجهون لها الضربة المقبلة. إذا فالحرب الكبرى بين إيران وإسرائيل ستعود مرة أخرى، وهو الأمر الذى جعل نتنياهو يدعو الشعب الإيراني للثورة ضد النظام الإيراني، في الوقت الذى جدد فيه النظام الإيراني مجلس الدفاع الوطنى، وسارعت قيادات إيران في زيارات مدنية وعسكرية لكل الحلفاء لجمع أكبر قدر من الرؤية والاستراتيجية التي سينفذونها في المواجهات المقبلة، فالحل صفرى بين الطرفين لا مفر منه، إما أن يسقط النظام الإيراني، أو ينتهى حكم اليمين المتطرف في إسرائيل، وكل طرف يحشد ويناور ويخادع. وقد يسأل بعض المهتمين والمتابعين، ماذا يمكن أن يحدث في الخطوة المقبلة، وأقول بكل وضوح، إننى أميل إلى أن الإسرائيليين سيفاجئون الإيرانيين بالضربة الأولى مرة أخرى، وستكون ضربة قاسية للغاية ستطول جميع القادة والمناطق الاقتصادية والعسكرية، وفى نفس الوقت أميل بشدة إلى أن الإيرانيين قادرون على استيعاب المفاجئة بشكل أسرع مما يتخيل الإسرائيليون، وسيكون نفسهم أطول للغاية هذه المرة، حجم ردهم أعظم وأخطر على مستقبل إسرائيل نفسها، بل أذهب بكل ثقة للقول بأن هذه الحرب الكبرى ستنتهى لصالح المعسكر الشرقى بالكامل ضد إسرائيل والمعسكر الغربى، وفي سبيل ذلك يجب أن يستعد الجميع من الان قبل الغد.