امرأة ممتدة الصلاحية

أول ما نهتم به دائما بالنظر إليه قبل شراء أى سلعة هو تاريخ الصلاحية، وإذا نظرنا حولنا نجد أن لكل شئ مدة صلاحية، ولكن الخطورة فيما إذا كانت تلك المدة مجهولة كشجرة انتهت صلاحيتها فجأة فسقطت على سيارة، كذلك المرأة عندما تصل إلى سن اليأس تظن صلاحيتها قد انتهت كأنثى مرغوبة، فحسب ما نشر فى لندن (الشرق الوسط)، أنه آخر ما قد توصلت إليه الدراسات الأمريكية أن المرأة بعد سن الأربعين تصاب بحالة من الاكتئاب.
حيث تفيد الدراسة أن المرأة تتعرض إلى تغير طبيعى فى حالة المخ فى طريقة تفكيرها واستيعابها وتصرفاتها بسبب التغيرات الهرمونية، وعن رأى خبيرة الأعصاب الخبيرة النفسية لوان بريزينداين، حسب ما نشر فى (وكالة الأنباء الألمانية) فإن الأمر يرجع إلى غياب هرمون الإستروجين الذى يؤثر على منطقة معالجة المشاعر وتحليلها ومنطقة إصدار القرارات فى المخ، وكذلك أيضا تتناقص معدلات إفراز هرمون أوكيستوسين المسئول عن الارتباط، وهرمون التستيرون المسئول عن الرغبة الجنسية، ما يجعلها عرضة لكثير من الأمراض، وهذه التغيرات تفرز امرأة لها عقل أكثر استقرارا وميولا أقل للأمومة.
أما رأى الطب فى التغييرات التى تصيب المرأة بعد انقطاع الطمث يقول الدكتور محمد ثروت غنيم: أن المرأة لا تتأثر أبدا كأنثى، وأن هناك بدائل هرمونية معوضة، وبعد اكتشاف آثار سلبية لها على بعض النساء صارت البدائل بالأغذية والأعشاب، كذلك الرياضة مهمة جداّ لشباب وجمال دائم، وكذلك للوقاية من الهشاشة، وبذلك بإمكان كل امرأة أن تظل بكامل حيويتها وأنوثتها، ولكن مشكلة أغلب النساء تكون نفسية أكثر من عضوية، فسن اليأس يعطيها شعور خاطئ بأنها قد كبرت ولم تعد قادرة على الاستمتاع بالعلاقة الزوجية، ففكرة أن العلاقة الجنسية مرتبطة بالإنجاب هى أكبر مشكلة قد تواجه المرأة، ولابد من إدراك أن العلاقة الجنسية هى تعبير عن مشاعر إنسانية، فقد أثبتت الدراسات أيضا أن قمة النشاط الجنسى للمرأة قد تكون بين الثلاثين والأربعين من العمر، وربما تمتد بنفس المستوى تقريباّ حتى الستينيات، بينما فى الرجال فإنها تكون بين العشرين والثلاثين من العمر وتقل بدءا من ذلك.
وقد تشعر المرأة أيضاّ أن صلاحيتها قد انتهت إذا لاحظت بعض التجاعيد أو بعض التغيرات فى جسمها، ولكن عندما سألت دكتور التجميل د.فؤاد غريب عن كيفية التخلص من التجاعيد أجاب: أن التجاعيد لم تعد مشكلة فمن خلال ثلاث جلسات فقط بالعيادة يتم القضاء تماماّ على أى أثر للتجاعيد، وذلك عن طريق حقنة تقوم بإرخاء العضلات كل ستة أشهر وبعد ثالث جلسة تكون تلك العضلات قد ماتت تماما ولا يمكن ظهور تجاعيد بها، أما إذا كانت قوية وعميقة فقد تحتاج إلى عملية جراحية، وكذلك أى مشكلة فى الجسم صار علاجها إما داخل العيادة أو بعملية جراحية، وبذلك لم يعد للجمال أيضاّ مدة صلاحية.
أما رأى الدكتور محمد خليل أستاذ علم النفس الاجتماعى الإكلينيكى:
ليست هناك مدة صلاحية للمرأة، فالصلاحية تكون للعلاقة بين المرأة والرجل وقد تنتهى تلك الصلاحية بافتقاد الاحترام والثقة بين الطرفين التى تنتج عن تراكم خلافات لم تعالج بشكل جذرى، فنحن نفتقد مهارة حل المشكلات مما يؤدى إلى الطلاق، فالمرأة لا تنتهى صلاحيتها فى عين زوجها طالما ظلت تمثل له الاحتواء والسكن والعطاء، فالمرأة الذكية تظل فى عين زوجها هى كل النساء، فلا دخل للشكل ولا حتى العمر أو التجاعيد.