بالتزامن مع بدء فعاليات قمة "ريو+20" الأممالمتحدة للتنمية المستدامة فى ريو دى جانيرو بالبرازيل بين 20 و22 يونيو، وبدأ الجلسات التحضرية اليوم، الأربعاء، انطلقت بعض التحذيرات من تجاهل الحق فى المياه والصرف الصحى، ودور المرأة فى دعم التنمية المستدامة، وفشل القمة لصعوبة تحول الخطابات والمناقشات وأوراق العمل خلال المؤتمر إلى أفعال حقيقة يمكن تنفيذها على أرض الواقع. وأعربت خبيرة الأممالمتحدة كارتارينا دى البوكيرك أول ﻣﻘﺮرة ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺤﻖ الإﻧﺴﺎن ﻓى اﻟﻤﯿﺎه اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮب، عن قلقها البالغ من القمع الواضح لحق الإنسان فى المياه والصرف الصحى بعد ثلاث مفاوضات غير رسمية فى الشهور الثلاثة السابقة للمؤتمر مع قيام بعض الدول بتمييع حق الإنسان فى الجانبين، وأن يتم تجاهلهما خلال هذا المؤتمر. وطالبت دى بوكيرك الدول المشاركة فى ريو بضرورة دمج الحكومات لحق الإنسان فى المياه والصرف الصحى والاتفاق على هدف التنمية المستدامة فى الحصول على مياة صالحة للشرب وبأسعار وخدمات مناسبة، وأن تقدم خدمات الصرف الصحى للجميع دون تمييز وبشكل كافٍ لحماية صحة الإنسان وكرامته، خاصة الشرائح التى تعانى من التهميش الاجتماعى والقرارات التى سيتم اتخاذها فى ريو ستؤثر على السياسات الوطنية ومخصصات الميزانيات الوطنية أو المحلية وإعطاء الأولويات للأموال من الجهة المانحة. كما حذر الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أمس من "مخاطر فشل" قمة الأممالمتحدة حول التنمية المستدامة (ريو+20) التى ستعقد بالبرازيل، قائلاً "إن ريو+20 ستكون صعبة للغاية، ونعلم أن ثمة مخاطر تحاصرها، مثل مخاطر الخطابات التى لا تتحول إلى أفعال، ومخاطر الانقسام بين الدول الغنية والفقيرة والصاعدة، وأن هذه القمة نتيجة للإهمال و"العجز" إلى جانب تجاهل الأخطار التى تتواجد بالفعل، فهناك أزمة فى المحيط الحيوى، فالعالم يركز الآن على الأزمات الاقتصادية والمالية مما يحول من الانتباه الى المشكلات البيئية التى يعانى منها العالم". وفى سياق متصل، طالبت المديرة التنفيذية لوكالة الأممالمتحدة للمرأة، ميشيل باشليه، قادة دول العالم الذين سيجتمعون بمؤتمر (ريو+20) فى البرازيل، بالعمل على تعزيز دور المرأة من أجل أن تصبح التنمية المستدامة أمراً حقيقياً، والاعتراف بالدور الحيوى لها فى تحقيق مستقبل أفضل للأرض، قائلة "نحن نريد دعم أكبر للمساواة بين الجنسين إلى جانب تمكين المرأة التى تعد عنصراً جوهرياً فى التنمية المستدامة، وأنه حال إحراز تقدم فى القضايا المتعلقة بالمساواة بين الجنسين ستتحقق التنمية المستدامة بشكل سريع". من المتوقع أن يشارك فى مؤتمر ريو نحو 130 رئيس دولة وحكومة وعشرات آلاف المسؤولين عن جمعيات محلية ومنظمات غير حكومية، فضلاً عن ممثلين عن الشعوب الأصلية وصناعيين وناشطين وشباب، حيث يأتى هذا المؤتمر بعد 20 عاماً من قمة الأرض التى غيّرت المعادلة فى ما يخص المناخ والتنوع الحيوى.