الكتب الصوتية تجربة لم تلاق نجاحا فى مصر، حيث إنه لم يقدم على نشرها معظم دور النشر، وظل استخدامها مقصورا على نوع معين من الجمهور "أصحاب الإعاقات البصرية، والأطفال"، بخلاف ذلك لا يستخدم أحد هذا النوع من الكتب، بالرغم من أن هذه النوعية من الكتب قد تتناسب أكثر مع الحياة التى نعيشها ومعطياتها، حيث أصبح من السهل وضع "سى دي" بجهاز الكمبيوتر الذى أصبح فى متناول الجميع مسجل عليه كتب وسماعه فى أى وقت، أو شريط كاسيت والاستماع إليه أثناء قيادة السيارة، فهذه الوسيلة بالرغم من مناسبتها لإيقاع الحياة السريع إلا أنها لم تشهد رواجا فى مصر، فما هى أسباب فشل هذه التجربة؟ محمد النماس مسئول التنسيق والمكتبات بالإذاعة المصرية يؤكد أن المكتبات الصوتية عموما لها جمهورها لكن فى مجالات معينة بعيدة عن الكتاب الصوتي، فهذه النوعية من المكتبات لا تشهد رواجا نظرا للعديد من الظروف أهمها أن الظروف المحيطة بالمصريين لا تساعد على تنمية هذا النوع من القراءة، حيث تحتاج لجو هادئ غير متوفر لدينا، فالقراءة العادية لها طقوس خاصة، فكيف سيكون الأمر مع الكتاب الصوتي، كما أن الكتب الصوتية تتطلب تكنولوجيا لا يمتلكها العديد من المصريين، كأن يمتلكوا جهاز كمبيوتر أو كاسيت فى المواصلات، "النماس" يؤكد أن القارئ المصرى العادى قد يفضل الكتاب الصوتى إذا توافرت إمكانياته لكن المثقف لن يتنازل عن الكتاب الورقي والكتب الصوتية كما يرى النماس تحتاج فقط لمزيد من الجهد حتى تنتشر كالدعاية الجيدة واختيار الأعمال المناسبة التى تتفق مع ذوق الجمهور المستهدف. وسام محمد ندا المذيعة بالشركة المتحدة للبرمجيات أكدت أن التجربة لم تنجح مطلقا، لأسباب عديدة ومختلفة، منها ضعف العديد من الأعمال التى تقدم، كما أن التجربة لم تقم فى مصر على أسس سليمة، فيجب الالتفات لذوق المستهلك وطبيعة المواد التى تناسبه فى مثل هذه الكتب، خاصة أننا أصبحنا لا نمتلك الوقت للقراءة الورقية، مؤكدة أن الفكرة مناسبة تماما للشباب وستصبح تجربة ممتازة إذا اخترنا المادة المفيدة للشباب والتى تجتذبه. التجربة لم تأخذ حقها، هذا ما أكده الروائى شحاتة العريان، الذى أكد أنه من المعروف والمسلم به أنها تقدم لفاقدى البصر عوضا عن الكتاب الورقى الذى يفضله الجيل القديم، بخلاف جيل الشباب الذى يفضل استخدام التكنولوجيا فى كل شيء وعلاقته وثيقة بها لكنه للأسف لا يقرأ، ولذلك التجربة لم تنجح فى مصر وربما بمرور الأيام تستطيع فرض نفسها مثل كل الأدوات القديمة التى تأخذ وقتا ليحل محلها أدوات جديدة.