أكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أن العلاقات المصرية الإيرانية تشهد تحركات على المسارات الثنائية والإقليمية لكنه ذكر أن هناك بعض الشواغل نجاه السياسة الايرانية. وتعليقا على قرار السلطات الإيرانية، بتغيير اسم شارع قاتل الرئيس السادات "خالد الإسلامبولي"، قال خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدى فى برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON:" نرحب بتغيير إيران تسمية شارع قاتل الرئيس السادات". وأوضح أن هناك بعض الشواغل حول السياسات الإيرانية فى الإقليم وسياسة حسن الجوار لكن أكد أن العلاقة مع إيران تسير بوتيرة جيدة قائلاً : " نأمل أن تؤدى إلى انفراجة كاملة فى العلاقات الدبلوماسية". كشف أنه يتم تدشين آلية للمشاورات المصرية الإيرانية على المستوى دون الوزارى قائلاً: "نتحدث مع إيران حول إمكانية الانفتاح فى المجالات التجارية والاقتصادية والسياحية، ونأمل أن يؤدى الزخم المتراكم فى مسار العلاقة المصرية الإيرانية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية". وكشف بدر عبد العاطى، عن محددات مصر ورؤيتها لأمن البحر الأحمر، مؤكدًا أن مصر الأكثر تضررًا من تهديد أمن وحرية الملاحة فى البحر الأحمر، وأن أكثر من 8 مليارات دولار خسائر صافية ومباشرة من تراجع حركة الملاحة فى قناة السويس". أردف: "أكثر من 70 سفينة كانت تمر يوميًا فى قناة السويس، وتقلص العدد بنسبة تجاوزت 65%، وهناك نحو 600 مليون دولار خسائر شهرية نتيجة تراجع حركة الملاحة فى البحر الأحمر". ولفت وزير الخارجية إلى أن هناك حديثًا وتواصلًا مع الإيرانيين للضغط على الحوثى لعدم استهداف السفن، قائلاً: "نتحدث مع الإيرانيين للضغط على الحوثى لعدم استهداف السفن وهذه أحد أهم محاور نقاشاتنا مع الجانب الإيرانى ونتحدث مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية". وكشف عن زيارة وشيكة خلال الأسبوع الحالى لوزير خارجية سلطنة عمان للقاهرة لعقد اجتماعات اللجنة المشتركة، وسيكون أحد أهم محاور النقاشات هو أمن الملاحة فى البحر الأحمر، وهو أحد الملفات شديدة الأهمية التى سيجرى مناقشتها معه. واصل: "نتحدث مع الأشقاء فى الدول العربية والأفريقية لسرعة استكمال هياكل مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وتدشينه"، مشددا على أن حوكمة أمن البحر الأحمر مسئولية مباشرة تخص فقط الدول المشاطئة له ولخليج عدن. وأعرب عن أمله فى انعقاد مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر قريبًا، قائلاً: "نأمل أن ينعقد مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر قريبًا". وأكد وزير الخارجية أن مصر لا تقبل أن تكون على البحر الأحمر أية قواعد أو منافذ مستدامة لأى دولة غير مشاطئة له، مشددًا: "هذا خط أحمر وموقف مصرى واضح، وأبلغنا موقفنا حول البحر الأحمر لكل الفاعلين فى المنطقة، بما فى ذلك تركيا حين استضافت المباحثات الصومالية الإثيوبية". واختتم الوزير حديثه مشددًا: "موقفنا شديد الوضوح: لن نقبل تحت أى ظرف أن يكون هناك تواجد مستدام لأى طرف غير مشاطئ على البحر الأحمر". كما تحدث عن ملف سد النهضة، مؤكدًا أن موضوع المياه هو التهديد الوجودى الأول والأوحد لمصر، مشددا على أن مصر لن تسمح تحت أى ظرف أن يتم المساس بحصة مصر التاريخية من مياه النيل، ولابد أن نكون على ثقة كاملة فى الدولة ومؤسساتها أنها لن تسمح تحت أى ظرف من الظروف بالمساس بهذا الأمر الوجودى بالنسبة لمصر". ولفت إلى أن حصة مصر من مياه النيل لا تكفى الاحتياجات المائية المصرية، وأن احتياجاتنا المائية السنوية تتجاوز 90 مليار متر مكعب من المياه، فى حين أن مصر تحصل على 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل. وحول وجود خطة لمفاوضات جديدة، قال أن مصر أعلنت أن المسار التفاوضى مع إثيوبيا حول سد النهضة قد وصل إلى طريقٍ مسدود بعد 12 سنة من المفاوضات، مشددًا على أن مفاوضات السد الإثيوبى استُخدمت لفرض الأمر الواقع ولم تفضِ إلى شيء. وأكد عبد العاطى أن مصر تحتفظ بحق الدفاع عن النفس وعن مصالحها المائية إذا تعرضت لأى تهديد، لافتًا إلى أن متوسط نصيب الفرد من المياه فى مصر يبلغ 50% من الحد الأدنى للفقر المائى الذى أعلنته الأممالمتحدة، وأن نصيب المواطن المصرى من المياه لا يتجاوز 500 متر مكعب سنويًا، بينما حد الفقر المائى الدولى يبلغ 1000 متر مكعب. وتحدث عن العلاقات المصرية الأمريكية قائلاً: "علاقة مصر والولاياتالمتحدة وثيقة واستراتيجية على مدار أكثر من 45 سنة، وأثبتت أنها علاقات على أسس صلبة وراسخة، ولها بعد إستراتيجى وعسكرى وسياسى وتجارى وإقتصادى وحتى لو وجدت بعض التباينات لأن التباينات فى الرؤى مع الدول الصديقة لا تؤثر على العلاقات". واصل : " من ضمن المبدأ الحاكم للسياسة الخارجية وهو مبدأ الاتزان الاستراتيجى أن يكون هناك سياسة خارجية مرنة بمعنى أنه مع أحد الدول قد نتوافق بشكل كامل فى قضية ونختلف فى قضية اخرى دون أن تضر بهذه العلاقة". وكشف: "أن مصر تخطط لعقد جلسة جديدة من الحوار الاستراتيجى مع الولاياتالمتحدة"، قائلاً: "نخطط لعقد جلسة جديدة من الحوار الاستراتيجى مع الولاياتالمتحدة". وحول العلاقات المصرية الخليجية، قال عبد العاطي: "علاقاتنا بالدول العربية والخليجية علاقات أبدية ولا يمكن أن تتزعزع"، لافتاً إلى أن هناك مجالاً لقدر من التباين فى الرؤى مع الدول الخليجية لكنه لا يؤثر على عمق العلاقات الأبدية. وشدد الوزير على أن المبدأ الدائم هو أن أمن الخليج من أمن مصر، وأن كل ما يتم الترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعى حول توتر العلاقات المصرية الخليجية أمر لا يجب الاستماع أو الالتفات له، قائلاً: "لا يجب الاستماع لأكاذيب وشائعات وسائل التواصل الاجتماعى حول ما تبثه عن علاقاتنا بالدول الخليجية." واصل: "هناك أكاذيب حول العلاقات المصرية العربية وتحريض من بعض الأطراف غير العربية التى تريد أن تصطاد فى الماء العكر." أكد أن مصر تنحاز إلى الشعب السورى واختياراته، لكنه فى ذات الوقت أشار إلى وجود مصادر للقلق الشديد فيما يتعلق بأمن واستقرار سوريا، قائلاً: "لدينا مصادر للقلق الشديد فيما يتعلق بالأمن والاستقرار فى سوريا، مشددا أن مصلحة مصر الأكيدة أن يكون هناك استدامة للاستقرار فى سوريا". وأوضح أن الاستقرار فى سوريا يتحقق من خلال عملية سياسية شاملة، ومحاربة الإرهاب، والتعامل مع قضية المقاتلين الأجانب، مشددًا على أنه لا تستقيم الأمور فى ظل وجود مقاتلين أجانب منخرطين فى الجيش الوطنى السورى، قائلاً: "الاستقرار فى سوريا يتحقق بعملية سياسية شاملة وبمحاربة الإرهاب والتعامل مع قضية المقاتلين الأجانب، حيث لا تستقيم الأمور أن يكون هناك مقاتلون أجانب منخرطون فى الجيش الوطنى السوري". وأكد أن الحرب فى السودان باتت "عبثية" تطول مصير ومقدرات الدولة والشعب السودانى، وهى مسألة شديدة الخطورة، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا، وضمان النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية فى السودان، خاصة فى مختلف مناطق السودان، وبالأخص دارفور، والذى تعرض فيه الشعب السودانى لمجاعة. وأعرب وزير الخارجية عن قلقه من تمدد الصراع السودانى، قائلاً: "التحركات مستمرة ونتحرك على عدة أصعدة، وقلقون من تمدد الصراع فى الداخل السودانى، مشددا على أن مصر لن تسمح بالمساس بوحدة الأراضى السودانية لأنها مسألة تخص السودان والأمن القومى المصرى. وردًا على سؤال الإعلامية لميس الحديدي: "هذا ينقلنى لملف اللاجئين.. مصر تقول لدينا 9 ملايين لاجئ، ما هو العدد الحقيقي؟ الأممالمتحدة تقول أن عددهم 914 ألف مسجلين، والباقى إما مقيمون أو لديهم أعمال.؟ ناهو العدد الحقيقى هذا العدد ضمن شواغل الشارع المصرى فى ظل الظرف الاقتصادى الصعب والظروف الأمنية الإقليمية الصعبة. كيف توازنون بين الدور المصرى وبين شواغل الشارع المصرى الطبيعية؟"، أجاب قائلًا: "نتفاعل مع شواغل المصريين حول اللاجئين، وهى مشروعة فى ظل الأوضاع الاقتصادية شديدة الصعوبة، والتى لسنا مسؤولين عنها. بدأت بجائحة فيروس كورونا، مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الأمن الغذائى، وانتهاءً بالعدوان الإسرائيلى على غزة والتصعيد الإسرائيلى الإيرانى." وشدد على أن مصر لديها التزامات تجاه الأشقاء العرب والأفارقة، وأن مصر هى الدولة الوحيدة التى ليس بها معسكر واحد للاجئين. وانتقد عبد العاطى تقاعس المجتمع الدولى فى تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين فى مصر، قائلاً: "المجتمع الدولى لا يتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين فى مصر، وعبء اللاجئين ملقى على عاتقنا فى مصر وهو كبير جدًا." ولفت إلى أن المنظمات الدولية تتحدث عن أعداد محدودة من اللاجئين فى مصر، وهى الأعداد المسجلة فقط، بينما هناك أعداد كبيرة من اللاجئين متواجدة فى مصر ولا تسجل نفسها فى المنظمات الدولية. واختتم الوزير مشددًا: "نعمل على الموازنة بين التزاماتنا الأخلاقية لإيجاد ملاذ آمن لمن يهرب من وطنه، وبين الشواغل الأمنية والاقتصادية الداخلية".