انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية، والتى تعد أول انتخابات حقيقية تشهدها مصر فى تاريخها، وأسفرت عن فوز كل من الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق، وصعودهما معا إلى جولة الإعادة المنتظر إجراؤها يومى 16 و17 يونيو 2012. بالرغم من أن الانتخابات جرت على ما يرام وفى أجواء مثالية، وبإشادة من جميع المنظمات التى شاركت فى مراقبة الانتخابات، لاسيما الدولية منها، وعلى رأسها مركز كارتر، إلا أن بعض الأشخاص مازالوا مصرين على تعكير الصفو وفرض الوصاية على الشعب، وعدم احترام نتيجة الانتخابات، لمجرد أن مرشحا معينا قد فاز وآخر قد هُزم. فلا يجوز مطلقا التهديد بالاعتصام والادعاء بأن الانتخابات مزورة لأنها لم تأت بمرشح معين أو بمرشحين معينين، فيجب أن نعى جيداً أنه ليس بالضرورة أن ينجح المرشح الذى نقوم بتأييده، لكى تكون الانتخابات حرة ونزيهة، فالانتخابات فى أى مكان فى العالم، وحتى فى الدول الديمقراطية، يمكن أن تفرز الشخص غير المناسب، ومع ذلك تحترم النتائج لأنها تعبر عن إرادة الشعب فى النهاية. ولا يجوز أيضا حرق مقرات للمرشح الفريق أحمد شفيق، لمجرد أنه وصل إلى مرحلة الإعادة ، فليس ذنبه أن أكثر من 5 ملايين ناخب قد اختاروه ليمثلهم، فهو ذنب المرشحين الآخرين الذين لم يعرفوا كيف يجذبون الناس ببرامجهم ويقنعونهم بالتصويت لهم. يجب أن نتكاتف جميعا فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر، وأن ننسى خلافتنا وننحيها جانبا لنعبر من عنق الزجاجة. يجب أن نفكر فى مصلحة واحدة وهى مصلحة مصر، وأن يكون لنا جميعا هدف واحد وهو العبور بمصر للمستقبل، وألا نلتفت للماضى بكل أخطائه وهمومه، فنحن نبنى دولة جديدة قائمة على العدل والمساواة والحرية الديمقراطية لا وصاية فيها لأحد على الشعب المصرى الذى قام بأعظم الثورات لاقتلاع نظام فاسد، ولم يسمح لأى نظام أخر أن يقتنص من حريته أو ينتزع حقوقه أبدا. فى النهاية أقول.. أيام قليلة هى التى تفصلنا عن معرفة أول رئيس حقيقى لمصر منتخب من الشعب وبإرادته الحرة، وأياً ما كان هو الرئيس القادم سواء كان محمد مرسى أو أحمد شفيق - مع حفظ الألقاب – فيجب على كل منا أن يحترم رأى الآخر، وعلينا أن نتقبل نتيجة الانتخابات كما هى لأن الصندوق هو الفيصل، وألا نُجّرح فى أى مرشح أو نشوه صورته لمجرد الضغط على الناخبين لعدم انتخابه، فكلنا مصريون ولا يعنينا إلا خير هذه الأمة.