سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسم القمح رمز للبهجة والأمل بسوهاج.. بين حرارة الشمس وهمّة الفلاحين تتسابق الخطى لجمع المحصول.. صوامع المحافظة تستقبل الأقماح بلا عقبات والدولة تضمن سعرا عادلا للفلاح.. و192 ألف فدان مساحة المحصول بالمحافظة
بين سنابل القمح المتمايلة على امتداد الحقول، تنسج محافظة سوهاج كل عام حكايات الفلاحين والتى تتجدد مع قدوم موسم الحصاد، ذلك الموعد السنوى الذى لا يحمل للفلاح مجرد محصول، بل يحمل له الرزق والفرحة، والارتباط الفطرى بالأرض لا تزال أصوات النساء والأطفال تصدح بالأغانى التراثية مثل "يا حلوة ضمى الغلة" مع انحناءات المناجل بين السنابل، فى مشهد يعكس مزيجًا فريدًا من التراث والواقع، ومن البساطة والتحدى. وبين حرارة الشمس وهمّة الفلاحين، تتسابق الخطى لجمع حبات القمح التى اختزنها الزمن تحت أشعة الشمس، فى موسم يراه المزارعون عيدًا يكلل تعبهم طوال العام هنا فى سوهاج، لا تُروى الأرض بالماء فقط، بل يُسقى القمح بالعزيمة، ويحصد بخبرة الآباء وحرص الأبناء، ليبدأ بعده مشهد آخر لا يقل أهمية التوريد، والتخزين، وضمان أن تظل الغلة فى أيدى الوطن. تعد محافظة سوهاج واحدة من أكثر المحافظات إنتاجًا للقمح فى صعيد مصر، حيث تحتل المساحات المنزرعة بالمحصول موقعًا متقدمًا بين أولويات الفلاحين، إذ بلغت المساحة الكلية المزروعة هذا العام نحو 192 ألف فدان، موزعة على مراكز المحافظة المختلفة من طما شمالًا حتى البلينا جنوبًا ومع اقتراب نهاية موسم الحصاد، تتوقع الجهات الرسمية توريد ما يقرب من 170 ألف طن من القمح المحلى، وهو رقم يعكس استقرار الموسم ونجاح الجهود التنسيقية بين المزارعين والدولة. شهد هذا العام تقديم حوافز مشجعة للمزارعين، حيث تم رفع سعر الأردب إلى 2200 جنيه لدرجة نقاء 23.5، وهو ما وصفه الفلاحون بأنه «سعر مرضٍ» شجعهم على التوريد للصوامع الرسمية بدلاً من اللجوء إلى الأسواق الحرة كما تم تجهيز 17 موقعًا تخزينيًا شملت صوامع وشون وهناجر، أبرزها صومعة أولاد نصير، التى تعد الأكبر على مستوى المحافظة تم رفع السعة التخزينية لصوامع غرب طهطا من 60 ألف طن إلى 90 ألف طن، مع تخصيص خلايا منفصلة لاستقبال الأقماح المستوردة والمحلية. "اليوم السابع" تابع من داخل صومعة أولاد نصير عمليات التوريد والاستلام، حيث أكد مدير معمل الصومعة أن عمليات استلام القمح هذا العام تتم بانسيابية غير مسبوقة فبمجرد دخول الشاحنة إلى الصومعة، يتم تفريغ حمولتها فى غضون ساعة واحدة على الأكثر، ويتم صرف المستحقات المالية للموردين خلال 48 ساعة، مما ساهم فى تسهيل الدورة المستندية وشجع المزارعين على التوريد دون تخوف. من جانبه، قال مدير الصومعة أن ما ساهم فى نجاح الموسم هو السعر الجيد الذى أعلنته الدولة، والذى تخطى الأسعار العالمية، فضلًا عن الإجراءات السلسة داخل مواقع الاستلام، وتفعيل غرف عمليات تعمل على مدار الساعة لمتابعة عمليات التوريد وحل أى معوقات فور حدوثها واعتبر أن هذا الموسم من أفضل المواسم فى تاريخ المحافظة، سواء من حيث الإقبال أو جودة الأقماح الموردة. وفى السياق ذاته، أوضح عضو الهيئة القومية لسلامة الغذاء أن العاملين فى الصوامع يأخذون عينات من كل شحنة قمح لتحديد درجة نقاوته، ويقومون برفض أى شحنة بها شوائب أو سوس، وذلك حفاظًا على جودة المخزون الإستراتيجى، مؤكدًا أن معظم القمح المورد هذا الموسم جاء بدرجات نقاء عالية. أما وكيل وزارة الزراعة بسوهاج، فأشار إلى أن المديرية استعدت منذ وقت مبكر لموسم الحصاد، عبر حملات توعية للمزارعين، وتجهيز فرق متابعة ميدانية ترصد عمليات التوريد على الأرض، وتضمن التنسيق الكامل مع مديريات التموين والصوامع لتجنب الازدحام أو التعثر فى إجراءات التسليم كما تم تنظيم زيارات ميدانية يومية لمواقع التخزين للتأكد من سير العمل، وحل أية مشكلات قد تواجه الموردين فى حينها. أضاف أن متوسط إنتاجية الفدان هذا الموسم يتراوح ما بين 18 إلى 20 أردب، وهو معدل يعكس نجاح خطط التسميد والتقاوى التى وفرتها الوزارة للفلاحين ولفت إلى أن الحكومة لم تدخر جهدًا فى دعم زراعة القمح، سواء من خلال التقاوى عالية الجودة أو من خلال الإرشاد الزراعى المستمر، وتسهيلات التوريد التى رفعت من نسبة المزارعين الملتزمين بتسليم محاصيلهم للدولة. من جانبه، أكد مسؤولون بمديرية التموين أن المستحقات المالية تُصرف فورًا بعد مراجعة البيانات، دون تأخير، فى إطار توجيهات القيادة السياسية التى شددت على ضرورة الحفاظ على الأمن الغذائى المصرى وتعزيز المخزون الاستراتيجى من القمح المحلى، باعتباره أحد المحاصيل القومية التى تمثل حجر زاوية فى سياسة الدولة.