منذ آلاف السنين كان محصول القمح رمزًا للعطاء والخير، واعتمد عليه الإنسان كنوع أساسي للغذاء، وامتدادًا لما سبق يعد محصول القمح من الزراعات الاستراتيجية في مصر، حيث تزرع آلاف الأفدنة في محافظة قنا، ومع بداية موسم الحصاد يحل الخير على المزارع والعامل والمشتري على حد سواء. فمنذ بدء حصاد القمح، تنشط العمالة الموسمية التي تشارك في عملية الحصاد، ثم درس القمح، وتحميله تمهيدًا لتوريده إلى الصوامع والمخازن، ومع إشراقة الصباح يتوجه العامل إلى أماكن الزراعة، وبعد عملية الحصاد، تبدأ مرحلة "الدراسة"، وهي آلة توضع فيها سنابل القمح لتفصل منها الحبوب، وتنقى لتخرج حبات القمح منفردة، بالإضافة إلى شوائب السنابل التي تُستَخدم كغذاء للماشية وتُعرف باسم "التوب". كما تعد عملية الحصاد فرصة مهمة للعمالة الموسمية، خاصة وأن أجر العامل اليومي قد وصل 250 جنيها، وتزرع حوالي 75 ألف و 104 فدان، لتنتج ما يقارب يقارب مليون و 352 أردب في العام، وتتميز بوفرة إنتاج الفدان الواحد لاسيما العام الماضي الذي احتلت فيه المرتبة الأولى في إنتاجية الفدان الواحد قال محمد كامل، أحد العاملين في موسم الحصاد، إن مرحلة "الدراسة" تمر بعدة خطوات، تبدأ بحصاد القمح من الأراضي الزراعية، ثم جمعه من خلال "الربط" وتركه لعدة أيام حتى يجف ويصبح جاهزًا لعملية الدراس. وأوضح كامل، أن مرحلة العمالة تنقسم إلى شقين: الأول هو حصاد القمح، والثاني هو دراسته باستخدام آلة الدراس، سواء كانت مملوكة لصاحب الأرض أو يتم تأجيرها بالساعة أو لفترة محددة، وموسم القمح يُعد فرصة للعمالة الموسمية، حيث يوفر لهم عملًا بعد انتهاء موسم حصاد قصب السكر، وقد وصلت أجرة العامل في حصاد القمح إلى 250 جنيهًا في اليوم، مما جعله مصدر رزق مهم لكثير من العمال. وأشار حسام عمرو، مزارع، إلى أن الفدان الواحد يحتاج إلى نحو 10 عمال لعملية الحصاد، بالإضافة إلى 5 عمال لعملية الدراس، التي تتضمن فصل الحبوب عن السنابل وتنقية الشوائب،وتستخدم بقايا السنابل، المعروفة باسم "التبن"، كنوع من العلف للمواشي، ويتم بيعها بالقنطار، أما حبوب القمح "الغلال"، فيتم توريدها إلى الصوامع والشون، كما تباع أيضًا في الأسواق. درس القمح في زراعات بقنا