سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلام الغربى يواصل تعليقه على "محاكمة القرن".. الصحف البلجيكية تصف الحكم على مبارك ب"التاريخى".. وقناة أوروبية تؤكد: الحكم لن يرضى أهالى الشهداء.. وصحافة لندن: المصريون رفضوا تبرئة نجلى المخلوع
لليوم الثانى على التوالى احتلت محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك صدارة الصحف الأوروبية الصادرة صباح اليوم، الاثنين، حيث حملت صحيفة "لى سور" كبرى الصحف البلجيكية تحت عنوان "إدانة مبارك وليس نظامه" وقالت إن حالة الغضب التى اجتاحت الشارع المصرى بعد النطق بالحكم على ديكتاتورهم السابق واصفين الحكم إما ب"المهزلة " أو "التدليس"، إذ يرون أن الحكم بالمؤبد على رجل تجاوز عامه الرابع والثمانين غير كاف وهو ذات الحال لوزير داخليته مقابل دماء الشهداء. وأكدت الصحيفة أن محاكمة الشعب المصرى لرئيسه تعد سابقة فى تاريخ العالم العربى إذا ما استثنينا الحكم الصادر على صدام حسين فى 2006. وتساءلت الصحفية حول أسباب محاكمة مبارك بشأن قتل المتظاهرين فقط وخلال ثلاثة أيام معدودة فى يناير 2011، فى حين أن التعذيب حتى الموت كان أحد سمات نظامه لمدة 30 عاما هذا بالإضافة إلى ما شاب هذه الفترة من فساد بالغ. وأشارت الصحيفة إلى الشكوك التى تعترى بعض المصريين الآن بشأن أن الجيش الذى يمثل مصدر السلطات الآن فى مصر، هو الذى قرر محاكمة الرئيس وترك نظامه هذا على الرغم من وعوده المتكررة بعدم الاحتفاظ بسلطاته الواسعة. وأكدت الصحيفة أن انطلاق الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية يومى 16 و17 من يونيو الجارى بين الإخوانى محمد مرسى والفريق أحمد شفيق إلا أن الأديب علاء الأسوانى يؤكد أنه حال فوز شفيق فستكون الثورة قد ماتت. فى حين كتبت مجلة (لونوفيل أوبسرفاتور) الفرنسية المانشيت الرئيسى تحت عنوان "مبارك.. الغضب يجتاح الشعب" أن الحكم الصادر صباح السبت الماضى بحق الرئيس السابق حسنى مبارك بالسجن المؤبد لقاء تواطؤه فى قتل المتظاهرين فى الفترة من 27 وحتى 30 يناير 2011 لم يرض، لا حسنى مبارك ولا النيابة العامة إذ سارع الجانبان إلى الطعن عليه بالنقض وهو ذات الوضع بالنسبة لوزير داخليته حبيب العادلى. وأكدت الصحيفة أن مصر تشهد حالة الغضب التى بدأت بالقاهرة ثم امتدت لمدن أخرى مثل الإسكندرية والسويس وما صاحب ذلك من عودة حاشدة للمتظاهرين إلى ميدان التحرير. وعلى الجانب الآخر أشارت الصحيفة إلى أن هناك بعض المصريين يرون أن هذا الحكم لا يعدو عن كونه "مهزلة" إذ ترك نوعا من المرارة والغضاضة فى أنفسهم نتيجة لعدم قدرة المحكمة على إيجاد رابط ودليل دامغ حول من أعطى الأوامر بضرب المتظاهرين وقمعهم وترتب على ذلك تبرئة ساحة الجنرالات الستة مساعدى وزير الداخلية، هذا بالإضافة إلى تبرئة ساحة مبارك من الفساد المالى هو ونجليه وهو ما أجج وأثار حفيظة المتظاهرين. فى حين وصفت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية الحكم تحت عنوان "رجل واحد" أن الحكم الصادر صباح السبت الماضى بحق مبارك متسائلاً، هل كان حسنى مبارك الرجل الوحيد فى البلد يحكم ويقرر وينفذ وحده مع تجاهل تام لوزرائه ومستشاريه وأسرته ولذلك فيرى البعض أن الحكم الصادر بحق مبارك بالسجن المؤبد لا يعدو عن كونه حكماً رمزياً لرجل تجاوز الرابعة والثمانين من عمره هذا فى الوقت الذى يرى فيه الشعب المصرى أن هناك مسئولية مباشرة للداخلية فى قتل 850 متظاهرا أثناء الثورة. تحت عنوان "الحكم يثير غضب الشارع" أكدت ذات الصحيفة أن حالة الغضب التى سيطرت على مؤيدى ومعارضى النظام السابق جرّاء الحكم بالسجن المؤبد على مبارك إذ رفع بعض المحامين لافتات مكتوبا عليها "الشعب يريد تطهير القضاء" جاء ذلك على خلفية عدم رضاهم ورفضهم التام للحكم بشأن مبارك ونجليه ووزير داخليته مع تبرئة ستة من كبار مساعديه. وأشارت الصحيفة إلى حالة الغضب التى اجتاحت مدن مصر الرئيسية جرّاء هذا الحكم مما دفع البعض لرفع أحذيته ليس فقط رفضاً وازدراءاً للحكم ولكن أيضا ضد أحمد شفيق الذى يصفه الكثيرون بأنه يمثل مصدر الفلول فى مصر. وأكدت الصحفية للربط بين الانتخابات الرئاسية والحكم الصادر بحق مبارك إذ دعا شفيق لأهمية احترام حكم القضاء، بينما ذهب مرسى للتأكيد على وصف القضية "بالكوميديا ولذلك يجب محاكمة الجناة مجدداً". تحت عنوان "الحكم بالمؤبد أو لا شىء" أكدت ذات الصحيفة الإيطالية إيطاليا اليوم أن الحكم الصادر بحق مبارك ووزير داخليته والذى جاء متناقضاً إلى حد كبير مع تبرئة ساحة نجلى مبارك ومساعدى العدلى الستة. وأضافت الصحفية أن الخطبة التى استهل بها المستشار أحمد رفعت جلسته والتى انتقد فيها النظام السابق انتقاداً حاداً ولا سيما عندما شدد على أن سنوات حكم مبارك الثلاثين اتسمت بالسواد والسواد الحالك مثل ليالى الشتاء الحالكة، مشيراً كذلك إلى حالة الفقر المضجع التى ألمت بالشعب محيياً شباب المتظاهرين الذين انتفضوا فى ميدان التحرير ونجحوا فى إزاحة وإنهاء حكم مبارك مطالبين فقط بالعدل والحرية والديمقراطية. وأكدت الصحيفة أن الحكم على مبارك يمثل حكما تاريخياً للمنطقة بأكملها فهذه هى المرة الأولى التى يُدان فيها رئيس دولة أمام محكمة ولونه شاحبا منتظراً لحظة الحكم عليه، إلا أن اللحظة الأصعب كذلك تتمثل فى وقت ترحيله إلى مستشفى سجن طرة بعدما كان نزيل مستشفى "ستة نجوم" الأمر الذى دفعه للبكاء لساعات طويلة وترتب على ذلك تدهور حالته الصحية. فى حين قالت الصحيفة الهولندية "دى سترندر" تحت عنوان "المؤبد لمبارك" إن الحكم بالسجن المؤبد على مبارك وتبرئته من تهم الفساد التى دفعت المتظاهرين أساساً إلى قلب نظام الحكم، هذا على الرغم من أن مشكلة الفساد تُعد أحد المشاكل المُنتشرة هناك. وأشارت أن أحد المتظاهرين ويدعى عمر مجدى قال "إن الطريقة الوحيدة فى مصر للحصول على الحق هى التظاهر لأن جميع مؤسسات البلد يسيطر عليها رموز النظام السابق، مشدداً على استمرار التظاهر فى ميدان التحرير خلال الأيام المقبلة تعبيراً عن رفض المتظاهرين للحكم القضائى فى قضية مبارك وأركان نظامه إذ يرون أن هذا الحكم مُخفف إلى حد كبير ولاسيما بعد تبرئة جمال وعلاء مبارك وكذلك تبرئة ساحة مبارك من تهم الفساد المالى هذا على الرغم مما أشارت إليه بعض وسائل الإعلام بشأن تضخم ثروته لتقدر ب 70 مليار دولار وفقاً لما ساقته الجارديان البريطانية و700 مليار دولار وفقاً لبعض الوثائق السرية التى أشارت إليها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وتابعت أنه على الجانب الآخر، يشير أحد شباب الثورة ويدعى حسين إلى أن "النظام السابق لم يرحل ولذلك فإن مواجهته لا زالت مستمرة ولم ولن تتوقف فالشعب أصبح مدركاً وبصورة كاملة لحجم الفساد المُحيط به ولذلك فلن يقبل به فيما بعد ولن يستطيع تحمله". فى حين قالت صحيفة الصباح البلجكية تحت عنوان "حالة غضب تجتاح ميدان التحرير جرّاء الحكم على مبارك"، إن حالة الغضب التى سيطرت على متظاهرى ميدان التحرير جرّاء الحكم الصادر صباح السبت الماضى فى قضية مبارك رافضين تماماً أى حكم مخفف فى هذا الشأن مؤكدين على أن هذا الحكم قد عمّق الشعور بالعبودية فى مصر وهو ما دفع عشرات الآلاف لأن يتظاهروا فى ميدان التحرير للتعبير عن غضبهم مشيرين إلى أن هذا الحكم يؤكد على أن السلطة لا تزال بين يدى أركان النظام السابق داعين إلى الحكم على مبارك بالإعدام. وفى سياق مختلف، تشير الصحيفة إلى إخلاء القاضى ساحة مبارك ونجليه فى قضايا الفساد المالى بينما لم يجد المستشار رفعت دليل قاطع يقضى بأن مبارك قد أعطى أوامره شخصياً بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، إلا أن هذا لم يعفيه من التواطؤ لأنه لم يمنع أعمال العنف. وعلى الجانب الآخر، فقد أكدت الصحيفة على أن هذا الحكم جاء فى وقت عصيب للغاية سياسياً، إذ جاء بين جولتى الانتخابات الرئاسية وقبل أقل من أسبوعين من انطلاق الجولة الثانية والأخيرة للانتخابات الرئاسية بين الإخوانى محمد مرسى والفريق أحمد شفيق إذ سعى الأول لاتخاذ هذا الحكم كوسيلة كى يجد لنفسه مكانا بين المتظاهرين ويبدو وكأنه يمثل الثورة المصرية ولذلك فقد وعد، حال انتخابه، بإعادة محاكمة مبارك بينما دعا الفريق شفيق إلى أهمية احترام القانون. فى حين أكدت إذاعة RTL اليوم الاثنين، أن الحكم الصادر صباح السبت الماضى بحق مبارك ووزير داخليته بالسجن المؤبد وتبرئة نجلى الأول وستة من مساعدى الثانى هو حكم تاريخى، إلا أن الإذاعة قد اكتفت بالتأكيد بعد ذلك على نقل مبارك لمستشفى سجن طرة وما صاحب ذلك من موجة البكاء الحار التى أصابته وترتب على ذلك تدهور حالته الصحية. وأذاعت قناة يورو نيوز التابعة للاتحاد الأوروبى والتى تعد من أكبر القنوات واسعة الانتشار اهتماماً خاصاً بالحكم المؤبد على الرئيس السابق حسنى مبارك وقد جاء هذا التناول على ثلاثة مستويات. وأكدت القناة أن المستوى الأول على حالة الغضب التى اجتاحت ميدان التحرير لرفض المتظاهرين والإخوان المسلمين لهذا الحكم، بينما جاء المستوى الثانى من نصيب أسر الشهداء الذين أعربوا عن عدم رضاهم على الإطلاق على هذا الحكم فهو لم يشف غليلهم لقاء دماء أبنائهم، بينما ارتكز المستوى الثالث على المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس الفريق أحمد شفيق وانتقاداته الحادة التى ساقها ليس فقط تجاه محمد مرسى ولكن أيضاً تجاه جماعة الإخوان المسلمين مؤكدين أن حكم الإخوان سيعود بمصر إلى القرون الوسطى.