حدثني صديق وما الفارق في ارتداء شال فلسطيني أو مشاركة صورة تظهر بشاعة ما يتعرض له الأشقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر حساباتنا الشخصية، أو حتى التنديد بما يحدث فيما بيننا بجلساتنا المغلقة، أو حتي مقاطعة المنتجات، وأجبته بأنه وأن لم تعتبر ذلك واجب ديني في دعم أشقائنا أو واجب وطني لدعم العروبة، فأجعله واجب إنساني للحد من سفك دماء الأبرياء وانتصار للقيم الإنسانية على الأقل. كنت أسير بجوار صديق ورأيته يرتدي الشال الفلسطيني، سرعان ما وجهت له الشكر على التذكر والتذكير، فصدمني برد فعله بأنه مؤمن بشكل شديد بأنها مجرد شعارات نرددها فقط وليس لها تأثير، فحرصت أن أريه ولو قليلاً مما يحدث في شوارع وميادين العالم تنديداً بما يفعله العدوان الإسرائيلي الغاشم، وهذا ما كنا نرجوه في كل مرة يقع فيها شهداء بالأراضي المحتلة، بأن يرانا العالم، ويسمع أنين هؤلاء الأبرياء الذين ليس لهم لاحول ولا قوة، فهم يقصفون أطنانا من القنابل يومياً بشكل همجي علي رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ، في تجاهل تام من العالم المتحضر لما يجرى، ويذاع على الشاشات، والذى يعد انهيارا كبيرا لعقود من التحضيرات ومليارات الدولارات التي وجهوها في محاولة منهم لتغير واقعهم الهمجي والارهابي. لعل ما يشاهده العالم رؤى العين منذ السابع من أكتوبر، في كل شارع وميدان في أي مدينة في أي دولة بالعالم، هي مناظر وأهوال وأطفالا ونساء يسقطون يومياً بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم، ونرجو ان يتم وقف كل تلك الانتهاكات التي أصبحت على مرآي ومسمع الجميع، ولعل هؤلاء الذين يؤمنون بالحقوق وبالإنسانية هم شعله الانتصار قريباً والتي ستفرض بقوة على كل هؤلاء المجرمين الذين يحاربون من وراء الستار. فنعم ارتداء الشال او مقاطعة المنتجات او مشاركة صورة للانتهاكات او حتي الحديث في اللقاءات المغلقة، هي انتصار لكل هؤلاء الشهداء الذين يسقطون يومياً لتحرير أراضيهم المحتلة من مغتصبي الأراضي وقتلة الأطفال والنساء والشيوخ، فالحديث والكلمة هما أقوي دليل على المجازر التي ترتكب من جانب عدوان غاشم. حديثي السابق والذي دار مع صديقي كان على بعد بضعة كيلومترات من الأراضي التي نتعلق بها دائما وابداً، نتعلق بها بقلوبنا وروحنا.. في سيناء الحبيبة.