في كثير من الأحيان يكون كسر حاجز الصمت صرخة مدوية ومؤثرة في آن معاً، ذلك أن الاقتراب من حدود الممنوع يفتح صناديق مغلقة على إسرار. وفي عالمنا العربي، لا تزال قضايا التحرش بالأطفال محاطة بجدار سميك من الصمت، وكأنها لعنة لا يجوز الاقتراب منها أو حتى ذكرها.هنا جاء مسلسل "لام شمسية" ليحطم هذا الجدار ويضيء تلك العتمة، ويقدم لنا عملاً فنياً جريئاً ومؤثراً يتناول هذه القضية الحساسة بكل أبعادها، لتوعية المجتمع تجاه حماية النشء. المسلسل نجح في تقديم صورة واقعية ومؤلمة أيضًا لمعاناة الأطفال ضحايا التحرش، وكيف تتشوه طفولتهم البريئة بأفعال بشعة تُرتكب في حقهم، وتسليط الضوء على الآثار النفسية والاجتماعية المدمرة التي يخلفها التحرش على الضحايا وأسرهم. جرأة المسلسل لا تكمن فقط في تناوله لهذه القضية المسكوت عنها، بل أيضاً في طريقة معالجته لها، فقد تجنب المسلسل السقوط في فخ الابتذال أو الإثارة الرخيصة، وقدم لنا عملاً فنياً راقياً ومحترماً، يعتمد على قوة الأداء التمثيلي والإخراج المتقن والسيناريو المحكم. سيظل مسلسل "لام شمسية"، ليس مجرد عمل فني للتسلية، صرخة مدوية في وجه مجتمع يغض الطرف عن معاناة الأطفال، ويسجل دعوة للتغيير والتوعية، لحماية أطفالنا من هذا الخطر المحدق. يظل الفن بمختلف ألوانه المسرح المفتوح الذي يعرض ظواهر المجتمع بواقعيّتها ومحاكاة تفاصليها، وهو ما يجلب تصفيقا حارا من الجمهور الذي يعي تماما جودة العمل، ويفرق بين الغث والثمين