سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عن رسائل الرئيس السيسى في احتفالية ليلة القدر: تقدير جهود المؤسسة الأزهرية.. قلب الاهتمام بناء الإنسان المصري.. الشراكة في ترسيخ القيم.. وحدتنا الحصن الحصين
من أجل شرف ومقام ليلة القدر، أنزل الله _ تعالى_ سورة تتلى إلى يوم القيامة؛ حيث قال في محكم التنزيل (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزُّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر؛ ومن ثم تحتفل جمهورية مصر العربية بصورة مستدامة بهذه الليلة في مراسم راقية وبكلمات رقراقة، وفي تلك المناسبة العطرة، وجه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رسائل تحمل معان، تؤخذ في الحسبان، وتستقر في الأذهان. ثمن الرئيس ما تقوم به المؤسسة الأزهرية، من جهود مضنية، تجاه تعضيد الفكر الوسطي، من خلال سفراء الأزهر في الخارج والداخل؛ حيث أن مكنون المنهج الأزهري يقوم في الأصل على تعزيز قيم بناء الإنسان، وتقويم السلوك؛ فيقدم عبر محتواه ما يغذي به الوجدان، ويصقل المكون المهاري، ويثري المعارف ويعمقها، ويستهدف قدح الأذهان، بمزيد من عمق الفهم، وفق ثوابت تحمل في طياتها، فلسفة الاستخلاف والإعمار على أرض المحروسة، وفي كل شبر من ربوعها، بل وفي شتى بقاع الأرض. جهود المؤسسة الأزهرية مستدامة منذ فجر التاريخ، ولا يستطيع أحد أن يزايد عليها؛ حيث يدرك القاصي والداني، أن الأزهر الشريف قبلة العالم بأسره، ليس كونه مؤسسة دينية؛ لكن كونه مرجعية للوسطية، التي لا تشوبها شائبة؛ فوسطية الأزهر تقوم على حماية مقاصد شرعية تصون الإنسان، وتعلى من قدره، وتحرم وتجرم من يحاول النيل منها؛ ومن ثم لا تسمح المؤسسة الأزهرية لأصحاب الأفكار المتطرفة، أن يعلو صوتها، أو أن ترفع لهم راية؛ فتفنيد مآربهم، ودعواتهم الخبيثة، ومغالاتهم في الدين، صوب مدفعية المؤسسة الأزهرية صاحبة الشموخ والرسوخ. أضحى قلب الاهتمام بالنسبة للدولة المصرية بكافة مؤسساتها، حول بناء الإنسان المصري؛ فقد تجمعت الرؤى نحو حتمية تعزيز الهوية القومية، من خلال ترسيخ للنسق القيمي النبيل، الذي يتبناه المجتمع المصري، ويحافظ عليه منذ مهد حضارته؛ فقد بات الحفاظ على أعرافنا، وتقاليدنا الأصيلة، والحميدة، سياج أمن، وأمان، لأجيال تلو أخرى؛ فمحاولات تشويه الهوية باتت مفضوحة، والتصدي لها، يتطلب شراكة الجميع دون استثناء. نرفع شعارات فحواها: بناء الإنسان لبنة بناء الوطن، وترسيخ القيم النبيلة سفينة النجاة من بحور الظلام، وتشكيل الوعي الصحيح من آليات الحفاظ على مقدرات هذا الوطن الغالي، وطاقات البناء تتقد بمزيد من الاحتواء وتهيئة المناخ الداعم للعمل، وبذل الجهود والعطاء المستدام طبيعة المرحلة للخروج من حالة العوز، واللحمة الشعبية والاصطفاف خلف الدولة رهان مضمون، ومواجهة التحديات من سمات المصريين على الدوام. بناء الإنسان المصري نحصد ثماره في شباب واعي، يعد درعًا منيعًا لوطنه، يصعب أن يستهويه مضل، أو ذو مأرب، يمتلك معتقد وسطي، لا يسمح له بالانحراف، مهما تباينت الأسباب والمتغيرات؛ فهذا شبابنا الراقي يتقبل الجميل والحسن من القول والفعل، ويتفهم صور القبح وما يرتبط به من سلوك غير قويم وقول غير محمود؛ ومن ثم يفرق بين الغث والثمين، وفي ضوء ذلك يتبنى من المعايير ما يجعله يتحكم في أفعاله وأقواله. الشراكة في ترسيخ القيم تعني أننا جميعًا في بوتقة المسئولية؛ من أجل بناء إنسان يحمل بين يديه الراية، ويحقق الغاية، التي تبدو جلية في مسارات استكمال النهضة والإعمار، فيصبح حاميًا ومحافظًا على مقدرات وطنه، يضحي في سبيل بقائه، وحريته، واستقلاله، وهنا ندرك أن التنمية باتت رهن هذا الأمر الجلل؛ حيث يصعب أن نحافظ على هُوِيَّتنا المصرية، بعيدًا عن إنسان يمتلك مقومات الولاء والانتماء على السواء. وفي خضم فلسفة الشراكة، نشيد ونثمن الجهود المؤسسية، التي تبعث الأمل في نفوسنا، عبر ما تقدمه من أعمال وبرامج، تستهدف تعزيز القيم الوطنية، لدى أبناء الشعب المصري العظيم، وبالطبع هناك عمل مضن يبذل حيال التطوير، وفق ماهية التجديد وضوابطه؛ فجمهوريتنا الجديدة التي دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعضد سياستها المعلنة، ماهية العزة، والكرامة، والحرية المسئولة، ونبذ القبيح، وحب الفضيلة، والسماحة، والأخذ بسبل الحكمة، والموعظة الحسنة، التي يتقبلها العقل، ويخفق لها الفؤاد، ويذعن لها الوجدان؛ لنصل إلى النهضة في صورتها المكتملة التي نتطلع إليها. سيظل شعب مصر العظيم في رباط، ولحمة، وتماسك، واصطفاف؛ لأن قيمه وتاريخه موجهة لذلك، هذا الشعب الذي يعشق الحرية، ويحب الإعمار والعمران؛ فحضارته خير شاهد وبرهان، هذا الشعب الذي لا يقبل الضيم، ويقاوم المعتدى، مهما بذل من أرواح ودماء، هذا الشعب بإذن ربه ماض نحو نهضة مستحقة، رغم ما يشوب العالم من متغيرات، وتحديات، وأزمات، لا تنتهي. نعزز ثقة فخامة الرئيس في شعبه، ونؤكد على أن قوة النسيج المصري تدعمه، وتقويه منظومة القيم النبيلة، التي يؤمن بها، متمثلة في الولاء والانتماء والمحب والإيثار وقوة الرباط والاتحاد والتعاون، من أجل حماية ونهضة وإعمار الوطن بشتى ربوعه؛ فليس هنالك مزايدة بين المصريين نحو عشق تراب الوطن؛ فالجميع لديه توافق تام على هذا الأمر الجامع الذي يجعلنا في لحظة واحدة في حالة من التأهب والالتفاف حول مؤسسات الدولة، والعمل على حماية مقدراتنا بكل ما نمتلك من قوة وبعزيمة وإرادة لا تلين. إن وحدتنا تمثل الحصن الحصين للدولة المصرية؛ فرغم امتلاكنا لجيش عظيم، ومؤسسات وطنية مخلصة، وقيادة سياسية رشيدة؛ إلا أن تماسكنا، ولحمتنا، واصطفافنا وراء ما أسلفنا، يشكل المعادلة الرئيسة، التي نحافظ بها على أغلى ما نمتلك؛ فالوطن يسكن القلوب، ويتربع في الأفئدة، وفي سبيل حريته، وأمنه، وأمانه، واستقراره، تبذل الدماء دون مواربة.. كل عام وأنتم بخير.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.