الصحف العالمية اليوم.. بوتين وترامب يتفقان على وقف اطلاق نار محدود في أوكرانيا.. قاضية تلغي حظر دونالد المتحولين جنسيا في الجيش .. أوروبا تتسابق لجذب علماء أمريكا .. و7 ألاف حادثة استهدفت مدنيين فى حرب غزة

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم عدد من القضايا أبرزها اتفاق بوتين وترامب على وقف اطلاق نار محدود في أوكرانيا وإلغاء قاضية لحظر ترامب المتعلق بالمتحولين جنسيا فى الجيش.
الصحف الامريكية:
مسئول إسرائيلي ل ABC: الضربات الموجعة ستستمر حتي تفرج حماس عن الرهائن
صرح مسؤول إسرائيلي لشبكة ايه بي سي نيوز أن حملة الضربات الإسرائيلية المتجددة ضد حماس في قطاع غزة ستستمر حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، قائلا عن الحركة الفلسطينية: "لقد تعرضوا لضربة موجعة الليلة الماضية، وسيستمرون في تلقي الضربات الموجعة حتى يتم إطلاق سراح الرهائن".
وصف المسؤول الذي لم يتم الكشف عن اسمه، هجمات جيش الدفاع الإسرائيلي ضد حماس في غزة بأنها "شكل مختلف من التفاوض"، وقال إن إسرائيل "لم تغلق الباب" أمام استئناف المحادثات عبر وسطاء إذا كانت حماس مستعدة لقبول المزيد من عمليات تبادل الأسرى، ولم يُفصح عما إذا كانت تل ابيب تخطط لتوغل بري جديد في غزة، وقال المسئول ان الهجوم الذي تسبب في مجزرة 17 رمضان سيستمر "طالما اقتضت الضرورة وسيتجاوز القصف الجوي" على حد وصفه.
شهد يوم الأربعاء غارات جديدة على غزة. وأعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أنه هاجم ما أسماه "موقعًا عسكريًا لحماس في شمال غزة، حيث كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق قذائف على الأراضي الإسرائيلية، كما قصفت البحرية الإسرائيلية عدة سفن في المنطقة الساحلية لقطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأربعاء أن خمسة موظفين أجانب يعملون لدى الأمم المتحدة "أصيبوا" بعد غارة في وسط القطاع وأضافت أن الجرحى نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وشكل استئناف إسرائيل لحملتها على غزة نهاية قرابة شهرين من الهدوء النسبي في المنطقة، التي دمرها القتال العنيف منذ أكتوبر 2023. وشهدت وقف إطلاق النار إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا من غزة مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 1800 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، ووفقا للتقرير، يعتقد أن 59 رهينة لا يزالون في غزة 24 منهم على قيد الحياة.
وامس، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده ستتحرك ضد حماس "بقوة متزايدة" وقال في بيان: "من الآن فصاعدًا، لن تجرى المفاوضات إلا تحت نيران العدو لقد شعرت حماس بالفعل بوجود قوتنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأود أن أؤكد لكم: هذه مجرد البداية".
في تحدي لترامب.. القضاء يحكم ان تفكيك ايلون ماسك ل "USAID" غير دستوري
قضت محكمة أمريكية ان تفكيك الوكالة الامريكية للتنمية الدولية من قبل وزارة كفاءة الحكومة التابعة للملياردير ايلون ماسك من المحتمل ان يكون انتهاك للدستور، حيث منع القاضي الى اجل غير مسمى وزارة كفاءة الحكومة من اجراء المزيد من التخفيضات والاقالات في الوكالة.
وفقا لاسوشيتد برس، يلزم الأمر إدارة ترامب بإعادة الوصول إلى البريد الإلكتروني وأجهزة الكمبيوتر لجميع موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بمن فيهم أولئك الذين وضعوا في إجازة إدارية، الا انه لا يصل إلى حد التراجع عن قرارات الفصل أو إعادة إحياء الوكالة بالكامل.
في إحدى أولى دعاوى وزارة كفاءة الحكومة ضد ماسك نفسه، رفض قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية ثيودور تشوانغ في ماريلاند موقف إدارة ترامب القائل بأن ماسك مجرد مستشار للرئيس دونالد ترامب، ووجد القاضي أن تصريحات ماسك العلنية ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر سيطرته على وزارة كفاءة الحكومة، مشيرًا إلى منشور على الإنترنت قال فيه ماسك إنه "أدخل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مفرمة الخشب".
وقال القاضي إنه من المرجح أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID لم تعد قادرة على أداء بعض وظائفها المطلوبة قانونًا، وكتب تشوانج في الأمر القضائي التمهيدي: "إن هذه الحقائق مجتمعة تدعم استنتاج أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أُلغيت فعليًا".
وجادلت الدعوى القضائية التي رفعها موظفو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومتعاقدوها بأن ماسك ووزارة الخارجية الأمريكية لشؤون التنمية (DOGE) يمارسان سلطة يكفلها الدستور فقط لمن يفوزون في الانتخابات أو يثبت مجلس الشيوخ تعيينهم. وقال محاموهم إن الحكم "يوقف أو يلغي فعليًا" العديد من الخطوات المتخذة لتفكيك الوكالة.
لعب ماسك وفريقه دور محوري في تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذي استمر شهرين وفي إحدى الحالات، في أوائل فبراير، منحت الإدارة كبار مسؤولي الأمن في الوكالة إجازة قسرية بعد محاولتهم منع موظفي وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون التنمية (DOGE) من الوصول إلى وثائق الوكالة السرية.
قامت الإدارة، بدعم من ماسك ووزارة الخارجية الأمريكية للتنمية الدولية، بتسريح جميع موظفي الوكالة، باستثناء جزء صغير منهم، من خلال الإجازات القسرية والفصل، وأنهت ما وصفته وزارة الخارجية بأنه 83% على الأقل من عقود برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وكانت هذه الخطوات جزءًا من حملة أوسع نطاقًا من ماسك وإدارة ترامب للقضاء على وكالة المساعدات الخارجية التي يبلغ عمرها ستة عقود، ومعظم أعمالها في الخارج.
بوتين وترامب يتفقان على وقف اطلاق نار محدود في أوكرانيا .. تفاصيل
وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف فوري لمدة 30 يومًا لضرب أهداف الطاقة والبنية التحتية الأوكرانية، وذلك بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم من أن بوتين لم يوافق على وقف إطلاق النار الكامل الذي سعى إليه المسؤولون الأوكرانيون والأمريكيون.
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، اتفق ترامب وبوتين على أن توقف روسيا مؤقتًا الهجمات على أهداف الطاقة والبنية التحتية، ووفقًا لوصف الكرملين للمكالمة، أصدر بوتين "الأمر المناسب على الفور" للجيش الروسي.
وعبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وافق في وقت سابق من هذا الشهر على وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا في محادثات مع مسؤولين أمريكيين في السعودية، عن "شكوكه" بشأن الاتفاق في مؤتمر صحفي عقد في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، لكنه قال: "إذا كان هناك وقف جزئي لإطلاق النار، فهذه نتيجة إيجابية"، وأعلن البيت الأبيض أن مفاوضات وقف إطلاق النار الكامل ستبدأ "فورًا" في الشرق الأوسط، مع إمكانية تطبيقها تدريجيًا، بما في ذلك وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود.
أوضحت روسيا في المكالمة أن الشرط الأساسي لمنع تصعيد الصراع يشمل استئناف الولايات المتحدة تعليقها للمساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وفقًا للكرملين، مع أن البيت الأبيض لم يتطرق إلى هذه الشروط في وصفه للمكالمة.
وأضاف الكرملين أن أوكرانيا وروسيا ستتبادلان أيضًا 175 أسيرًا من كل جانب ، وستنقل روسيا 23 جنديًا أوكرانيًا مصابين بجروح خطيرة إلى كييف ووصف ترامب المحادثة بأنها "جيدة ومثمرة للغاية" في منشور على موقع "تروث سوشيال"، مكررًا ادعائه بأن "هذه الحرب ما كانت لتبدأ أبدًا لو كنت رئيسًا!"، وقال إنه "تمت مناقشة العديد من عناصر عقد السلام، وأن عملية إنهاء الحرب بشكل دائم دخلت الآن حيز التنفيذ الكامل.
أشار التقرير الى انه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب وبوتين قد ناقشا مسألة الأراضي ومحطات الطاقة التي تم الاستيلاء عليها خلال الحرب، وهي عامل رئيسي في أي نهاية دائمة للصراع.
وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بعد وقت قصير من حديثه مع نظيره الروسي: "قال لي بوتين.. إذا كنت صديقي، فلا أكره أن أراك عدوًا لي. قال ذلك بشدة، لكنني مع كل ذلك، كانت تربطني علاقة جيدة جدًا ببوتين".
قاضية تلغي حظر ترامب المتحولين جنسيا في الجيش.. وتصفه ب "مشبع بالعداء"
أوقف قاض فيدرالي أمر تنفيذي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يحظر على المتحولين جنسيًا الالتحاق بالجيش أو الخدمة فيه، حيث حكمت قاضية المحكمة الجزئية آنا رييس من واشنطن ان الحظر ينتهك بند الحماية المتساوية لانه يميز على أساس حالة المتحولين جنسيا ونوعهم.
في الوثائق الرسمية التي اطلعت عليها شبكة ان بي سي، وصفت رييس حظر ترامب انه "مشبع بالعداء"، وكتبت: " لغته مهينة بلا خجل، وسياسته توصم المتحولين جنسيًا بأنهم غير مؤهلين بطبيعتهم، واستنتاجاته لا تمت للواقع بصلة" في إشارة الى ترامب.
وأضافت: "في الواقع، تكمن المفارقة القاسية في أن آلافًا من أفراد الخدمة المتحولين جنسيًا ضحوا و بعضهم خاطر بحياته لضمان حقوق الحماية المتساوية للآخرين التي يسعى الحظر العسكري إلى حرمانهم منها".
وأرجأت رييس تنفيذ أمرها القضائي الأولي حتى يوم الجمعة لإتاحة الوقت للإدارة للاستئناف عليه. وأضافت في أمرها أن الحكومة كان بإمكانها صياغة سياسة توازن بين حاجة الأمة لجيش مجهز وحق الأمريكيين في الحماية المتساوية، وقالت: "لا يزال بإمكانهم ذلك. لكن الحظر العسكري ليس هذه السياسة. لذا، يجب على المحكمة أن تتخذ إجراءات لدعم حقوق الحماية المتساوية التي يدافع عنها الجيش يوميًا".
اشارت التقرير الى ان سياسة ترامب الجديدة تمنع تجنيد الأشخاص المتحولين جنسيًا، وتلزم الجيش بتحديد هوية جميع أفراد الخدمة المتحولين جنسيًا الذين لديهم "تشخيص حالي أو تاريخ من اضطراب الهوية الجنسية، أو يظهرون أعراضًا تتوافق مع هذا الاضطراب"، وهو المصطلح الطبي للاضطراب العاطفي الشديد الناجم عن عدم التوافق بين الهوية الجنسية للفرد وجنسه عند الولادة، وفقًا لمذكرة قدمتها وزارة الدفاع في الدعوى القضائية الأسبوع الماضي.
وبحسب المذكرة، سيتم استبعاد أولئك الذين يحددهم البنتاجون من الخدمة ويجب فصلهم من وظائفهم وسيحصلون على مكافآت نهاية خدمة مشرفة ما لم تظهر سجلاتهم خلاف ذلك.
ترامب يفرج عن 1100 وثيقة جديدة تتعلق ب اغتيال كينيدي.. ماذا جاء فيها؟
أصدرت الإدارة الامريكية امس اكثر من 1100 وثيقة تتعلق باغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي بعد ان تعهد الرئيس دونالد ترامب باتاحة الوثائق المتبقية للجمهور وهو احد وعود حملته الانتخابية ، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الوثائق نُشرت سابقًا بشكل أو بآخر، أو ما إذا كانت جديدة تمامًا.
دعا أمر ترامب مدير الاستخبارات الوطنية والنائب العام إلى تقديم خطة في غضون 15 يومًا "للإفراج الكامل والشامل عن السجلات" المتعلقة باغتيال جون كينيدي.
وفقا صحيفة ذا هيل، أثار اغتيال كينيدي في نوفمبر 1963 نظريات مؤامرة حول المسؤول عن اغتيال الرئيس الخامس والثلاثين، وما إذا كانت هناك مؤامرة أوسع لأشخاص آخرين متورطين، ومن المعروف ان لي هارفي أوزوالد، وهو جندي مخضرم في مشاة البحرية الأمريكية، يعرف بكونه ماركسيا اغتال كينيدي أثناء مرور موكب الرئيس في ساحة ديلي في دالاس، وبعد يومين، أطلق جاك روبي، صاحب ملهى ليلي في دالاس، النار على أوزوالد وأرداه قتيلًا، بينما كان أوزوالد على وشك الانتقال إلى سجن آخر.
وخلصت لجنة وارن، التي تم تشكيها للتحقيق في عمليات القتل، إلى أن أوزوالد تصرف بمفرده في قتل كينيدي، وكذلك فعل روبي في قتل أوزوالد. لكن نظريات المؤامرة، بما في ذلك تلك التي تزعم تورط وكالة المخابرات المركزية والمافيا واحتمال وجود مطلق نار ثان، لا تزال قائمة.
يبلغ إجمالي عدد الوثائق المنشورة 1123 وثيقة، العديد منها يتكون من بضع صفحات، بينما يصل طول بعضها الآخر إلى عشرات الصفحات. وصرح ترامب يوم الاثنين بأنه سيتم إصدار أكثر من 80 ألف صفحة إجمالًا.
أشارت الوثائق المدرجة على موقع الأرشيف الوطني امس الثلاثاء إلى مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة باغتيال كينيدي واعتبارات الأمن القومي في الفترة التي سبقت تلك الفترة وخلالها وبعدها. وتشير بعض الوثائق إلى مصادر ساعدت الحكومة في جمع المعلومات الاستخبارية.
يشير البعض إلى علاقات الولايات المتحدة مع كوبا، بما في ذلك محاولة تدخل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) في نظام الديكتاتور فيدل كاسترو وأزمة الصواريخ الكوبية، ومع أمريكا اللاتينية وفيتنام الجنوبية خلال الأيام الأولى من حرب فيتنام.
الصحف البريطانية
خسائر لا يمكن تصورها..جارديان: 7 ألاف حادثة استهدفت مدنيين فى حرب غزة
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الغارات الإسرائيلية المتجددة ضد قطاع غزة تُمثل أحدث فصل دموي في حربٍ تُسفر عن خسائر فادحة في صفوف المدنيين، مشيرة إلى أن الحرب التي استمرت 15 شهرا شهدت أكثر من 7000 حادثة.
وأوضحت أن معدل الخسائر لم يكن من الممكن تصوره قبل بدء الحرب بين إسرائيل وحماس. وأُبلغ عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني بعد عشر ساعات من استئناف الغارات الجوية الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بما في ذلك، وفقًا لتقرير أولي، استشهاد ستة أفراد على الأقل من عائلة واحدة في هجوم على سيارة شرق خان يونس.
ورغم أنه من السابق لأوانه تحديد عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم في الهجمات التي تقول إسرائيل إنها استهدفت قادةً عسكريين ومسئولين سياسيين في حماس ، إلا أن من المرجح أن يكون عدد المدنيين قد قُتلوا بأعداد كبيرة، وفقا للصحيفة.
وسجلت مجموعة الرصد "إيروورز" أكثر من 7000 حادثة قُتل فيها مدنيون خلال الحرب السابقة التي استمرت 15 شهرًا، وهو صراع كان القصف فيه مكثفًا لدرجة أنه أثار تساؤلات حول مبدأ التناسب العسكري الذي من المفترض أن يقلل من تأثير الحرب على المدنيين.
وتقول إميلي تريب، مديرة منظمة "إيروورز"، التي رصدت تأثير حملات القصف في الحروب لأكثر من عشر سنوات: "يُظهر تحليلنا أن عدد الضحايا يتجاوز بكثير أي شيء رأيناه من حملات جوية مُقارنة في العقد الماضي".
ويُهدف القانون الإنساني الدولي، المُستند إلى اتفاقيات جنيف، إلى ضبط النزاعات المسلحة. ويُتوقع من أطراف الحرب الالتزام بمبدأ التمييز بين العسكريين والمدنيين، ومبدأ التناسب. وتُعتبر الهجمات على الأهداف العسكرية التي تُسبب خسائر فادحة في صفوف المدنيين مُقارنةً بالميزة المُكتسبة، من الناحية النظرية، جريمة حرب.
فاينانشيال تايمز: أوروبا تتسابق لجذب علماء أمريكا الساعين للهرب من قيود ترامب
تتسابق مؤسسات علمية مرموقة في أوروبا وخارجها، لاستقطاب باحثين وعلماء من الولايات المتحدة ممن يسعون للفرار من حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب على الوكالات البحثية في الولايات المتحدة .
وتسعى إدارة ترامب فعلياً إلى شطب المليارات من التمويلات المخصصة لوكالات مثل "المعاهد الوطنية للصحة"، رغم أن قاضياً فيدرالياً أصدر حكماً يعارض فيه إجراء تخفيضات كبرى في هذا السياق.
وتقول صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن جامعة كامبريدج تأتي بين مجموعة من أبرز المؤسسات البحثية الساعية لجذب خبراء في مجالات تتنوع بين الأدوية البيولوجية وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي في ضوء ممارسات واشنطن الضاغطة لتقليص التمويل وقمع بعض ميادين الاستقصاءات.
وقال عدد من الباحثين والمسئولين البارزين في بلدان أوروبية إنهم تلقوا اتصالات من نظرائهم الأمريكيين في ذوي المستويات البحثية البارزة والمتنوعة بشأن إمكانية انتقالهم من الولايات المتحدة.
وقالت نائبة مستشار "جامعة كامبريدج"، ديبورا برينتيس، إنها "بالتأكيد شرعت في التهيؤ والتنظيم"، ملمحة إلى إمكان تمويل دخول مجموعة من "بينها بعض الشخصيات من الولايات المتحدة ممن يرغبون بشدة للالتحاق بالعمل معنا."
وأكدت رئيسة قسم العلاقات الحكومية في "الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم"، جوان بادرون كارني، أن دولاً أخرى، من بينها الصين وفرنسا، عبرت عن سعادتها الغامرة بالسعي إلى اجتذاب باحثين مقيمين في الولايات المتحدة للعمل في جامعاتها، ومختبراتها، وصناعاتها، قائلة "هناك دول أخرى اعترفت بأن ما يحدث يمثل فرصة يمكن استغلالها لمصلحتها."
وترى رئيسة "مجلس البحوث الأوروبية" التابع للاتحاد الأوروبي، ماريا ليبتين، أن المناخ السياسي في الولايات المتحدة "غير مشجع لإجراء بحوث يقودها محققون مستقلون"، وقد تسبب ذلك في إثارة مشاعر القلق لدى رفاقهم الأوروبيين الذين ربما يستطيعون توفير ملاذاً لذلك.
وتعلق ليبتين على الأمر قائلة "ما يمكن أن نفعله، هو أن نوضح لرفاقنا المقيمين في الولايات المتحدة أن المجتمع البحثي الأوروبي ومموليه يعربون عن ترحيبهم بقدوم مثل هؤلاء إلى أوروبا، بغض النظر عن جنسياتهم، ممن يجدون أن خياراتهم لإجراء بحوث علمية مستقلة باتت مهددة."
وذكر عميد "معهد كارولينسكا لبحوث الأدوية البيولوجية" السويدي، ستين لينارسون، أن مؤسسته من المرجح لها البدء في إعلان عن وظائف شاغرة في وقت مبكر، وتبحث عن سبل لمساعدة باحثين أمريكيين يبحثون عمّا وصفه "بحفرة تحت الجدار" للهروب منها.
وأفاد بأن "زملاءنا في العمل أبلغونا أن لديهم رفاقاً في الولايات المتحدة يبحثون عن أي مكان قادر على مجرد توفير أرضية لهم لكي يواصلوا مسيرتهم، لذا يمكننا أن نعطيهم هنا 'منحة تفرغ'، مدتها ستة أو 12 شهراً، وهذا أمر سهل للغاية."
وقادت المحنة الراهنة الباحثين في الولايات المتحدة وخارجها للتساؤل بشأن ما إذا كانت تلك البلد آخذة في التحول عن مسارها الذي انتهجته في أعقاب الحرب العالمية كدولة قوية داعمة للاكتشافات العلمية واسعة النطاق باعتبارها محركاً للابتكار والنمو الاقتصادي.
وتقول صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن مجتمع العلوم في الولايات المتحدة وقع بين "شقي رحى" نظراً للهدف المزدوج لحكومة ترامب بتقليص الإنفاق الحكومي، من جانب، وتحجيم البحوث العلمية المتعلقة بالتنوع، وبعض اللقاحات والأمصال، وبحوث المسببات البشرية للتغيرات المناخية، على الجانب الآخر.
ويقول علماء ومديرون بارزون في الولايات المتحدة إن نقطة النهاية لتلك العملية غير واضحة، نظراً لنقص الشفافية، والتعديلات المستمرة، والتحديات القانونية التي تنطوي عليها التغيرات المقترحة.
بيد أن انعدام اليقين، في حد ذاته، يمثل عاملاً مدمراً للغاية، على حد وصف هؤلاء العلماء، الذين فسروا الأمر بقولهم، إن من بين الباحثين عدداً من العلماء الشبان الساعين للحصول على درجات الدكتوراه، الذين باتوا لا يعلمون ما اذا كانوا سيحصلون على تمويل لمسارهم الأكاديمي.