"مش عارف أدى صوتى لمين؟" هذه الجملة بدأت تتردد على ألسنة العديد من المصريين بعد صعود كل من الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق لمرحلة الإعادة. فالعديد يرددون أننا صرنا فى اختيارين كلاهما مر. جزء لا يستهان به لا يريد الدكتور محمد مرسى الإخوانى رئيسًا لمصر أو من أى تيار إسلامى خاصة بعد إخفاق هذا التيار فى العديد من القضايا والمواقف بالإضافة لبعض آراء التيارات السلفية المتشددة تحت قبة البرلمان وخارجه حول حرية الفكر والإبداع، العديد يضعون التيارات الإسلامية فى سلة واحدة ولا يعرف الفروق بينها.. إلخ من قضايا الحريات العامة والشخصية. على الجانب الآخر هناك العديد من المصريين لا يريدون انتخاب الفريق أحمد شفيق رئيسًا لمصر لأن بانتخابه تتم إعادة إنتاج النظام السابق بكل ظلمه ومساوئه. لذلك يتساءل العديد: وما الحل إذًا؟ الاقتراح الذى أراه وجيهًا ومن الممكن تقديمه للحيارى هو تنازل الدكتور محمد مرسى فى مرحلة الإعادة للمرشح الثالث السيد حمدين صباحى. فصباحى يلقى قبولاً من الكثير من فئات ومكونات المجتمع المصرى المسلمين والأقباط. بالإضافة لاحتسابه مرشحًا ثوريًّا. بمعنى أدق التوافق الوطنى موجود فى حالة صباحى وغير موجود فى حالة الدكتور مرسى. أقسم بالله إذا ارتضت جماعة الإخوان المسلمين هذا الطرح فإن المصريين جميعًا لن ينسوا لها هذا الموقف الوطنى المشرف والذى قدمت فيه مصلحة الوطن على مصلحة الجماعة والحزب. كما أن الجماعة بموقفها الوطنى هذا ستنفى عنها تهمة التكويش التى يتهمها بها العديد من القوى. أما إذا لم ترتض الجماعة هذا الطرح وصممت على استكمال الدكتور مرسى مرحلة الإعادة فإننى أزعم ساعتها أنها قدمت لشفيق خدمة العمر لأن هذه هى فرصته للصعود لأن العديد ممن صوتوا لصباحى وأبو الفتوح أعتقد سيقاطعون الانتخابات بالاضافة إلى أن أكثرية الإخوة الأقباط سيخرجون للتصويت لصالح الفريق شفيق وأيضًا العديد من المسلمين بالإضافة للعديد من أصحاب الفكر والإبداع كذلك سيفعلون لخشيتهم من تصاعد التيار الإسلامى. لسبب بسيط، وهو أن شفيق لم يتحدث فى يوم من الأيام عن الإبداع الضال والمضل ولم يقم دعوى ضد الفنانين يتهمهم فيها بازدراء الأديان ولم يدعُ فى يوم من الأيام لتحطيم التماثيل أو طالب بعدم الوقوف حدادًا.. إلخ من مواقف أزعجت الكثير ساعتها. إذًا شفيق أقرب للفوز فى مواجهة محمد مرسى لكنه أبعد عن الفوز فى مواجهة صباحى. فهل من مجيب؟
