قبل أن تلوم الناس وتلعن الجهل وتبحث عن أسباب وهمية ولهو خفى اصمت لحظة وفكر.. فقط شغل مخك.. واسأله ما معنى حصول مرشح من نظام وُصف بالفاسد وتعرض لأكبر حملة من أرباب الفيس بوك وأكابر التويتر ومغاويير الفضائيات وأباطرة ساكنى أبراج الإعلام العاجية على كل هذه الأصوات؟ كيف تناسى كل هؤلاء أن هذا يعود بنظام كرهه الجميع؟ كيف نسى الناس دماء الشهداء ولم تكد تجف؟ كيف وكيف وألف سؤال ومليون علامة استفهام. لكنك يا أخى قد لا تكون مندهشاً لو كنت تتابع عشرات المنعوتين بالنشطاء السياسيين مثلى على المدعو تويتر أو والمسمى فيس بوك منذ بداية الثورة. أما إذا لم تكن تتابعهم فدعنى أروى لك أن معظمهم اعتبروا أن نزولهم الميدان لمدة ثمانية عشر يوماً أنساهم أن تلك كانت البداية وهناك عمل كثير لتثقيف الشعب وترسيخ مبادىء الثورة الأساسية وأهمها مفاهيم الحرية وأسس وقيود ممارستها. هؤلاء نسوا أنهم أصبحوا قدوة ومثلاً بالتصرفات على أرض الواقع.. وليس بالكلام والتغريدات التى لا يشاهدها إلا من لا يحتاجونها أصلاً. ماذا فعل هؤلاء النشطاء ومدعى الثورة سوى خدمة أعدائها؟ من أفادوا؟ وهل أفادوا عامة الشعب أم أفادوا دعاة الفوضى وأثبتوا سريعاً كلام مبارك عندما قال "أنا أو الفوضى"؟ هل نزل هؤلاء النشطاء الذين نشطوا فقط فى مقارعة ومحاربة المجلس العسكرى إلى المدن والقرى والنجوع ليكونوا بالقرب من الناس؟ عندما يرى عامة الشعب البعض يهاجم وزارة الدفاع أو الداخلية وهم يتضورون جوعاً ثم يجدون ما يشبه الإجماع على تأييد هذا العبث بحجة إسقاط حكم العسكر وهو ما رآه الناس واقع وجارٍ أيقنوا أن هناك شيئا خطأ فى فكر هؤلاء الناس. عندما رأى الناس المتاجرة بدم الشهداء تجرى علنا وعلى رءوس الأشهاد لخدمة أهداف سياسية ضيقة ضاقت نفوسهم وإرتعدت فرائضهم. عندما يرى الناس رموز الثورة، وأخص بالذكر هنا الدكتور البرادعى، يشكل حزباً بعد ثمانية عشر شهرا بالتمام والكمال من ثورة ناجحة ثم يشاهدون تحليلات عن بطء مبارك الشديد فى اتخاذ القرار أثناء الثورة (!!) ثم رأوه لاحقاً يطالب بحل مجلس الشعب والبدء من جديد على أسس أخرى بعد عام من بدء خارطة طريق الجيش أليس من حقهم أن يتسائلوا عن كيفية تفكير أرباب الفكر الثورى؟ الشعب شعر أن هناك من له مصلحة فى استمرار الفوضى بينما يصدح ليل نهار بكلمات الثورة وأناشيدها ولا يعلم الناس من أعطاه التوكيل الدائم فى التحدث باسمهم، حيث إننا تعلمنا منذ الصغر قوانين نيوتن الذى يقضى أحدها بأن لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار و(مضاد) له فى الاتجاه فهل نعجب بعد ذلك من حصول شفيق على هذه الأصوات؟ أقول صادقاً أن شفيق لم يكن يحتاج إلى دعاية ضخمة ومصروفات هائلة لينجح.. فقد تكفل الذين ضربوه بالأحذية والذين طاردوه بالسخرية فى كل مكان باستكمال شروط صعوده لدى شعب أصبح يتوق إلى أمن واستقرار ظن – ومعه كل الحق – أن مجانين الثورة من أجل الثورة أفقدوه إياها وليس له من نصير إلا أكثر الأصوات تشددا ًهناك على الجانب الآخر. إخوانى الأعزاء: الشعب لم يكفر بالثورة بل أنتم من إنحرفتم بها وتعاليتم بأفكاركم وتخليتم عن بسطائها حتى سأمكم الشعب بكل بساطة ورأى فيكم مثلاً أسوأ من سابقيكم والشعب لا يحتاج أن يتعلم بل أنتم الذين تحتاجون لمحو أميتكم الفكرية والسياسية. الشعب فقط أراد أن يعطينا صفعة على قفانا لنفيق أو قل يملص لنا أذاننا حتى نصحو ونهبط إلى أرض الواقع. لا يفهمن أحدكم أنى أؤيد شفيق أو سأفعل.. بل إننى مضطر لتجرع السم وبصراحة سأؤيد مرشح الإخوان فهو على كل حال يحمل فكراً وأملاً مختلفاً ومن حقه وحقهم أن يحصلوا على فرصتهم كاملة بشرط ألا يمسوا حالياً أو مستقبلاً الخيار الديمقراطى المتمثل فى تداول السلطة عن طريق الصندوق بنزاهه وإلا سيتلقوا ضربة قاصمة تقضى على مشروعهم بل وتقضى مستقبلاً على أى مشروع إسلامى.