أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مدارسة حديث النبى صلى الله عليه وسلم ليست مجرد استماع أو رواية للتاريخ، بل هى تجربة حية تُعاش بكل تفاصيلها، مستشهدًا بحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي يصف جود النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ومدارسته للقرآن مع جبريل عليه السلام. وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "مدارسة مع رسول الله"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن اللقاء برسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المدارسة لا يقتصر على استذكار سيرته، بل هو مشاركة حقيقية في كلماته التي كانت وحيًا ونورًا، مشيرًا إلى أن الحياة الحقيقية تبدأ حينما يصبح كلام النبي صلى الله عليه وسلم منهجًا يُعاش وليس مجرد كلمات تُسمع. وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن غائبًا عن أمته حتى بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، مستدلًا بحديثه الشريف: "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض عليّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم"، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم حاضر بروحه في حياة كل مؤمن يسير على نهجه. وشدد على ضرورة التأمل في معنى المدارسة، ليس كدرس يُلقى، بل كحالة روحية تضيء القلوب وتنير الأرواح، متمنيًا أن يكون كل مسلم شريكًا في هذه المدارسة الحية مع الرحمة المهداة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.