ذات صباح باكر استيقظنا جميعاً على خبر تزين قائمة «فوربس الشرق الأوسط» اسم دكتورة رشا راغب صداره قائمتها لأقوى 20 سيدة عربية في القطاع الحكومي بنسختها الأولى، مع تسبيب بأن السبب وواقع الاختيار عائداً لكونها من أكثر السيدات تأثيرًا في المناصب القيادية للمؤسسات الحكومية والعالمية، مع استثناء لسيدات المناصب الوزارية والبرلمانية، لتنهال بعد هذا الخبر التهاني والتبريكات من جميع من يعرف دكتورة رشا على المستوى الإنساني او العملي، ولكنها أمام كل هذا لم تصدر تصريحًا واحدًا، بل سارت على نهجها واستمرت في دعمها لمن حولها، كعادتها دائمًا، فهي صاحبة عادة في انها لا تتحدث بل تدفع كل أعمالها تتحدث عنها، هكذا هي رشا راغب، التي تتجاوز عن عمد كل الألقاب ولتنقش حروف اسمها لها بات اليوم علمًا من أعلام مصر، لما حققته من إنجازات مشهودة ونجاحات مرصودة في قدرتها على إعادة تشكيل مفهوم هيكلة الأدوار القيادية القائمة على إستراتيجية بناء الإنسان وصناعة مستقبل يليق به داخل المؤسسات الحكومية. لم تبكي الدكتورة رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية للتدريب، حين علمت بخبر اختيارها على رأس قائمة فوربس، ورغم انه إنجاز على قدر عظمته، إلا أنه لم يحرك فيها شعورًا يدفعها للبكاء، لكنها بكت انهمرت دموعها ولم تخفيها او تخجل من كشفها، حين نظم فريق العمل معها وطلابها من الأكاديمية الوطنية للتدريب، تكريمًا يليق بها لما قدمته ومستمرة في تقديمه، بشكلٍ مفاجئ لها ودون اي علم او دراية منها بأمر هذا التكريم المفاجئ، فتقف أمامنا رغم انها العظيمة والقائدة والمعلمة والمثل الأعلى و و و عاجزة ينتابها مزيج جمع بين الفرحه والأمتنان لكل من شارك بهذا الحفل، وهنا كان رده رده فعلها كلمة عفوية، أثرت في جميع الحاضرين قالت فيها " دي أحلى حاجة اتعملتلي في حياتي تقريبًا..واختيار مجلة فوربس لي حاجة عظيمة لكن مبحسش بجمالها إلا وأنا معاكم وبشوف ردود الفعل من اللي حواليا من عيلتي وانتوا عيلتي الكبيرة وأصحابي والمكان الأقرب لنفسي في كل تاريخي المهني وهو الأكاديمية للتدريب" . كلمات خجولة ومقتضبة، إنما عبرت عن حالة واقعية تعيشها تلك السيدة العظيمة ، التي أسعفنى القدر والظروف السعيدة أن ألتقيها لمرتين متتاليتين، كان آخرها تلك الاحتفالية التي أقيمت داخل الأكاديمية الوطنية للتدريب، لأشدها قائدة لا تعني بما تحصده من ألقاب ولا تعتني بما تحققه من جوائز ولا تلقي بالًا للحفاوات التي تحظى بها تقديرًا لها، وإنما تعنى وتتأثر بنجاحها الفعلي وسعادتها الحقيقية هى نجاح من حولها، وكأنها ام وضعت البذرة وتنتظر أزهارها، فما يسعدها نجاح من حولها لما له من انعكاس لجهدها بمنظومة العمل التي تعمل على رأسها ومعها، وهنا يكون للجهد معنى وللشغف نتيجة وللنجاح رؤيا ومذاق خاص لديها. بمتابعتي الحثيثة لها ولما تحققه من مستويات هائلة من النجاح الفترة الماضية، رأيت فيها جانبًا آخرًا من جوانب النجاح، يعلم أدواته كل من القاصي والداني ، لكن نادراً هو من لديه القدرة على إمتلاك أدواته الكاملة، ولاسيما في البُعد الإنساني الذي تميزت بإمتلاكة تلك الأيقونه ، بما تعنيه مفردات المثالية من معنى، ورغم انها امرأة الا انها نجحت بإدارة مصنعًا يعكف على الاستثمار في العنصر البشر، وتأهيل قيادات شابة قادرة على حمل الأمانة في تخصصات عدة، تحمل مسئولية الصغير قبل الكبير، امرأة من طراز خاص قادرة علي التأثير في الجميع، فالشاهد يجد ان حتى العاملين البسطاء يحتفون بقدومها وكأنها الأم الحانية على صغارها رغم صغر سنها، الا انها عرفت بالقيادية السخية بالخير الذي لا ينضب والعطاء المتجدد، التي تضع مصلحة من حولها نصب أعينها فتظل صاحبة البصمة الإيجابية لكل من يحظى بالعمل معها. نجحت الدكتورة رشا راغب، في الجمع بين أصول الحكمة والقيادة ومعاني الإنسانية، فأضحت اليوم قائدة من طراز خاص وصلت معها الأكاديمية الوطنية بالتدريب، لتكون معقلًا للاستثمار في العنصر البشري وخلق قاعدة شبابية واعدة مؤهلة قادرة على حمل شعلة القيادة في جميع المجالات، على كافة الأصعدة السياسية والإدارية والمجتمعية بمصر والمنطقة.. نعم، تميزت دكتورة رشا راغب، لأنها رفعت من سقف فكرة صناعة الحلم داخل نفوس الكثير من الشباب الطامح، فنجحت وباحترفية غير مسبوقة وشُهد لها عالمياً، أن تصيغ المستقبل بطريقة مبتكرة، كان أساسها إعادة بناء فكر الإنسان كخطوة أولى، وأن الاستثمار البشري لن يكون استثمارًا ذو عائد إلا بإعادة صياغة مستقبل ذو فكر ممنهج وقيادي. تكشف نجاح هذا النهج حينما صرح أحد القيادات البارزة بالمدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة في حديثه مع الدكتورة رشا راغب أثناء زيارتها المدرسة بفرنسا قائلاً: "إنه يتم حالياً إعادة هيكلة المدرسة الفرنسية لتتشابه مع ما تقدمه الأكاديمية على أرض الواقع بمصر"، فليس علينا سوى أن نتفحص ونتحقق من أسباب وصول الأكاديمية الوطنية للتدريب للريادة العالمية في التدريب وإفراز القيادات، للدرجة التي عززت الرغبة الفرنسية من محاولة الوصول لما وصلت له المدرسة المصرية من ريادة حقيقية، لكن ليس علينا سوى الاعتراف بأننا أمام صرح علمي تدريبي يترأسه سيدة تضع للمسئولية الملقاة على عاتقها اعتبارًا، والأمانة التي حملتها القيادة السياسية نصب أعينها، فتقدم كل ما لديها من وقت وجهد سبيلًا لتحقيق ما نصبو إليه من محاولة لإعادة صياغة المستقبل. وإن بغاية الأسف لأنني مضطرة أن ألخص شخص الدكتورة رشا راغب، في بضعة سطور لايسعفنى يها سوى قليل من الكلمات، إلا أننى بالكاد سعيت جاهده أن أبرز بعضًا مما تتميز به هذه السيدة العظيمة، التي علمتنا انا وزملائي، أن النجاح تتعمق جذوره في الإنسانية وينمو بالكد والجهد والاجتهاد والصدق بالتعلم ، فالنجاح منظومة متكاملة الأركان ، لاوجود له بالنظرية الفردية والأبحاث النظرية التقليدية، وأول خطوات القيادة الحكيمة هي تخليكعن نهج لغة الأنا، فلاا مذاق لنجاح ولا وجود لقائد الا إذا رأى الفخر والسعادة به في وجوه من حوله. رشا راغب الأم.. لكي مني كل التحية ولكل من حولك كل التقدير .. خالص الوفاء والشكر لكي معلمتى، لأنك أحييتى شعلة الحلم فينا وتحول على يدك من مجرد فكرة وخيال إلى واقع ومآل.. شكرًا لأننا تعلمنا منك ان لغة الضمير هى لغة العمل والحديث، فكان اتباع أداء الأمانة حقها هو عهدك، ووفاؤك لعهدك للرئيس فينا كان قاطع، وفنجحتى بإدارة منظومة عمل تفردت بفكرك، فكرٌ قيادى جمعتى فيه بين المسئولية وعناصر الإنسانية.. شكرًا يافندم من القلب.