سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتخابات ألمانية على غير هوى الألمان.. تظاهرات ضد المرشح الأوفر حظًا لتحالفه مع اليمين المتطرف.. أولاف شولتز يفقد شعبيته بعد تدهور الاقتصاد في عهده.. ومكافحة الهجرة أولوية فى برنامج المرشحين الأوفر حظًا
أيام قليلة تفصل ألمانيا الدولة الأقوى اقتصاديًا في أوروبا عن الانتخابات المبكرة، التي من المفترض انعقادها 23 فبراير المقبل، بدلأً من سبتمبر، بعد خلافات في الحكومة الألمانية، تدهور على أثرها الاقتصاد الألماني، وزادت الفرقة السياسية، بعد تبنى أحزاب اليمين المتطرف، برامج حملاتهم على هوى المواطنين الذين تأثروا بالتضخم الحالي. وبالتزامن مع الحملات الانتخابية، تظاهر عشرات الآلاف في مدن ألمانية عدة ضد اليمين المتطرف، احتجاجًا على تقرب فريدريش ميرتس، مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لمنصب المستشار، وهو الأوفر حظا في استطلاعات الرأي، مع حزب البديل من أجل ألمانيا لتمرير اقتراح غير ملزم في البرلمان يدعو إلى منع دخول جميع الأجانب غير المسجلين إلى البلاد. ووفق أحدث الاستطلاعات، ما زال المحافظون في الصدارة مع نحو 30% من التصويت، في حين يحل خلفهم البديل من أجل ألمانيا، بينما تقاربت نتيجة التصويت لكل من الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر 15%. وأكدت أحزاب المحافظون خلال اجتماع في البرلمان الاثنين أنهم يستبعدون تشكيل حكومة مع حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يحتل المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي. في وقت سابق من هذا الشهر، يتصدر موضوع الهجرة اهتمامات 37% من الناخبين، متفوقًا بذلك على القضايا الاقتصادية والصراعات الدولية. وساهمت الأحداث الأخيرة داخل ألمانيا وخارجها في تصاعد النقاش حول الهجرة، من بينها الهجوم الدامي على سوق عيد الميلاد في مدينة ماجديبورج، الذي نفذه شخص كان يحمل وضع لاجئ في ألمانيا، بالإضافة إلى عدة هجمات بالطعن من مهاجرين في عام 2024، دفعت العديد من الناخبين للمطالبة بتشديد سياسات الهجرة وزيادة الرقابة، الأمر الذى استجابت له الأحزاب السياسية وأعلنت في برامجها عن سياسات أكثر تشددًا . ومن المتوقع أن يحصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب البديل لألمانيا معا على أغلبية مريحة من المقاعد في البرلمان، ولكن بشكل عام، يتزايد القلق من احتمال أن يكون من الصعب تشكيل حكومة مستقرة. من هو المرشح الأبرز في الانتخابات الألمانية ؟ وتشير شبكة بى بى سى، إلى أن فريدريش ميرز هو المرشح الأوفر حظا ليصبح المستشار القادم، ولكن كل حكومة ألمانية يجب أن تشكل ائتلافا، يحصد أغلبية، حتى يستطيع الزعيم أن يكون المستشار . وتعد السيطرة على الهجرة وإنعاش أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي القضيتين الرئيسيتين في هذه الانتخابات المبكرة، التي اندلعت بعد انهيار ائتلاف المستشار أولاف شولتز من يسار الوسط في أواخر العام الماضي. وقد انكمش أكبر اقتصاد في أوروبا للعامين الماضيين، متأثراً بأسعار الطاقة المرتفعة والمنافسة الصينية الشرسة، وبالتالي تحتاج الحكومة المقبلة إلى تغيير هذا الوضع وإحياء الصناعة الألمانية. كما أدت سلسلة من الهجمات المميتة إلى زيادة الضغوط على الأحزاب الرئيسية لإصلاح قواعد الهجرة واللجوء، وتعزيز الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، حيث لا تزال الهجمات التي وقعت في مانهايم وزولينجن وماغديبورغ وأشافنبورغ حاضرة في الأذهان الألمانية. وعلى الرغم من عدم استعداد أي حزب آخر للسماح لحزب البديل من أجل ألمانيا بالانضمام إلى الحكومة، فإنهم إذا جاءوا في المرتبة الثانية وحصلوا على 20% من الأصوات، فقد يضاعفون عدد مقاعدهم في البوندستاغ. ونشير الى أن هناك خمسة مرشحين لمنصب المستشار، فإذا تمكن الحزب الأكبر من تأمين اتفاق ائتلافي مع حزب أو حزبين آخرين، فسوف يرشح الرئيس عادة زعيم الحزب لمنصب المستشار، ثم يعقد البرلمان اقتراعا سريا لاتخاذ القرار.
فمن هم المرشحون الخمسة لمنصب المستشار الألماني؟ 1- فريدريش ميرز المرشح الأوفر حظا في السباق لرئاسة ألمانيا هوفريدريش ميرز، الذي يتقدم حزبه الديمقراطيون المسيحيون بفارق يصل إلى 10 نقاط في استطلاعات الرأي، وقد تم اختياره كمرشح لمنصب المستشار متقدما على ماركوس سودر، زعيم الحزب الشقيق لهم في بافاريا، الاتحاد الاجتماعي المسيحي. وميرز يبلغ من العمر 70 سنة، وهو محافظ اجتماعي مؤيد للأعمال التجارية، وقد تفوقت عليه أنجيلا ميركل في الحزب الديمقراطي المسيحي عام 2002،وترك بعدها السياسة وعمل في مجالس إدارة البنوك الاستثمارية، وبدأ الطيران كطيار هاوٍ. وتولى ميرز بعد ذلك رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وهو يترشح تحت شعار "ألمانيا التي يمكننا أن نفخر بها مرة أخرى". وبرنامج ميرز يعد بتقييد الهجرة وخفض الضرائب وخفض 50 مليار يورو من الإنفاق على الرعاية الاجتماعية في محاولة لإنعاش الاقتصاد الألماني المتعثر، كما وعد بتعزيز المساعدات لأوكرانيا. ولكنه أثار رد فعل عنيف قبل الانتخابات عندما سعى إلى تشديد قواعد الهجرة بالاعتماد على أصوات حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف . 2- أولاف شولتز تولى أولاف شولتز بالفعل منصب المستشار لأكثر من ثلاث سنوات على رأس ائتلاف غير شعبي انهار في خلاف حول تخفيف قواعد الديون الصارمة في ألمانيا. وواجهت حكومته صعوبات منذ البداية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأثير الحرب الروسية الشاملة في أوكرانيا على الاقتصاد الألماني، حيث أصبحت ألمانيا أكبر مانح للمساعدات لأوكرانيا في أوروبا. وتحدث شولتز عن نقطة تحول في تعزيز السياسة الدفاعية الألمانية والإنفاق العسكري ولكنه اتهم بالتصرف ببطء شديد أو في وقت متأخر للغاية. ويعتقد كثيرون في حزبه الديمقراطي الاجتماعي أنه كان ينبغي له أن يسمح لزميله في الحزب بوريس بيستوريوس بالترشح لمنصب المستشار بدلا من ذلك. 3- أليس فايدل وهي أول مرشحة لحزب البديل من أجل ألمانيا لمنصب المستشارة منذ إنشاء الحزب في عام 2013، ورغم أن فرصتها في الفوز بالسلطة ضئيلة، لكنها أصبحت تحظى بشعبية لدى الناخبين الشباب على تيك توك، وقد وضع حزبها نصب عينيه الانتخابات المقبلة التي ستجرى بعد أربع سنوات. وتحظى فايدل بدعم إيلون ماسك، الذي قال إن المحللة السابقة في جولدمان ساكس لا يمكن أن تكون متطرفة يمينية لأن "لديها شريك من نفس الجنس من سريلانكا". ومع ذلك، فقد دعمت الترحيل الجماعي للمهاجرين، وتبنت مصطلح "إعادة الهجرة" المثير للجدل إلى حد كبير، كما تريد إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا. 4- روبرت هابيك لعب حزب الخضر بزعامة روبرت هابيك دوراً رئيسياً في حكومة شولتز بصفته نائباً للمستشار ووزيراً للاقتصاد. ولكن واحدة من سياساته الرئيسية، وهي التخلص التدريجي من أنظمة التدفئة التي تعمل بالوقود الأحفوري في ألمانيا، كان لا بد من تخفيفها، مما أدى إلى انخفاض حاد في شعبية الحكومة في استطلاعات الرأي. واتخذ هابيك، موقفا صارمًا بشأن المساعدات لأوكرانيا، وانتقد بشدة فريدريش ميرز لاعتماده على أصوات حزب البديل لألمانيا في البرلمان. 5- سارة واجينكنيشت وعلى غرار حزب البديل لألمانيا الذي تتزعمه أليس فايدل، تدعم سارة فاجينكنيشت وحزبها BSW علاقات أوثق مع روسيا، كما نجحا في بناء قاعدة دعم قوية في ألمانياالشرقية. وتصف فاجنكنيشت سياساتها بأنها المحافظة اليسارية وتقدم نفسها كبديل لحزب البديل من أجل ألمانيا، وتدعم فرض قيود صارمة على اللجوء والهجرة. كما تتقاسم معارضة حزب البديل لألمانيا للدعم العسكري الألماني لأوكرانيا، وقد اتُهمت بترديد روايات الكرملين بشأن الحرب. لكنها قد تواجه صعوبة في الوصول إلى الحد الأدنى الوطني البالغ 5% اللازم لدخول البرلمان. كيف تجرى الانتخابات الألمانية؟ وتجري انتخابات البوندستاغ عادة كل أربع سنوات - وكان من المقرر أن تجرى هذه الانتخابات في 28 سبتمبر 2025 ولكن تم تقديم موعدها بسبب انهيار حكومة شولتز. ويُسمح لأي حزب يفوز بنسبة 5% من الأصوات الثانية بالدخول إلى البوندستاج، ثم يستخدم قوائم ولاياته لاختيار أعضاء البرلمان، كما تم إلغاء قواعد التصويت المعقدة التي كانت تعني أن البرلمان المنتهية ولايته كان يضم 733 مقعدًا، وهذا يعني أن البرلمان الألماني القادم سوف يضم 630 مقعدًا وهو ما يعني انخفاضًا يزيد عن 100 مقعد.