قالت الكاتبة باولا روزاز، ومراسلة صحيفة إيه بى سى الإسبانية، فى تقرير لها حول الانتخابات الرئاسية المصرية، التى بدأت اليوم، الأربعاء، وغدا، الخميس، إن "الحملة الانتخابية للمرشح عبد المنعم أبو الفتوح العضو السابق لجماعة الإخوان المسلمين، والذى يبلغ 61 عامًا كانت من أفضل الحملات فى الجهات السياسية المصرية بالنسبة لى"، مضيفة " أرى الحملة الانتخابية لأبو الفتوح من أكثر الحملات الرائعة والأكثر إثارة فى هذه الانتخابات، كما أن الرمز الذى اختاره (الحصان) أثار إعجابى كثيرا لأنه يشير إلى القوة والصلابة، كما أن أبو الفتوح هو الرجل الذى يحمل العديد من الوجوه، حيث إنه حظى بدعم من السلفيين والثوريين الشباب وعلى رأسهم وائل غنيم، الذى أوجع الآلاف من المصريين ببكائه على شهداء 25 يناير، ووصفت أبو الفتوح بالرجل "الصلب والقوى والطموح". وأشارت باولا إلى أن أبو الفتوح لديه خبرة واسعة فى المنظمات الخيرية الكبيرة وانفصاله عن جماعة الإخوان المسلمين بعد رفضهم ترشيح أحد فى الانتخابات الرئاسية يؤكد مدى جرأة وإصرار هذا الرجل لتحقيق طموحاته والوصول إلى ما هو يرغب به ولذلك فإنى أراه الأنسب لهذه الفترة فى مصر حتى يحقق لها الديمقراطية لما يتميز به من عزيمة وإصرار. وأوضحت أن أبو الفتوح ليس كما الإخوان المسلمين، الذين ظهروا فيما بعد الثورة المصرية، ولكنه كان مع الشباب المصرى فى ميدان التحرير من البداية، وليس كما يقال عليه أنه ليبرالى مع الليبراليين وسلفى مع السلفيين". ووصفت باولا المرشح عمرو موسى ب"الرجل الغامض المعروف" قائلة "موسى رجل معتدل ولكنه غامض وما يميزه عن غيره من المرشحين أن وجهه واسمه معروف لحد كبير لأنه كان وزيرا للخارجية خلال 10 سنوات لمصر، كما أنه كان أمينا سابقا لجامعة الدول العربية، ولكنه فى الوقت ذاته رجل غامض للكثير من المصريين فلا يوجد له هوية ثابتة، كما أن جميع الردود على الأسئلة التى طرحت عليه خلال لقاءاته كانت ردودا دبلوماسية مما أثبت أنه كان وزيرًا للخارجية جيد، لدبلوماسيته الشديدة فى الإدلاء برأيه. وأشارت الكاتبة إلى أن مصر تعانى من نسبة أمية تصل إلى 40% والكثير منها ترى أن موسى هو الأفضل والأنسب لرئاسة مصر فى هذه الفترة، وذلك لأنهم يعتبرونه رجلا ذا خبرة سياسية تجعله قادرا على الانتقال بمصر إلى الديمقراطية والاستقرار، فى الوقت الذى يرى فيه العديد من المصريين أنه من "الفلول" أى نظام مبارك القديم، وأنه لا يصلح بأى شكل ليكون رئيسا". وذكرت الكاتبة السياسى الإسبانى وأول رئيس وزراء منتخب ديمقراطيًا فى إسبانيا بعد دكتاتورية فرانسيسكو فرانكو أدولفو سواريز، الذى يعتبر شخصية رئيسية فى تحول البلاد إلى الديمقراطية، والذى حصل على العديد من الجوائز لمساهمته الهامة فى الانتقال الديمقراطى الذى عرفته البلاد. وأوضحت الكاتبة أنه على الرغم من أنه كان متعجرفا فى المناظرة الانتخابية التى حدثت مع عبد المنعم أبو الفتوح فى التليفزيون المصرى وصلة عمرو موسى مع العديد من الناخبين الأكثر تواضعًا، وخاصة فى المناطق الريفية، حيث نفوذ أرباب العمل المحلية لا تزال كبيرة إلى أنه من الممكن أن يكون رئيسًا لمصر. واتجهت باولا إلى مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى التى رأت أنه تم ترشيحه فى الانتخابات الرئاسية تقريبًا عن طريق "الصدفة" خاصة أن الإخوان كانوا يرغبون فى أن يفوز مرشحهم الأول الذى تم استبعاده وهو خيرت الشاطر، ولا يميز مرسى بشىء سوى أنه من الإخوان المسلمين، ويختلف كثيرا عن الشاطر الذى كانت له كاريزما عالية وسط الشعب المصرى، مضيفة أن مرسى ليس لديه كاريزما الرئيس. وقالت باولا إن "مرسى خادم مثالى للإخوان المسلمين وفى حال فوزه فإن الجماعة هى التى ستقوده لاتخاذ القرارات التى تراها مناسبة بالنسبة لها، كما أنه لم يحقق الديمقراطية التى طالب بها الشعب فى الثورة المصرية". أما أحمد شفيق وهو الرجل الذى يثير جدلا واسعًا، حيث إنه من النظام القديم وسيحظى بأصوات الكثير، وذلك لرؤيتهم أنه قام بالعديد من الإصلاحات والإنجازات فى عهد مبارك، وهو رجل "التحدى"، ولكن لابد من التذكر بأن شفيق سخر من الثورة المصرية فى العديد من المناسبات، وهناك من يعتقد أن أبو الفتوح هو المرشح الخفى للإخوان المسلمين ولذلك فإن من يرشح شفيق هدف الأساسى البعد عن الإسلاميين.