رقص الجمهور المغربى أمس على إيقاع الموسيقى التركية، فى خامس ليالى الدورة 11 لمهرجان "موازين"، إذ لفتت فرقة "فاير أوف" أنطاليا التركية، الأنظار برقصاتها الموحدة والجميلة، وإيقاعها المتناسق الأخاذ. واستمتع عشاق الموسيقى الإفريقية، بعرض الفنانة أنجيليك كيدجو، من دولة بنين، التى أدت أولى أغانيها فى سن السادسة، فكانت أصغر فنانة بين جميع فنانى القارة السمراء، تحظى بمسار فنى دولى. غنت أنجليك وهى تحمل العلم المغربى، أجمل أغانيها وسط هتافات الجمهور المغربى والأجنبى، حركت حماس الحاضرين تارة برقصاتها الجذابة، مثلما حركت أحاسيسهم بصوتها الرقيق وأدائها المرهف. وما زاد من حماس الجمهور، نزول أنجليك من على خشبة المسرح لترقص مع الجمهور فى المكان المخصص لهم، فتأثر الحضور بهذه البادرة، وما كان منهم إلا أن بادلوها الحماس نفسه، معبرين من خلال الهتافات عن إعجابهم بأداء هذه الفنانة المخضرمة الرائعة. وغير بعيد عن منصة أبى رقراق والسويسى وهما أحد أهم المسارح التى تقوم عليها عروض المهرجان، حيث توجه جمهور غفير من عشاق الطرب الشرقى إلى منصة النهضة، لحضور حفل الفنانين المصريين، محمد حماقى وهانى شاكر الذى قال فى المؤتمر الصحفى الذى سبق حفله الساهر، أنه يشعر بأن ابنته الراحلة ستحضر حفله، بمهرجان موازين، وستكون سعيدة بوقوفه أمام جمهوره مرة أخرى بعد عام كامل انقطع فيه عن الغناء. وأكد هانى شاكر أنه لم يقرر الاعتزال أبدا بعد رحيل ابنته، لأنه يدرك أن الغناء هو الطريق الوحيد الذى يمكن أن يخرجه من حالة الحزن. وعن مأساة رحيل ابنته، قال شاكر إنه تعلم منها الكثير، قائلا "تعلمت أن الحزن واقع، حقيقة يجب على المرء تحملها، وشىء صعب الهروب منه، فهى جزء من تركيبتنا فى الشرق الأوسط، الشجن بداخلنا". وأوضح هانى أن الحزن سيظل فى قلبه إلى آخر يوم فى عمره، ولكنه يحاول أن يكون صامدا على الساحة الفنية، لأن تواصله مع جمهوره يساعده على الخروج من قوقعة الحزن، ويشعر بذلك أنه سيسعد ابنته ويجعله يتجاوز المحنة. ومن جانبه، عبر الفنان محمد حماقى عن سعادته بالمشاركة للمرة الأولى فى مهرجان "موازين"، متمنيا ألا تكون الأخيرة. وقد فاجأ حماقى الجمهور المغربى وغنى "مرسول الحب"، لعبد الوهاب الدوكالى، حاملا العلمين المصرى والمغربى. واستنكر حماقى الذى غلبت على ندوته الصحفية الأسئلة السياسية حول رئيس مصر القادم، وحالة التخوف من وصول التيار الإسلامى للحكم، حيث قال "حتى لو وصل للحكم رئيس من التيار الإسلامى وكان ضد الفن، وأدركت أن موقفه هذا سيكون فى مصلحة مصر فسأكون معه"، وزاد "يجب أن نؤيد الرئيس المقبل فى ما سيفعله طالما أنه يريد مصلحة البلاد"، وعن موقفه كفنان وكيفية قبوله لرئيس ضد الفن، قال "لم يتحدث أحد من المرشحين عن الفنون بجدية، وعموما أنا متأكد أنه لو وصل للحكم رئيس معارض للفن، فسيكون معارضا للفن الهابط، ولهذا سأؤيده، ولا أعتقد أن هناك من يعارض الفن الهادف كما لا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يقف ضده". الجدير بالذكر، أن الفنانة السورية أصالة نصرى، التى من المنتظر أن تحيى حفل الليلة على منصة النهضة، عبرت فى ندوة صحفية عقدت أمس الثلاثاء، عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثانية فى مهرجان "موازين"، وقالت إنها ستقدم اليوم، تحية خاصة للفنانة الراحلة وردة على طريقتها. وأضافت "جمعتنى علاقة طيبة وحميمة بالفنانة وردة وتشرفت بالغناء لها بحفل عيد ميلادها الأخير، وبعدها طلبت أن ترانى، وقالت إنها تريد أن تعطينى هدية، وعندما ذهبت وجدتها هدية مادية كبيرة فرفضت أن أقبلها وقد غضبت منى بعد ذلك". وتحدثت أصالة ضاحكة أيضا عن عمليات التجميل، وقالت "أخضع لها ليل نهار"، حيث أكدت أصالة أنها لم تجر إلا عملية تجميل أزالت فيها جزءا من عظمة أنفها، وعملية أخرى لوضع نقطتين على وجنتيها، زالتا بعد أربعة أشهر، وحقنت بوتوكس مرتين بينما صديقاتها من المدرسة حقن البوتوكس مليار مرة على حد تعبيرها. وشهد خامس أيام "موازين"، تنظيم محترفات جديدة، قدم أحدها الفنان مختار سامبا، وكانت خاصة بالإيقاعات، ومحترف نون ماى سفالهولم من الدانمارك، حول الرقص المعاصر. وفى الضفة الأخرى من نهر أبى رقراق، صدحت أصوات الفنانين المغاربة، محمد التيوسى ونبيلة معن، فيما سلم الفنان حسن ميكرى المشعل إلى ابنه نصر ميكرى، معلنا اعتزاله الفن، وتفرغه لأعمال أخرى. ولم يفت الجمهور الرباطى، حفلات كل من فضاء شالة، الذى وقف على منصته عازف آلة العود أليكسى أرخيبوفسكى، وقاعة باحنينى، التى غنت على خشبتها فرقة خماسى الحفنى المصرية. وتواصلت يوم أمس عروض الشارع، التى قدمتها كل من المجموعة الراقصة الهندية تروبادورراجستان، والفرقة الفرنسية يرغى، وكازا أكروبات، والمجموعة الفنية 2k far، من المغرب.