نفذ، اليوم، مجمع إعلام بنها بالتعاون مع منطقة الوعظ بالقليوبية، أولى فعاليات الحملة الإعلامية (اتحقق.. قبل ما تصدق)، التى أطلقها قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات من خلال مراكزه المنتشره بجميع محافظات الجمهورية فى الفترة من 15 ديسمبر 2024 حتى نهاية شهر يناير 2025 برئاسة الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلى للتوعية بمخاطر الشائعات التى تستهدف الإضرار بالدولة واستقرارها ومنجزاتها والمساس بوحدة الشعب وتماسكه وثقته فى مؤسساته الوطنية. وحاضر فى الندوة الشيخ محمد شعبان، مدير الدعوة بمنطقة وعظ القليوبية، والدكتورة جيهان فؤاد دكتوراة التنمية المجتمعية والاقتصادية جامعة القاهرة، ومقرر فرع المجلس القومى للمرأة بالقليوبية سابقًا. وبدأ اللقاء بكلمة ريم حسين عبد الخالق، مدير مجمع إعلام بنها، مؤكدة على أن الشائعات هى سلاح خفى من أخطر أسلحة الدمار المجتمعى والتى تهدف إلى إشاعة الفتنة وتدمير المجتمعات والفتنة اشد من القتل، فالقتل يمكن أن ينال من شخص واحد فقط أو من عدة أشخاص ولكن الشائعات الهدف منها قتل المجتمع كله، لذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى آخر خطاباته على أن مواقع التواصل الاجتماعى تستخدم لنشر كمية كبيرة من الشائعات لتزييف الوعى ونشر الأكاذيب وخاصة أن معدلات نمو الدولة المصرية تجعل خصومها وأعدائها يواصلون محاولتهم للتشكيك فى إنجازاتها، مشيرا إلى أن تلك الشائعات تكون مصحوبة بجزء حقيقى مع ربطه بأجزاء مغلوطة ومكذوبة حتى ينخدع الشعب المصري. وأوضحت، أن الدولة المصرية لم تقف مكتوفة الأيدى حيث تواجه الحروب النفسية وحملات التضليل على مختلف وسائل التواصل الاجتماعى لحماية المجتمع واستقراره الداخلى، فتجرى الرصد الفورى لكل ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعى والرد عليها وذلك لأن الإشاعات تجد بيئتها الخصبة فى المجتمعات التى تفقد الوعى ويسود بها الجهل والسلبية، لذا يجب على المؤسسات الدينية والتعليمية والتثقيفية والإعلامية والفنية أن تتضافر جهودها لتهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية وتهيئة المجتمع وتوعيته بألا يصدق أو يردد ما يتلقفه من أخبار دون التأكد من مصداقيتها وبث روح الثقة بين الحاكم والمحكوم، إلى جانب ضرورة تكذيب الشائعات إعلاميا وتفنيدها وبيان خطورة الإنجراف ورائها. وفى سياق متصل أكد الشيخ محمد شعبان، على أن الشائعات من الظواهر الخطيرة والكوارث الاجتماعية التى تنخر فى المجتمعات البشرية وتزلزل سكينة النفوس خاصة فى هذا العصر الحاضر الذى تطورت فيه وسائل النشر ووسائل التواصل الاجتماعى وبرامج المحادثة الفورية. وأوضح، أن الشرع أراد أن يحيى المجتمع حياة الأمن والتعاطف والرحمة حتى كأنهم جسد واحد كما أخبر بذلك النبى صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وأضاف الشيخ شعبان، أن القرآن والسنة النبوية وضعا منهجًا علميًا ذا قواعد وأسس واضحة لمواجهة الإسلام للشائعات ومنع خطرها عن الأفراد والمجتمعات ومن هذه القواعد تحريم الكذب وتحريم الغيبة وعدم التحدث بالخبر إلا بعد علم ويقين وتحريم نقل وتداول الأخبار الكاذبة وكتمان الشائعات والتزام الصمت أمامها بدلا من تناقلها، والكف عن نشر الفضائح بأى صورة من الصور، وأيضا رد الأمور إلى مصادرها الأصلية الصادقة ومواجهة الشائعات بالمعلومات الصحيحة والحقائق الثابتة، فدين الإسلام ندب الصدق وحذر من الكذب وأن من أخطر صور الكذب إطلاق الشائعات والذى يستخدمه أعدائنا لتدمير المجتمع ويسمونه بأسماء كثيره منها حرب الأعصاب والحرب النفسية ولم يقف الإسلام عند تحريم الكذب بل حذرنا من تلقف الاخبار وترديدها دون تحرى صدقها، يقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ". وتحدثت الدكتورة جيهان فؤاد، عن المسئولية المجتمعية فى مواجهة الشائعات والفتن التى تحاك ضد الدولة المصرية مؤكده أن المواطن المصرى عليه مسؤولية كبيرة تجاه مواجهة هذه الشائعات وبناء الوعى داخل المجتمع، الذى يبدأ من المدرسة انتهاءً بالجامعات والأحزاب السياسية مرورا بالتجمعات النقابية والأجهزة المعنية بضرورة بناء الوعى على أسس سليمة. وأوضحت، أن تبنى الشفافية والمصارحة هى وسيلة فعالة لمواجهة الشائعات والأكاذيب التى تستهدف الدولة من الداخل والخارج وأنه لابد من إتاحة التنوع فى وجهات النظر عبر وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن تقييد الحوار بزاوية واحدة قد يؤدى إلى تفكك للمجتمع بينما يسهم تعدد الاراء فى تعزيز التماسك والاستقرار. وأشارت، إلى أن مصر كدولة كبيرة لن تتأثر بالمحاولات الخارجية لنشر الأكاذيب أو التشكيك فى إنجازاتها وأن مواجهة تلك المحاولات يبدأ بتحصين الشعب من خلال توفير الحقائق ومواجهة الأكاذيب بالأدلة.