شهد د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة ود. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة، العرض الأول للعمل الفنى "جدارية الثورة" للفنان طه قرنى أمام جمعية المواساة بميدان العباسية بحضور د.صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وهو العرض الذى بدأ صباح أمس الخميس، واستمر حتى نهاية اليوم، على أن يعقبه العرض الثانى فى ميدان التحرير غدا السبت لمدة يوم واحد أيضاً، على أن ينقل العرض بعدها إلى دار الأوبرا ابتداء من يوم الأحد 20 مايو ولمدة عشرة أيام. وصرح "عرب" أن العمل يمثل حالة فنية راقية توثق لنا أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وأدق اللحظات التى تعرضت لها، كما أنها ترصد بعين الفنان أهم المحطات التى مررنا بها منذ الثورة وحتى وقتنا الحالى، مضيفاً أن نجاح هذه التجربة بهذا الشكل يحفزنا على تكرارها فى معظم الميادين المصرية، حيث سيتم الترتيب لأن يجول هذا العمل المتميز عددًا من المحافظات خلال الفترة القادمة. من جانبه أكد د. صلاح المليجى، أن نزول الفن إلى الشارع فى هذا التوقيت وعلى هذا المستوى من المسئولين والفنانين إنما يحمل رسالتين مهمتين أولاهما للشعب المصرى وخاصة البسطاء منه: إننا بجانبكم نشعر بكم ونساندكم ونسعى دوماً للتواصل معكم لنرتقى بالشارع بصرياً ووجدانياً وفنياً، والثانية للخارج: إن مصر ستظل دوماً بلد الأمن والفن والحضارة، ولعل هذه السعادة التى نتلمسها على وجوه هؤلاء البسطاء وهذا الرقى من جانبهم فى تعاطيهم مع المشهد الفنى، يبعث برسالة قوية الدلالة على عظمة الإنسان المصرى وسمو مخزونه وموروثة الحضارى والذى دائماً ما يتم استدعاؤه جلياً فى أوقات الأزمات الحرجة التى يحتاج فيها الوطن لأبنائه المخلصين، وها هى تلك الصورة الدرامية الحية التى تُجسدها لنا جداريه الفنان طه قرنى تثبت للجميع أن الشخصية المصرية فريدة فى حبها وعطائها لوطنها ومولعة بكل ما هو مُنتمى لتراب هذا البلد العظيم. أما الفنان طه قرنى فقد أكد أن قراره بعرض "جدارية الثورة" بميدان العباسية جاء ليضرب بكل التحذيرات والتخوف من هذه الفكرة عرض الحائط، ليأخذ الفن طريقه إلى الشارع المصرى محطماً هذا الحاجز النفسى المصطنع بين الفن وعامة الشعب، وعن الجدارية أشار أنها تتكون من 16 لوحة بامتداد 44م زيت على أبلكاش، مساحة اللوحة الواحدة 2.45م × 1.45م متصلة جميعها من حيث الموضوع ومنفصلة من حيث الأحداث والتى تبدأ بيوم 25 يناير مروراً بأهم أحداث الثورة لتنتهى بلوحة الانتخابات ووضع الدستور.