حالتان من التناقض تشهدهما مدن سيناء، خاصة رفح والشيخ زويد والعريش، فرغم الرواج العقارى والفندقى الكبير بهذه المدن منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، إلا أنها تشهد كسادا تجاريا نتيجة التوقف الجزئى للأنفاق وتشديد إجراءات الأمن فيها. استفادت مدن سيناء من توافد مئات الإعلاميين على رفح، لمتابعة الأحداث أو الدخول إلى غزة، مما جعل الفنادق والشاليهات التى تعانى من قلة السكان فى الشتاء لأول مرة كاملة العدد، بل إن عشرات الصحفيين بحثوا عن أماكن إقامة فى رفح ولم يجدوا، وإن وجدوا الأماكن رديئة وبأسعار كبيرة بعدما قامت عشرات المحطات الفضائية باستئجار أسطح العمارات، لمتابعة الأحداث مقابل مبالغ كبيرة، لكن هذا الرواج الفندقى لم يتحول إلى رواج اقتصادى متكامل. الحياة تغيرت فؤاد العرايشى، مواطن من العريش كما يدل اسمه، قال إن الحياة فى العريش تغيرت بعد توافد الآلاف من الإعلاميين والمنظمات الدولية. مضيفا: المطاعم امتلأت عن آخرها والفنادق الشعبية والمميزة "كومبليت"، يعنى العملية تمام والبركة فى غزة لولا ما حدث لكانت العريش مدينة هادئة تعانى الركود، لكن الرواج كما قلت فى الفنادق والمطاعم والكافيتريات فقط، أما البضائع فيها ركود لأن الأنفاق واقفة. عيسى مدير مقهى العماد قال: الأمور تمام. الزباين سهرانين للصبح، معظمهم من الصحافة ومن الوفود العربية وبعض عناصر الأمن القادمين من المحافظات المجاورة، وأضاف:الحالة فى العريش شغالة تمام، وأعتقد أن أحداث غزة وراء ما يحدث، لولاها ما وصل الآلاف من المتابعين للعريش أو إلى رفح. رواج عابر الأديب عبد الله السلايمة قال، إن رفح ممتلئة بأناس معظمهم لمتابعة الأحداث، وأضاف: الكثير من الأصدقاء طلبوا منى توفير سكن لهم فى رفح، وقلت لهم الأمر صعب لأن رفح من أساسه ليس بها فناد، هناك بعض الشقق المفروشة وهذه تم حجزها من بداية الأحداث. وقال السلايمة، إن رفح تشهد موسما من الانتعاش، لأن عشرات الناس اشترت بضائع، وقامت بتخزينها على أمل فتح الحدود. محمود شاب من رفح سألناه عن الحالة الاقتصادية فى المدينة، فأجاب بأن الحالة تمام، لكن موضوع الأنفاق أدى لتوقف كل شئ. الأنفاق عليها رقابة كبيرة، وبالتالى من اشترى أشياء ما زالت مخزنه يعنى عطلة على الفاضى. وأضاف: بالنسبة للحركة العادية فهى جيدة بحكم كثرة الوافدين على رفح، لكن الحركة التجارية عامة ضعيفة، ويمكن أن نقول إنها شبه متوقفة. بركات معبد من رفح أفاد أنه ما زال يبحث عن شقة يشتريها فى العريش، لأن الأولاد رفضوا البقاء فى رفح بعد ضرب الحدود وتناثر الشظايا، وأضاف: للأسف الشقق فى العريش ارتفعت أسعارها لدرجة خيالية، حتى إن الشقة ارتفع سعرها بمعدل 50% مرة واحدة. قال معبد: كنت اتفقت على شقة بحى الزهور بالعريش ب 25 ألف جنيه، الآن صاحبها طالب 35 ألف جنيه ولا توجد شقق أمامى غيرها، لكن بعد توقف القصف أعتقد أن الأمور ستعود لطبيعتها. مشيرا إلى أن رفح تعيش أزهى أيامها خاصة الكافيتريات والمطاعم والمكتبات بسبب التواجد الإعلامى الكبير. تغيير إيجابى إبراهيم سالم مدير جمعية صناع الحياة بسيناء ومدير بإذاعة شمال سيناء قال، إن أى متابع يمكنه ملاحظة التغير الإيجابى فى العريش، لأن العريش فى الشتاء تكون شبه متوقفة، الشاليهات خالية والفنادق، لكن مع بدء الحرب على غزةالعريش وصلها أكثر من 7 آلاف إعلامى ودبلوماسى وقوافل إغاثة ومتابعين ووفود من كل العالم هؤلاء بحاجة إلى سكن وأطعمة وكافيتريات، وبالتالى الأمور اعتدلت فى هذا الشتاء الذى تحول إلى أيام الصيف من حيث الرواج، وطبعا حركة الناس أدت لارتفاع الحجم الشرائى من السلع والكوفيات الفلسطينية، والمواصلات اشتغلت يعنى مصلحة كبيرة للعريش فى هذه الأمور، لكن الجانب الآخر المتعلق بشراء الأدوات والأجهزة تراجع، لأن الفلسطينيين لا يقبلون عليه إلا بعد العثور على وسيلة عبور للجانب الآخر إما المعبر أو الأنفاق. ومن جانبه أفاد المهندس عز الدين أمين شاكر مدير عام مراكز المعلومات بشمال سيناء، بارتفاع معدل أعداد المقيمين بالفنادق سواء الشعبية أو غيرها بمعدلات قياسية عن الشتاء الماضى، والسبب هو كثرة الذين قدموا إلى العريش ومدن سيناء لرصد الأحداث. وقال إن ارتفاع معدل الإقامات معناه رواج فى كافة المجالات الأخرى المرتبطة بهذا الأمر. مشيرا أن إدارة السياحة ترصد حاليا الأعداد من واقع سجلات الفنادق المختلفة، وقال إنه مع حدوث توتر على الحدود تمتلئ سيناء بالمتابعين من وسائل الإعلام وغيرها من منظمات أخرى.