حبس وغرامة ضخمة لهؤلاء.. سر المادة 70 من تعديلات قانون الكهرباء    صندوق النقد يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعتين الخامسة والسادسة    حددها القانون الجديد.. أماكن الحصول على شهادة قياس مستوى المهارة وترخيص مزاولة الحرفة    الرئيس الفنزويلى: على ترامب أن يهتم بشؤون بلاده أكثر من فنزويلا    مندوب مصر بمجلس الأمن يطالب بوقف التدفق غير المشروع للسلاح والمرتزقة للسودان    أمم أفريقيا 2025| بهذه الطريقة احتفل محمد صلاح ومرموش بالفوز على زيمبابوي    مرموش: هذا ما طالبنا به حسام حسن بين شوطي مباراة زيمبابوي    اليوم، بدء إعادة جثامين 14 مصريا ضحايا غرق مركب هجرة غير شرعية باليونان    إلهام شاهين تتصدر جوجل وتخطف قلوب جمهورها برسائل إنسانية وصور عفوية    زينة منصور تدخل سباق رمضان بدور مفصلي في «بيبو»... أمومة على حافة التشويق    الحماية المدنية تجرى عمليات تبريد لحريق مخزن أخشاب فى مؤسسة الزكاة    هاني ميلاد: 70% زيادة في أسعار الذهب منذ بداية 2025.. والاضطرابات العالمية السبب    مواطن يستغيث من رفض المستشفي الجامعي طفل حرارته عاليه دون شهادة ميلاده بالمنوفية    استشاري تغذية علاجية بالفيوم ل"أهل مصر": دودة الطماطم خطر صحي وآفة زراعية.. ولا علاقة لها بالقيمة الغذائية    بيسكوف: لا أعرف ما الذي قصده فانس بكلمة "اختراق" في مفاوضات أوكرانيا    أجواء شديدة البرودة والصغرى 12 درجة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بعد ارتدائها البدلة الحمراء.. محامي ضحية ابنتها ببورسعيد يكشف موعد تنفيذ حكم الإعدام في المتهمة (خاص)    قائد الجيش الثاني الميداني: دورنا في عملية دعم وإدخال المساعدات لقطاع غزة كان حاسما منذ 7 أكتوبر    حين تضطر أم لعرض أطفالها للتنازل: ماذا فعلت سياسات السيسي بالمصريين؟    مشروع قومى للغة العربية    نقابة أطباء الأسنان: أعداد الخريجين ارتفعت من 45 إلى 115 ألفا في 12 عاما فقط    «المستشفيات التعليمية» تعلن نجاح معهد الرمد والسمع في الحصول على اعتماد «جهار»    رئيس هيئة المستشفيات التعليمية يُكرّم مساعد وزير الصحة للمبادرات الرئاسية    استغاثة عاجلة إلى محافظ جنوب سيناء والنائب العام    مصرع شخص صدمته سيارة نقل أثناء استقلاله دراجة نارية فى المنوفية    استكمال الاختبار التجريبي لطلاب الصف الأول الثانوي على منصة كيريو في محافظات الجمهورية يوم 23 ديسمبر    المؤبد والمشدد 15 سنة ل 16 متهماً ب «خلية الهيكل الإدارى بالهرم»    أمم إفريقيا - مؤتمر حسام حسن: كنت أحمل هم الجماهير في مصر.. وصلاح يصنع الفارق    أمم أفريقيا 2025| وائل القباني: منتخب الفراعنة قدم أداء جيدًا.. وهناك عيب وحيد    حسام حسن: حدث ما توقعته «صعبنا الأمور على أنفسنا أمام زيمبابوي»    فرقة سوهاج للفنون الشعبية تختتم فعاليات اليوم الثالث للمهرجان القومي للتحطيب بالأقصر    شعبة الاتصالات: أسعار الهواتف سترتفع مطلع العام المقبل بسبب عجز الرامات    بالصور.. مدير محطة حدائق الأهرام بالخط الرابع للمترو: إنجاز 95% من الأعمال المدنية    بالانتشار الميداني والربط الرقمي.. بورسعيد تنجح في إدارة انتخابات النواب    حماية القلب وتعزيز المناعة.. فوائد تناول السبانخ    فرحة أبناء قرية محمد صلاح بهدف التعادل لمنتخبنا الوطني.. فيديو    بعد 5 أيام من الزفاف.. مصرع عروسين اختناقًا بالغاز في حدائق أكتوبر    محمد هاني: فوز مصر على زيمبابوي دافع معنوي قبل مواجهة جنوب أفريقيا    فولر ينصح شتيجن بمغادرة برشلونة حفاظا على فرصه في مونديال 2026    فلسطين.. إصابة ثلاثة مواطنين في هجوم للمستعمرين جنوب الخليل    ما هي أسباب عدم قبول طلب اللجوء إلى مصر؟.. القانون يجيب    القانون يضع ضوابط تقديم طلب اللجوء إلى مصر.. تفاصيل    ليفربول يحتفل بأول أهداف محمد صلاح مع منتخب مصر فى كأس أمم أفريقيا    القصة الكاملة لمفاوضات برشلونة مع الأهلي لضم حمزة عبد الكريم    وزير الدفاع الإيطالي: روما مستمرة في دعم استقرار لبنان وتعزيز قدرات جيشه    هيئة الدواء: متابعة يومية لتوافر أدوية نزلات البرد والإنفلونزا خلال موسم الشتاء    دراما بوكس| «المتر سمير» ينافس في رمضان 2026.. وأيتن عامر تعتذر    ستار بوست| أحمد الفيشاوى ينهار.. ومريم سعيد صالح تتعرض لوعكة صحية    «الشيوخ» يدعم الشباب |الموافقة نهائيًا على تعديلات «نقابة المهن الرياضية»    فضل صيام شهر رجب وأثره الروحي في تهيئة النفس لشهر رمضان    رمضان عبدالمعز: دعوة المظلوم لا تُرد    ميرال الطحاوي تفوز بجائزة سرد الذهب فرع السرود الشعبية    "يتمتع بخصوصية مميزة".. أزهري يكشف فضل شهر رجب(فيديو)    يضم 950 قطعة أثرية.... محافظ المنيا يتفقد متحف آثار ملوي    برلمانية الشيوخ ب"الجبهة الوطنية" تؤكد أهمية الترابط بين لجان الحزب والأعضاء    جامعة قناة السويس تعتلي قمة الجامعات المصرية في التحول الرقمي لعام 2025    قصة قصيرة ..بدران والهلباوى ..بقلم ..القاص : على صلاح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدبولى للملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج: أنتم جزء من قوة مصر الناعمة
نشر في اليوم السابع يوم 18 - 11 - 2024

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، مع الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج وزوجاتهم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور اللواء محمد صلاح، رئيس جهاز الملحقين العسكريين.
وبدأ اللقاء بالتقاط صورة تذكارية جماعية لرئيس الوزراء مع المُلحقين العسكريين وزوجاتهم، كما تسلم رئيس الوزراء درع تكريم من رئيس الجهاز.
وفي مُستهل اللقاء؛ رحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالسادة المُلحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج وزوجاتهم، حيث هنأهم لتقلدهم هذه المناصب الرفيعة، مؤكداً تقديره لأهمية منصب الملحق العسكري في خدمة الوطن ورفعة شأنه في الخارج، ودوره الوطني المهم والكبير جداً في الدول التي يمثل مصر بها، كما أكد أيضاً على دور زوجاتهم، مُعتبراً سيدات مصر العظيمات عنوان الرقي، ونقطة مضيئة ومشرفة لمصر دوماً في الداخل والخارج.
وقال رئيس الوزراء للملحقين العسكريين: "أنتم جزء من قوة مصر الناعمة، وسفراء غير رسميين لبلدكم في الخارج، إلى جانب السلك الدبلوماسي، فالملحق العسكري له دورٌ مهم جداً في جميع الفعاليات التي يشارك فيها بصحبة قرينته، وهو أمر شديد الأهمية خاصة خلال الفترة الراهنة.
كما استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، جهود وانجازات الدولة المصرية خلال هذه المرحلة، انطلاقاً من أهمية إلمام الملحقين العسكريين بتلك الجوانب، للرد على أي استفسارات حول هذا الأمر في دول العالم، وما يُثار عما يتحقق في الدولة المصرية من إنجازات وما تواجهه من تحديات.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن مصر تعيش منذ عام 2011 وحتى الآن، فترة غير مسبوقة في تاريخها، تصل إلى نحو 14 سنة كاملة، من حجم التحديات الهائلة التي واجهت الدولة المصرية سواء من الدخل أو الخارج، في ظل عدم قدرة الدولة في هذا التوقيت على تلبية المتطلبات الأساسية للمواطن المصري، وتطلعاته، مع تداعي الخدمات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن معدل البطالة في عامي 2013 و2014، وصل إلى 13.5%، وذلك عندما كان تعداد سكان مصر أقل من الوضع الحالي بنحو 22 مليون نسمة، أما اليوم عدد سكان مصر نحو 107 ملايين نسمة وصل معدل البطالة إلى 6.5 %، وهو ما يعكس جهود الدولة خلال هذه الفترة، في ظل وجود العديد من التحديات الاقتصادية، مؤكداً أن من بين الأهداف الرئيسية لما تم ويتم تنفيذه من مشروعات قومية كبيرة في مختلف القطاعات التنموية، هو اتاحة المزيد من فرص العمل للشباب.
وأوضح رئيس الوزراء أنه في حالة عدم تنفيذ وإقامة المزيد من المشروعات القومية بوتيرة متسارعة خلال السنوات العشر الماضية، ووفقاً للآراء التي تتهم الدولة والحكومة بالتحرك بصورة أسرع وأكثر من اللازم في تنفيذ تلك المشروعات القومية، وتحميل الدولة مزيداً من الأعباء، كان معدل البطالة في مصر لن يقل عن 22%، وهو ما ينعكس بصورة سلبية على الاستقرار الاجتماعي والأمن والأمان داخل البلد، مشيراً في هذا الصدد إلى أن نسبة 65% من عدد سكان الدولة أقل من 40 سنة، ويتخرج سنوياً أكثر من مليون مواطن لسوق العمل، وهو ما دعا الدولة للعمل على توفير المزيد من فرص العمل لهؤلاء الشباب.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن هناك دولاً وصلت لمرحلة صعبة من المخاطر بسبب الأوضاع والظروف الاقتصادية، ولم تستطع أن توفر فرص عمل لشبابها، ولذا فكانت تلجأ هذه الدول لمجموعة من التصرفات، كما كانت هناك دول تصنف بأنها من أفضل دول العالم المتقدم، وأصبحت الآن لا تستطيع أن توفر فرص عمل كافية، بل شهد عدد من دول القارة الأوروبية ظاهرة انتشار مواطنين بلا مأوى، وزاد عددهم بشكل متضاعف خلال السنوات الأخيرة.
وانتقل رئيس مجلس الوزراء للحديث عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة المصرية خلال السنوات العشر الماضية، بعد أن وصلت مؤشرات أداء جميع القطاعات إلى مستوى متدنٍ قبلها، وكان هناك العديد من المشكلات المزمنة والكثير من التحديات التي كان علينا كدولة أن نواجهها، مثل استفحال ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الآمنة ، وتدهور البنية التحتية، وخاصة في القرى المصرية، مشيرا إلى أن الفترة التي سبقت عام 2011 شهدت تجسيد هذه التحديات من خلال الفن، حيث لجأ العديد من المخرجين والفنانين إلى تسليط الأضواء على التدهور الواقع حينذاك خلال هذه الفترة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: حين توليتُ مسئولية وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في 2014 وجدت أن نسبة تغطية الصرف الصحي للقرى المصرية تبلغ فقط نحو 10%، وهو معدل متدنٍ للغاية يشير بوضوح إلى أن 90% من القرى غير مغطاة وهي نسبة كبيرة جدا تؤدي إلى العديد من الأمراض والتلوث، فضلاً عن تلوث المياه بشكل خاص جراء ذلك، لافتاً إلى أنه بفضل الجهود التي بذلتها الدولة أصبحت نسبة تغطية الصرف الصحي في القرى نحو 50%، وفي المدن نحو 96%، ومن المخطط أن يتم تغطية الدولة بأكملها خلال الفترة المقبلة، فضلا عن مشكلة العشوائيات والمناطق غير الآمنة، ومشكلة السكن التي تفاقمت خلال السنوات ما قبل 2014، وسعت الدولة إلى وضع حلول لهذه المشكلة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة سعت كذلك إلى تقليل زمن التنقل بين المناطق والمدن، ضارباً المثل بأن المسافة من أكتوبر إلى التجمع كانت تستغرق زمناً أكثر من ساعتين، ولكن اليوم تستغرق هذه المسافة أقل من ساعة في حدود 50 دقيقة، مؤكداً أن ذلك ساهم في الحد من استهلاك المواد البترولية، وكذا الحد من التلوث، لافتا إلى أن أحد المؤشرات الدولية في هذا الصدد توضح أن الدولة المصرية كانت تتحمل بسبب الزحام الموجود بالقاهرة نحو 8 مليارات دولار خسائر سنوياً، وأن هذا الرقم سيتضاعف ويصل إلى ما يقرب من 20 مليار دولار في حالة عدم اتخاذ إجراءات جدية من جانب الدولة للتعامل مع هذا الأمر.
وأشار إلى أن ذلك ما دعا الدولة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات والخطوات السريعة وتنفيذ المزيد من المشروعات التنموية والخدمية للتعامل مع تراكمات من العصور السابقة، اخذا في الاعتبار حجم الزيادة السكانية وتداعياتها، هذا إلى جانب قيام الدولة باستشراف المستقبل، واحداث المزيد من التنمية، وذلك بما يضمن عدم تكرار مثل هذه المشكلات، قائلا: "هذا ما تم اتخاذه من قرارات لبناء البلد، من خلال العمل بوتيرة سريعة وعالية، وصولاً لتحقيق العائد من إقامة وتنفيذ مثل تلك المشروعات القومية الكبيرة"، مشيراً إلى العائد المتحقق من تنفيذ الموانئ والمناطق الصناعية والزراعية، وكذا ما يتعلق بالمشروعات السياحية، ومشروعات التنمية العمرانية، ضارباً المثل بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، بأنه من أكبر المشروعات التي تحقق عائداً، حيث إن سعر متر الأرض كان ب 100 جنيه مع بدء إقامة العاصمة الإدارية الجديدة، بينما يبلغ الآن بالكومباوندات الكبيرة 6 – 7 آلاف جنيه للمتر، وبالأراضي الصغيرة المخصصة للبناء قد يصل إلى 50 الف جنيه للمتر، وهذا عائد للدولة، التي أضافت قيمة للمكان، حتى بالنظر إلى ما تم إنفاقه في مراحل الإنشاء الأولى، ولكنها ستمنح مصر عائداً ل 30 عاماً قادمة، تماما كمناطق القاهر الجديدة ومدينة الشيخ زايد، حيث انفقت الدولة مبالغ عند اقامتها، ثم تحولت لمصدر ايرادات للدولة.
واعتبر رئيس الوزراء ان الدولة ليس لديها رفاهية عدم إقامة مدن جديدة، في دولة يقطن سكانها على نحو 6 – 7% من مساحتها، مع الزيادة السكانية المستمرة، لكي لا نترك مبرراً للتعدي على الأراضي الزراعية، ولذا فإن المدن الجديدة هي الخيار الأفضل لحل هذه الأزمة، فخلال عقود مضت عندما لم تكن الدولة تواكب الزيادة السكانية حدث بناء عشوائي على الأراضي الزراعية، والآن بينما تعمل الدولة على تنفيذ مشروعات لاستصلاح الأراضي الزراعية، فإنها كي تضيف نحو 3 ملايين أفدنة مستصلحة جديدة للأرض الزراعية، تبلغ تكلفة استصلاح الفدان من 200 – 250 ألف جنيه، تشمل معالجة المياه في ضوء ندرتها، وتحلية المياه، وتحويلها الى المناطق الجديدة بغرض الزراعة، والبديل لذلك ترك الأراضي الزراعية ذات الجودة العالية، مشدداً: "الكثير مما تقوم به الدولة حالياً لا تملك الخيار لتركه أو تأجيله".
وساق رئيس الوزراء مثالاً عن فترة دراسته للدكتوراة في ألمانيا عام 1996، وكيف ان عدد سكان المانيا وقتها كان نحو 82 مليون نسمة، ومصر 61 مليون نسمة، بينما عدد السكان الآن في ألمانيا مازال 82 مليون نسمة، بينما مصر بلغت 107 ملايين نسمة، فدولة مثل المانيا تملك رفاهية الا تحتاج كل سنة لبناء إسكان جديد ومدارس جديدة ومستشفيات جديدة، أو طرق جديدة، بل تحقيق رفاهية وإدخال تكنولوجيا جديدة لمواطنيها.
وقال رئيس الوزراء: نحن لدينا 2 مليون مولود كل سنة، والدولة يجب أن توفر لهم احتياجاتهم الأساسية، وبالتالي ليس لدينا رفاهية التوقف عن الاستمرار في تنفيذ مشروعات البنية الأساسية، والمشروعات الصناعية وإنشاء مناطق سكنية جديدة، وتنفيذ المشروعات الزراعية، وتطوير الموانئ، ...وغيرها.
وأضاف: إذا توقفت الدولة عن القيام بهذا الدور، سوف ينتج عن ذلك مشكلات عديدة، مثل: البطالة أو اضطرار المواطنين إلى تنفيذ الحلول المناسبة لهم، مما يتسبب في ظاهرة العشوائيات، والتي كانت الدولة المصرية ومازالت تعاني منها.
وفيما يتعلق بشأن ما يُثار حول أهمية إعطاء فرصة ودور أكبر للقطاع الخاص، أكد أن الدولة لم تقف أبدا ضد القطاع الخاص، ولكن القطاع الخاص كان يواجه هو ذاته مشكلات بسبب التداعيات الناتجة عن الثورتين التي مرت بهما البلاد خلال السنوات الماضية القريبة، ثم مواجهة مشكلة الارهاب في فترة زمنية معينة، إلى جانب المشكلات الاقتصادية التي مرت بها الدولة والتعويم وتغيير قيمة العملة في عام 2016، ثم جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، ثم الحروب والصراعات الأخيرة التي تشهدها المنطقة والإقليم من حولنا.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: كل هذه الظروف أدت إلى تخوف المستثمرين من الاندفاع في تنفيذ استثمارات جديدة في منطقة تعاني من كل تلك الأزمات، وكان يجب على الدولة أن تحدد خيارها وتتخذ قراراً، لأن القطاع الخاص لم يتمكن من القيام بكل الجهد، ولذلك كان خيار الدولة هو المبادرة والبدء في تنفيذ تلك المشروعات التنموية، من خلال وضع الأساس عبر تنفيذ مشروعات البنية الأساسية، ثم دعم وتشجيع القطاع الخاص في المرحلة التالية، وهذا ما تقوم به الدولة الآن.
وأضاف: مازالت الظروف غير مواتية، وبالتالي فإن القطاع الخاص الداخلي أو الخارجي غير قادر على الاندفاع بقوة في تنفيذ مزيد من الاستثمارات، مشدداً على أن الدولة لا تزاحم القطاع الخاص، ولكن لم يكن لديها بديل آخر في فترات سابقة، لضمان تنفيذ المشروعات والاستثمارات بسرعة أكبر.
وتحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن مؤتمر الاستثمار الذي نظمته مصر في عام 2015، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر شهد مشاركة عدد كبير من الشركات العالمية وكبار المسئولين، ومن بينهم كان أحد قيادات جمهورية الصين، حيث كان يشغل في ذلك الوقت منصب رئيس البنك الاسيوي للاستثمار، وكان يشغل من قبل منصب وزير المالية في دولة الصين، وتم الاستفسار منه بشأن تجربة الصين، وأشار إلى أنه تم الاستفادة من التجربة الصينية، التي تم فيها الدفع بقوة رهيبة نحو الاستثمار في البنية التحتية دون النظر إلى الدين، حيث تقوم الدولة بالاستثمار في المرحلة الأولى لأنه لم يكن هناك بديل آخر، وهو ما مكنها من جذب القطاع الخاص وتشجيعه وزيادة تدفق الاستثمارات من الداخل والخارج في المشروعات لاحقاً، وهو ما جعل الصين بعد 30 إلى 40 عاماً في وضعها المتقدم حالياً، وعلى الرغم من ذلك فخلال هذه الفترة كان هناك انتقادات كبيرة لهذا الإجراء.
وأضاف رئيس الوزراء، أن كل تجربة تنموية لها مزاياها وعيوبها، وهذه هي طبيعة العمل البشري الذي يحتمل الخطأ، ولكن إذا نظرنا في حالنا كدولة، ما هو حصاد الدولة المصرية؟، نتلقى الإشادات من عدد كبير من المسئولين الدوليين في مناسبات مختلفة، على الرغم من الظروف التي يمر بها الإقليم، وبفضل الله الصورة التي يرى العالم بها مصر تدعونا إلى الشعور بالفخر والفرح.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أنه خلال مؤتمر وزراء الإسكان الأفارقة الذي انعقد على هامش المنتدى الحضري العالمي، أشاد عدد من وزراء الإسكان الأفارقة بالتجربة التنموية المصرية التي حدثت، متسائلين كيف تمكنا من تطوير بلادنا في هذا الوقت القصير للغاية، وعبروا عن رغبتهم في تعلم هذه التجربة المتميزة ونقلها إلى بلدانهم.
واعتبر أن ذلك أمر تكرر من عدد من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية الذين عبروا في مناسبات مختلفة عن إعجابهم الشديد بالتجربة المصرية التنموية، وهو ما يدفع للشعور بالفخر بالطبع، ولذلك أحاول التوضيح لكم بأنه دائماً ما يكون هناك رأي ورأي آخر خاصةً في ظل أزمات اقتصادية مُتسارعة ومُعقدة يواجهها العالم بأسره، بالإضافة إلى التغيرات الجيوسياسية العالمية الحالية التي تدفع نحو ميلاد نظام دولي مختلف وتوازنات دولية جديدة.
كما أوضح رئيس الوزراء، أننا نشهد تغير شكل القوة في العالم وفقاً لتقديرات كثيره جداً، وما يحدث في إقليم الشرق الأوسط من حروب وصراعات، وهو ما يحول دون رجوع الشرق الأوسط لما قبل 7 أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن مصر قد تًعدُ الدولة الوحيدة في العالم التي جميع حدودها وما بعد حدودها مشتعلة، والدولة الوحيدة المُستقرة في الإقليم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن دورنا هو الحفاظ على البلد واستقرار البلد في ظل هذه الأوضاع.
وشدد على أن هناك قراراً بأن نبني دولة حديثة في ظل تحديات ومعطيات غير طبيعية وأزمات هائلة، مشيراً إلى أن أيادي التطوير والبناء امتدت لمختلف المناطق على مستوى الجمهورية، ونسعى إلى تنفيذ اضعاف اضعاف ما تم تنفيذه من مشروعات خلال الفترة المقبلة، برغم ما تتعرض له مصر من كم شائعات وصفه بأنه "مرعب" بشكل يومي.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى نقطة مهمة تتمثل في دور المرشحين كملحقين عسكريين في التسويق لبلدهم في البلدان المرشحين للعمل بها، ولا سيما من خلال الحديث عن حجم التنمية والتطوير الواقع حاليا في جميع المجالات بالدولة المصرية، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك بعض الجهات التي يهمها ألا تكون مصر دولة قوية، وهو ما يلزمنا جميعا كممثلين عن دولتنا أن نعي ذلك، وأن نكون مستعدين دوماً لدحض أي مخطط يضر بدولتنا، كما نكون على دراية كاملة بما يحدث حاليا من تنمية شاملة، وأن ندرك أننا كدولة ننتهج سياسة واضحة وهي عدم الانجراف إلى أي صراعات خارج حدودنا، والعمل بقوة للحفاظ على حدودنا ومقدراتنا.
وأضاف أن مصر رؤيتها واضحة جداً من حيث الالتزام بالحياد وتغليب الحلول الدبلوماسية، وكذلك استغلال الثقل الإقليمي لمصر في حل الأزمات من خلال عمليات الوساطة والتفاوض المتوازن الحيادي العادل مع كل أطراف الصراع، وفي نفس الوقت نعمل على بناء الدولة المصرية في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أنه عند النظر بالتحليل إلى التجارب التنموية لدول متقدمة مثل الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة نجد أن كل تجربة منها لا تقل مدة البناء فيها عن 20 إلى 30 سنة من الجهد والتضحيات والمعاناة والصعوبات، حتى بدأت النتائج والعوائد التنموية في الظهور بالنهاية، مؤكداً أن مصر تسير على هذا النهج التنموي.
وفي ختام لقائه، أعرب رئيس الوزراء عن تمنياته للسادة الملحقين العسكريين وزوجاتهم، بالتوفيق والسداد والنجاح في مهمتهم خلال الفترة القادمة.
وخلال اللقاء، أكد المرشحون للعمل كملحقين عسكريين سعادتهم بهذا اللقاء، الذي شهد شرحاً وافياَ للأوضاع الداخلية، وما أنجزته الدولة في ظل تحديات غير مسبوقة، وتقدموا بالشكر لرئيس الوزراء على تخصيص هذه المساحة لهم، والتي شهدت أيضاَ عرض لكثير من الإجابات عن تساؤلات تدور في الأوساط المختلفة بشأن ملفات مهمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.