رأى عدد من الشعراء أن عودة الأغنية السياسية مع ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، ضرورة مهمة تمثل نبض المواطن ولسان حاله، مشيرين إلى أن الأنظمة السياسية كانت تستخدمها فى حشد وتأييد المواطن لها حتى تطور الوعى والفكر، وأصبحت تلك الأفكار مناهضة للأنظمة المختلفة، وقامت الأنظمة السابقة بممارسة المضايقات المختلفة على هذا النوع من الأغانى من خلال أجهزته الإعلامية حتى انتشرت القنوات الفضائية، وأصبحت ساحة لتلك النوع من الأغانى قام النظام السابق بالرد عليها من خلال تلفيق الاتهامات المختلفة لهم. وأشار الشاعر عبد المنعم رمضان، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" إلى أن الأغانى السياسية بدأت مع الشعراء منذ طفولته عندما كانت الأنظمة السابقة تستخدمها فى مدح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حتى تطور الوعى وأصبح هناك غناء سياسى غير رسمى يناهض الغناء الرسمى والذى بدأ مع الشيخ أمام وأحمد نجم، مؤكداً ان النظام السابق لم يكتف بتجريف الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وإنما قام بتجريف الأغانى السياسية، حيث إن معظم الأغانى التى تم تداولها فى الثورة هى أغان قديمة وتم إعادتها مرة أخرى. وقال الشاعر محمد السيد، إن الأغنية وسيلة تعبير لحال الإنسان، من خلال رأى مكثف تأثيره أسرع وأكبر فى الوصول إلى المستمعين والتى يعتمد على مصداقيتها وقربها من الإنسان، مؤكدا أن تلك الأغانى لا تحمل سوى الكلمات البسيطة التى تعبر عن حالنا وهى وسيلة للحشد، مؤكدا أن وسائل الإعلام قامت بفتلرة تل الأغانى وإقصائها من خلال اللجان الأمنية التابعة له رغم انتشار القنوات الفضائية، والتى أصبحت فيما بعد ساحة لتلك الأغانى، مؤكداً أن المضايقات وصلت إلى تلفيق الاتهامات لهم لدورها فى تعبئة المواطن. وأضافت هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، بأن الأغانى السياسية هى محرك الشعوب وقلبها النابض، وهو ما حرض النظام السابق على تقييدها، لأنه تصنع سياسات موجهة ضد المعنين بذلك، فضلاً على أنها ضد الأنظمة المختلفة، وهو تهديد مباشر تصطنعه السياسيات الموجهة، مؤكدة أن لكل ثورة تبعياتها المختلفة التى تتمثل فى ظواهر مختلفة منها الأغانى الوطنية التى تعبر عنها وتحشد المواطنين له والإيمان بها وتحفيزهم على المشاركة، وهو ما ظهر أيضاً فى ثورة يناير بعد ظهور عدد من المطربين على الساحة الفنية يعبرون عن الثورة وأهدافها، ويكونون بمثابة توثيق لها، علاوة على أنها تؤثر فى المتغيرات المختلفة فى الحياة السياسية.